اشهر علماء المسلمين في الطب

لطالما عنيت منذ بواكيرها بالاهتمام بالعلوم المختلفة، ومن ضمنها الطب الذي احتلَّ مكانة بارزة في صدرها، وعلى ضفافه ظهر العديد من ، حققوا إنجازات كبيرة في مجالاتهم، وكان لهم الفضل في تنوير العالم بكتبهم وابتكاراتهم.

أبو بكر الرازي

هو أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، وُلد في مدينة الرَّي عام 865م، وهي تقع على بعد 6 كيلومترات من طهران، لُقب بجالينوس العرب، وألف العشرات من الكتب الطبية، أشهرها “المنصوري”، و”تاريخ الطب”، و”الحاوي” الذي يُعتبر أول كتاب عربي يُطبع في .

درس أول من اكتشف خيوط الجراحة العلوم الشرعية والطبية حيث وُلد، قبل أن يقرر الارتحال عنها إلى عامة الدنيا حينها بغداد، وهناك تتلمذ على يد طبيب عظيم آخر هو علي بن زين الطبري صاحب موسوعة “فردوس الحكمة” الطبية.

درس الطب اليوناني جيدًا، لكنه أدخل عليه سمة التجريبية، وهي إخضاع كل نظرياته لتجارب متكررة، وهو ما بيّن له الغث من الثمين في هذه النظريات، حتى أنه ألّف كتابًا كبيرًا لإيضاح أخطاء الطبيب اليوناني العظيم جالينوس، مرفقًا بتصويب علمه عن هذه النظريات وفقًا لم بلغه من نتائج.

اهتم أيضًا الرازي بدراسة علوم والأعشاب والفلسفة، وبعدها عاد إلى الري حيث ترأس مستشفاها، وفيه ذاعت شهرته وصيته سبب نجاحاته في علاج الأمراض المستعصية، حتى عيّنه عضد الدولة بن بويه كبير وزراء رئيسًا للأطباء في المستشفى العضدي.

وخلال مسيرته الطويلة نجح في ابتكار العديد من الاختراعات الطبية، مثل خيوط الجراحة، ومراهم الزئبق، وأول من استخدم الأفيون والملينات كوسيلة للعلاج.

أبو القاسم الزهراوي

هو خلف بن عباس الزهراويُّ الأندلسي، الذي وُلد في مدينة الزهراء، التي تقع بالقرب من قرطبة، عام 1030م، انتمى لعائلة من الأنصار فسُمي بالأنصاري ولقبه المؤرخون أيضًا بـ”أبو الجراحة الحديثة”، وفي الزهراء عاش حتى مات 1106م.

قد يهمك هذا المقال:   اكبر مدن مصر من حيث عدد السكان

عمل في مستشفى قرطبة والذي كان قد أنشأه الخليفة عبدالرحمن الناصر، وهناك استقى خبرة كبيرة من النظر العملي في علاج المرضى، وقنع بأن الأطباء أولى بفن الجراحة من الحجّامين، وبدأ بنفسه أولى الخطوات العملية لذلك، فلم يتوقف حتى صار أبرع أهل مجاله ونال شهرة بالغة جعلت الكثير من التلاميذ يفدون عليه للتعلم منه، وأحدث في هذا الفن أثرًا تاريخيًا.

اخترع أولى أدوات الجراحة مثل المشرط والمقص الجراحي والحُقن والمبازل وغيرها والتي بلغ عددها الـ200 آلة، كما ابتكر أولى قواعد الجراحة مثل ربط الأوعية لمنعها من النزيف، كما نجح ف إجراء أول عملية تفتيت حصوة في المثانة، وصاحب الجهود الأولى لصناعة الأقراص الدوائية، وأول من وصف مرض “الناعور” الخطير، كما عني بدراسة وبحث كيفية إيجاد علاج له، بالإضافة لابتكار طُرق العلاج بالكي.

ألّف كتابه الرائد “التصريف لمن عجز عن التأليف” والذي تلقفته أوروبا واعتبرته موسوعة طبية يجب دراستها في المعاهد والكليات الطبية، وظل على هذا الحال حتى القرن الـ16، بعدما تحدث فيه باستفاضة عن كيفية علاج أمراض العين والحنجرة والأذن، بالإضافة لأمراض اللسان والأسنان، وكذا فن الولادة وكيفية علاج كسور الفك.

ابن النفيس

هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي (تنتمي أسرته لأصول قبيلة قريش) الدمشقي، وُلد في دمشق عام 1210م، وفيها تعلّم الطب في البيمارستان النووي بدمشق، كما درس أيضًا علوم الفقه واللغة والسنة، ويعتبر رائدًا في علم وظائف الأعضاء (الفيسيولوجيا).

انتقل بعدها إلى القاهرة، حيث أخذ يستزيد من العلم حتى عمل بالمستشفى الناصري ثم انتقل لنظيره المنصوري وأخذ يتدرج في مناصبه داخله حتى أصبح كبير الأطباء بها، علاوة على أنه أصبح الطبيب الخاص بسلطان مصر الظاهر بيبرس ما بين عامي 1260 و1277م، وبالقاهرة أعلن أعظم اكتشافاته الكبرى وأهمها الدورة الدموية الصغرى، التي وفها قائلاً: “إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر”، وهو الاكتشاف الذي ظل مجهولاً حتى العام 1924م.

قد يهمك هذا المقال:   عدد سكان الجزائر

كما وضع ملفات لعلاج أمراض العين وتأليف الأدوية، من أشهرها “الشامل في الصناعة الطبية”، وشرح كتاب القانون في الطب لابن سينا، وله أيضًا كتب في غير مواضع الطب ذات طبيعة فلسفية مثل قصة فاضل بن ناطق التي قلّد فيها كتاب حي بن يقظان لابن طفيل، وأيضًا الرسالة الكاملية في السيرة النبوية
وفي الجمعة 17 ديسمبر 1288م توفي في القاهرة بعد مرض شديد أصابه فشل الأطباء في علاجه، فمات وهو بالثمانين من العُمر.

ابن سينا

وُلد في بخارى في أغسطس عام 980م، وعُرف بِاسم الشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، ومات في همدان عام 1037م، وهو صاحب أحد أعظم كتب الطب في العالم، وهو كتاب القانون، الذي ظل يُدرس في أوروبا حتى نهاية القرن الـ18، وله كتاب طبي شهير آخر اسمه الشفاء، وقيل إن مؤلفاته تجاوز عددها الـ450 كتابًا وصلنا منها 240 فقط.

حفظ القرآن من صغره، وشهد في قصر والده، الذي كان حاكم قريته، العديد من المناظرات الأدبية والفكرية التي أثرت عليه أيّما تأثير، بدأ دراسة الطب وهو في الـ13 من عمره، وكانت أول فتوحاته الطبية نجاحه في علاج أمير البلاد نوح بن منصور السمندي من مرض حار فيه الأطباء، بعدها رحل إلى جرجان ثم همدان حيث بدأ بالعمل والتأليف وحقق شهرة كبيرة وصار وزيرًا للأمير شمس الدين البويهي، وبعد موت الأخير لجأ ابن سينا إلى أصفهان وقضى فيها 14 عامًا هادئة، انقطع فيها للدراسة والتأليف، فأتم موسوعاته الطبية الكبرى وكتب في علوم الأرصاد والنف والنبات والفلك والفلسفة والطب، حتى مات وهو في الـ58 من عمره.

هو أول من اكتشف طفيل الإنكلستوما، وأول من وف دواءً للالتهاب السحائي، وأول من كشف طرق العدوى لأمراض وبائية كالحصبة والجدري، مؤكدًا أن سببها “حيوانات صغيرة جدًّا لا تُرى بالعين المجرَّدة، وهي التي تسبِّب بعض الأمراض” ليكون بذلك قد سبق العالم بأسره لاكتشاف الميكروبات قبل قرون من اختراع المجهر.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في تايلاند

كما تناول في كتبه طريقة استئصال اللوزتين وكيفية علاج بعض أنواع السرطانات والأورام الليمفاوية، وأمراض الأجهزة التناسلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *