أسباب تلوث الهواء

أصبح التلوث الآن مصطلحًا شائعًا في كل مكان؛ إذ نسمع يوميًّا عن المختلفة عبر ، وباتت هذه المسألة تُشكِّل خطورةً غير مسبوقة على البيئة ومستقبل الكون، نظرًا إلى الاستنزاف غير المحدود للموارد، وتوابع الهائلة.

تعريف التلوث

عمومًا، يُعرَّف على أنه إدخال أي ملوث إلى البيئة الطبيعية، بصرف النظر عن طبيعة هذا الملوث أو نوعيته، ونتيجةً لذلك يسبب الملوث أضرارًا في النظام البيئي.
هناك أنواع متعدة للتلوث وفقًا لطبيعة الملوث نفسه والمُكوِّن البيئي المؤثر فيه، ومن بين هذه الأنواع تلوث الهواء والماء والتربة والتلوث الضوئي والحراري وغيرها.

تلوث الهواء

يُطلَق على أي تغيُّر فيزيائي أو بيولوجي أو كيميائي في الهواء داخل الغلاف الجوي “تلوث الهواء”، ويحدث ذلك عند دخول أي غازات ضارة أو غبار أو دخان إلى الغلاف الجوي، مسببةً ، بما في ذلك النباتات والحيوانات والبشر.

أسباب تلوث الهواء

حرق الوقود الأحفوري

ثاني أكسيد الكبريت المنبعث من احتراق الوقود الأحفوري مثل الفحم والبترول وغيرها من المواد القابلة للاحتراق في المصنع هو أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء، وأيضًا التلوث الناجم عن المركبات، بما في ذلك الشاحنات والسيارات والقطارات والطائرات؛ فكلها تسبب كميةً هائلة من التلوث، صحيح أننا نعتمد على هذه الوسائل لتلبية حاجاتنا اليومية، سواءً التنقُّل الشخصي أو نقل السلع والخدمات، ولكن الإفراط في استخدامها يقتل البيئة نظرًا إلى الغازات الضارة التي تخلفها هذه الوسائل وتبعثها إلى الغلاف الجوي.
يُعدُّ أول أكسيد الكربون الناتج من الاحتراق غير الملائم أو غير المكتمل والمنبعث عمومًا من المركبات ملوثًا رئيسيًّا آخر إلى جانب أكسيد النيتروجين، الذي ينتج من عمليات طبيعية أو من صنع الإنسان، ومحطات توليد الطاقة تُعدُّ السبب الرئيسي لانبعاثات الوقود الأحفوري، نظرًا إلى الاعتماد عليها على نطاق واسع لتلبية حاجات السكان من الكهرباء.

قد يهمك هذا المقال:   عجائب الدنيا السبع القديمة

الأنشطة الزراعية

تُعدُّ الأمونيا واحدًا من أكثر الغازات خطورةً على البيئة ومسببًا أساسيًّا لتلوث الهواء والماء، وهي تُستخدَم على نطاق واسع في الأنشطة الزراعية، وخلال السنوات الأخيرة، نمَت نسبة استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة في الأنشطة الزراعية نموًّا كبيرًا، وهو من الأسباب المؤدية إلى تلوث الهواء نتيجة إصدارها لموادَّ كيميائية ضارة، هذا بخلاف تسبُّبها في تلوث الماء بصورة كبيرة، كما تسهم الممارسات الزراعية الأخرى وتربية المواشي ومكبات النفايات في زيادة تركيزات الميثان،الذي يعد من أسباب التلوث الأساسية، في الغلاف الجوي.

إزالة الغابات

تؤثر إزالة الغابات على الغلاف الجوي بعدة طرق، فبدايةً تعمل الغابات كمنقي للهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعدُّ أحد أبرز أسباب تلوث الهواء على الإطلاق، عبر عملية تُسمَّى “حبس الكربون”؛ إذ تخزن الأشجار ثاني أكسيد الكربون بأنسجتها لاستخدامه في عملية البناء الضوئي، ومن ثمَّ نفقد عاملًا مهمًّا من عوامل تنقية الهواء عندما تُزال الغابات أو تُحرَق، كون نسبة هذا الغاز في الهواء وانبعاثه إلى الغلاف الجوي تزداد.

عوادم المصانع

تطلق المصانع كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات والمركبات العضوية والكيماويات في الهواء، ممَّا يؤدي إلى حالة تلوث شديدة، وللأسف، في غالب بقاع العالم اليوم، يمكن أن ترى مثل هذه المصانع، وربما هناك عدد قليل فقط من المناطق التي لم تتأثر بوجود مثل هذه المصانع، ينطبق الأمر نفسه على أي أعمال يمكن أن تطلق الهيدروكربونات والمواد الكيميائية إلى الغلاف الجوي، مثل مصافي البترول وغيرها.

عمليات التعدين

التعدين هو عملية استخراج المعادن الموجودة تحت الأرض باستخدام المعدات الكبيرة، وخلال العملية يُطلَق الغبار والمواد الكيميائية في الهواء ممَّا يسبب التلوث على نطاق واسع، ويُعدُّ التلوث الناجم عن التعدين أحد الأسباب الأساسية المؤدية إلى تدهور الحالة الصحية للعمال، والسكان المجاورين لمناطق التعدين أيضًا.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي فوائد الصمغ العربي

تلوث الهواء في الأماكن المغلقة

لا يقتصر التلوث فقط على الهواء الخارجي، بل يمكن أن يحدث أيضًا داخل الأماكن المغلقة مثل المنازل والمدارس والشركات وغيرها، فمثلًا منتجات التنظيف المنزلية أو مواد الطلاء تنبعث منها مواد كيميائية ضارة تسبب تلوث الهواء.

العمليات الطبيعية

الأشكال الطبيعية للتلوث هي تلك الناتجة من الظواهر الطبيعية، وهذا يعني أنها ناجمة عن أنشطة دورية ليست من صنع الإنسان أو نتيجة أي نشاط بشري.
يمكن أن تسهم العمليات الطبيعية في تلوث الهواء، إذ تؤثر البراكين والأعاصير بطرقٍ عدة على نقاء الهواء، فمثلًا عندما يثور أحد البراكين، ينتج كميات هائلة من منتجات الكبريت والكلور والرماد، التي بدورها تنطلق في الجو ويمكن أن تنتشلها الرياح لتنتشر على مناطق واسعة، كما يؤدي التآكل الطبيعي للصخور والتربة إلى إطلاق السموم في الهواء مثل غاز الرادون، وهو الغاز الرئيسي المسبب لسرطان الرئة.
في مناطق واسعة من الأراضي المفتوحة الجافة التي لا تحتوي على أي نباتات بسبب عدم هطول الأمطار، يمكن أن تتسبب الرياح بشكلٍ طبيعي في حدوث عواصف ترابية، وتتضمن هذه العواصف جسيمات ضارة عندما تلتصق بالهواء، ومن ثمَّ تشكل خطرًا على صحة الكائنات الحية.

الممارسات الفردية

يشارك البشر بصورة أو بأخرى في تلوث الهواء عبر ممارسات وسلوكيات فردية خاطئة تتم يوميًّا، من بينها عمليات التدفئة بحرق الخشب أو التدخين، ويتعرض الكثير من الأشخاص لمخاطر التدخين السلبي، الذي يُعدُّ أحد أسباب التلوث الخطيرة والممية، خصوصًا في الأماكن المغلقة.
وعلى الرغم من تنوع مسببات التلوث ما بين العوامل الطبيعية والبشرية، إلا أن أكبر العوامل التي أسهمت في تلوث الهواء اليوم هي تلك التي تحدث نتيجةً للتأثير البشري نفسه لا نتيجة العوامل الطبيعية؛ فاعتماد الإنسان على الوقود الأحفوري والصناعات الثقيلة وتراكم النفايات والزراعة الحديثة وغيرها من العمليات جميعها أسهمت إسهامًا هائلًا في تلوث الهواء. لذا، فإنَّ معالجة السلوك الإنساني وعوامل التلوث التي يسببها البشر أنفسهم هي بداية الطريق لتحسين البيئة والمحافظة عليها، ولا شك أن أبرز هذه الحلول هو تبنِّي الحكومات لسياساتٍ أكثر صداقةً مع البيئة، مثل الاعتماد على الطاقة النظيفة والتخلص السليم من النفايات وغير ذلك.

قد يهمك هذا المقال:   عاصمة الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *