آثار مصر

ما هي آثار مصر؟

تُعدُّ من أقدم حضارات العالم؛ فقد وُجِدت ترجع إلى عهد ما قبل الأسرات منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام قبل الميلاد في منطقة الأقصر وأسوان، ومن حينها تعاقبت الحضارات على مصر، فظهرت الدولة المصرية القديمة في عهد الأسرات، والتي استمرت ما يقرب من ثلاثة آلاف عام، وتركت من آثار مصر ما لا يُعدُّ ولا يُحصى، أعقبتها الحضارة الفارسية التي حكمت مصر ردحًا صغيرًا من الزمن، وكان لها من آثار مصر نصيب.
استولى اليونان والرومان بقيادة الإسكندر الأكبر على مصر وخلصوها من حكم الفرس، فكان الرومانية من آثار مصر نصيب هي الآخرى، وعندما اعتنقت الدولة الرومانية الديانة المسيحية تركت في آثار مصر القبطية علاماتها، حتى كان فتح مصر الإسلامي العربي على يد عمرو بن العاص في خلافة أمير المؤمنين ؛ فتحولت مصر إلى الدين الإسلامي وانضمت للواء العروبة فظهرت آثار مصر الإسلامية.
وفي هذا المقال، سنتناول بعض آثار مصر من الحضارات المختلفة بقليلٍ من التفصيل.

أهرامات الجيزة

تُعدُّ أهرامات الجيزة أهم آثار مصر وأشهرها على الإطلاق، وهي العجيبة الوحيدة الباقية من القديمة؛ إذ إن باقي العجائب كلها قد طالها التدمير واختفت، ولكن أهرامات الجيزة تظل قائمةً وشامخةً إلى وقتنا الحالي، وشاهدةً على عظمة المهندس المصري القديم “هيمونو رع” الذي بنى هرم خوفو الهرم الأكبر، الذي يصل ارتفاعه إلى 137 مترًا، وبُني على مساحة ثلاثة عشر فدانًا، ويزن الهرم كله ستة ملايين و500 ألف طن؛ إذ تزن القطعة الواحدة من الحجارة المستخدمة في بنائه نحو 12 طنًّا، كما أن أركان الهرم الأكبر الأربعة تشير إلى الاتجاهات الأربعة في دقةٍ مذهلة، وقد استغرق بناؤه نحو عشرين عامًا.
أما الهرم الثاني فهو هرم خفرع، وهو ابن الملك خوفو، وهذا الهرم أقل ارتفاعًا من سابقه، إذ يصل ارتفاعه إلى 136 مترًا، والهرم الثالث يُسمَّى بهرم منقرع، ولكن التسمية الصحيحة هي “منكاو رع”، ويصل ارتفاعه إلى 62 مترًا، ويحتوي على فجوةٍ دائرية صغيرة لا يزيد قطرها على عشرين سنتيمترًا، وتبيَّن لعلماء الآثار أن هذه الفجوة تسمح بدخول أشعة الشمس إلى مقبرة الملك منكاو رع يومًا واحدًا في السنة، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ ميلاده.
وعلى الرغم من أن تلك هي الأهرامات الثلاثة المشهورة، إلا أنها يجاورها أيضًا خمسة أهراماتٍ صغيرة لزوجات الملوك وبناتهم، هي: هرم حتب حرس – هرم مريت ايت اس – هرم حنوت سن – هرم خع مرر نبتي الأولى – هرم خع مرر نبتي الثانية.
وإلى جانب أهرامات الجيزة أيضًا يقبع تمثال (أبو الهول)، وهو تمثال أسطوري برأس إنسانٍ وجسد أسد، يصل ارتفاعه إلى نحو 20 مترًا، بينما يبلغ طوله 73.5 متر، وقد فقد التمثال أنفه قديمًا، وهناك شائعات عديدة متداولة بشأن سبب كسر أنف التمثال، ولكن لم يتأكد منها واحدة.

قد يهمك هذا المقال:   أسباب الاحتباس الحراري

معبد (أبو سمبل)

معبد (أبو سمبل) من آثار مصر القديمة العظيمة؛ فهو معبد للملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري، أُقيم لتخليد ذكرى انتصار الملك رمسيس الثاني في معركة قادش، ويقع في محافظة أسوان على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، وهو أحد مواقع آثار النوبة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي،
تاريخيًّا، يعود تاريخ بناء المعبد إلى عام 1244 قبل الميلاد، إذ بدأ البناء الذي استمر واحدًا وعشرين عامًا وانتهى عام 1223 قبل الميلاد، ويحتوي المعبد على معبدَين في داخله: المعبد العظيم المخصص لعبادة الإله آمون، وهو معبد الملك رمسيس؛ والمعبد الصغير المخصص لعبادة الربة حتحور، وهو معبد الملكة نفرتاري.

جامع السلطان حسن

يُعدُّ جامع السلطان حسن من أكثر آثار مصر الإسلامية روعةً وإبداعًا؛ فهو يقع في سفح قلعة الجبل، التي تُسمَّى أيضًا قلعة صلاح الدين الأيوبي بمدينة القاهرة، وهو من أجمل العمائر الإسلامية المملوكية، وقد شُيِّد في عهد السلطان المملوكي الناصر حسن بن الناصر محمد، وبدأت عمارته سنة 1356م واكتملت سنة 1363م. يبلغ طول هذا الجامع 150 مترًا وعرضه 68 مترًا وارتفاعه عند الباب 37.7 متر، وتصميمه كان على غرار المدارس الدينية المذهبية السنية في ذلك العصر.
يدخل الزائر من باب الجامع إلى مكان الوضوء، وهو عبارة عن ميضأة تحملها ثمانية أعمدة مصنوعة من الرخام، وإيوان القبلة أغنى وأعظم دقةً في الزخرفة؛ فهو مكسو بالرخام والأحجار الملونة، وعليه شريط من الكتابة الكوفية لآياتٍ قرآنية من سورة الفتح.
للجامع مئذنتان في الجانب القبلي الشرقي، يبلغ ارتفاع الكبيرة 81.6 متر، وكانت نية السلطان بناء أربع مآذن، ولكن سقوط الثالثة أوقف العمل على مئذنتين فقط، وبالجامع مكتبتان تحتويان على غالب كتب المذاهب الإسلامية الأربعة، ويحتوي الجامع على حاملٍ للقرآن الكريم مصنوع من أجود أنواع الخشب.
وقد أصابت الجامع بعض عوامل الهدم والتدمير بمرور الزمن؛ فرمَّمته وأصلحت لجنة حفظ الآثار المصرية عام 1915.

قد يهمك هذا المقال:   علماء المسلمين في الفيزياء

جامع الملكة صفية

يُعدُّ جامع الملكة صفية أحد آثار مصر الإسلامية في عصر الدولة العثمانية، ويقع في حيِّ الجبانية ميدان الملكة صفية شارع محمد علي بالدرب الأحمر، والملكة صفية المنسوب إليها الجامع هي زوجة السلطان العثماني مراد الثالث وأم السلطان العثماني محمد خان الثالث، وهي لم تزُر مصر أبدًا في حياتها، ولكن أحد مماليكها هو الذي بنى الجامع وأطلق عليه اسمها في عام 1011هـ، ويُسمَّى الجامع بالمسجد المعلق لارتفاعه عن الأرض بنحو أربعة أمتار، ومئذنته مبنية على الطراز العثماني البسيط، فهي مدببة بما يشبه القلم الرصاص المبري ويعلوها الهلال.
ويُعدُّ جامع الملكة صفية ثالث مسجدٍ عثماني يُبنى في مصر بعد مسجد سليمان باشا بقلعة صلاح الدين الأيوبي، ومسجد سنان باشا الموجود في حيِّ بولاق الدكرور، وهو أول جامعٍ في مصر يُنسَب إلى سيدةٍ لا يرجع أصلها إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قصر البارون إمبان

البارون إمبان هو بارون بلجيكي كان يعيش بمصر في أوائل القرن العشرين، وهو مؤسس حيِّ مصر الجديدة بمدينة القاهرة، والذي أنشأ به قصره الذي عُرِف باسمه “قصر البارون إمبان”، وهو يُعدُّ أحد آثار مصر في العصر الحديث.
بدأ بناء القصر عام 1907 على يد المهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل، الذي اشتهر وقتئذٍ بالمباني ذات الطرُز العريقة، وأنفق البارون أرباحه من شركة الترام في بناء هذا القصر على الطراز الهندي، ليكون من الخارج صورةً طبق الأصل لأحد معابد مادورا في الهند ببرجه الشاهق المخروطي وتماثيله وزخارفه.
لم يكتفِ البارون إمبان ببناء القصر، بل ألحق به كنيسةً سُمِّيت باسمه أيضًا، وهي كنيسة البارون، وبناها مهندس القصر نفسه عام 1910 على الطراز البيزنطي، وهي صورة مُصغَّرة لكاتدرائية آيا صوفيا بإسطنبول عاصمة تركيا، وقد أطلق عليها البارون في البداية اسم “نوتردام دي تونجر” تيُّمنًا بأحد المزارات البلجيكية، ولكن تدريجيًّا تحولت الكنيسة إلى اسمه بمرور الزمن، وقد دُفِن بها في 17 فبراير عام 1930 بناءً على وصيته، ودُفِن معه أيضًا فيما بعد ابنه جان لويس، على الرغم من أنه تُوفِّي في باريس بفرنسا في فبراير 1947.

قد يهمك هذا المقال:   عدد دول اوروبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *