اعراف الكتابة

أعراف الكتابة

كل من يبدأ مسيرته في عالم الكتابة والإبداع، ويرغب في امتلاك بعض لتجعله من صفوة كُتَّاب المجتمع، لا بد له من أن يتعلم أعراف الكتابة، ويعمل بها في كتابة مقالاته، لأنها أساس التنظيم المثالي لكتابة أي مقال، ومن يلتزمون بهذه القواعد سيصبحون مفضلين لأصحاب العمل حين يتقدمون إلى وظيفة كاتب مقالات بالتأكيد.
وفي هذا المقال، توضيح لأعراف الكتابة وتفصيل لكلِّ نقطةٍ وأمثلة لتيسير الفهم.

تعريف أعراف الكتابة

أعراف الكتابة: هي عادات اعتاد الكُتَّاب على الالتزام بها لتنظيم المكتوب، وتسهيل إيضاح المعلومات على القارئ، فإن كتب أحدهم مقالًا لا يلتزم فيه بهذه القواعد سيكون عبارةً عن كلماتٍ ملتصقة ببعضها ومن الصعب جدًّا تمييز المعلومات واستخراجها أو فهم وجهة نظر الكاتب، هذا التعارف الثابت بين الكُتَّاب أو المؤلفين يوفر قواعد أساسية لكتابة المقال، ليتمكَّن النُّقَّاد أيضًا من تحديد جودة المقال المكتوب عن غيره، ويتمكَّن الكُتَّاب من عرض أفكارهم جيدًا دون بذل مجهودٍ كبير في اختيار التنسيق المناسب.

أقسام أعراف الكتابة

تنقسم أعراف إلى قسمَين، الأول أعراف تنظيمية أساسية، وتشمل: المقدمة، والعناوين الرئيسية والفرعية، والتعداد، والإبراز، وترتيب الفقرات. والثاني أعراف إضافية، أي يمكن للكاتب عدم الالتزام بها، وتشمل: تحديد الأهداف، والأسئلة، والرسوم التوضيحية أو الجداول، والتلخيصات.

أعراف الكتابة التنظيمية الأساسية

وهي أهم الأعراف وأشهرها، ويجب الالتزام بها في كتابة المقال.
وقد يغير بعض الكُتَّاب في بعض القواعد الصغيرة، ولكن القواعد الأساسية هي أساس كتابة المقال السليم، وتُوضَّح كل نقطةٍ كما يلي:

قد يهمك هذا المقال:   الضمائر في اللغة العربية

المقدمة

يجب أن يبدأ أي مقالٍ بمقدمةٍ شائقة؛ فتُلخَّص جميع الأفكار أو القضايا المطروحة في المقال، ليتمكَّن القارئ من تحديد رغبته في استكمال القراءة أو لا.
عادةً تتكون المقدمة من 60 إلى 100 كلمة، البعض يفضل أن تكون مقدمةً مشوقة وجاذبةً للقراء، والبعض الآخر يزيد أو يقلل عدد الكلمات المعتادة بحسب احتياج المقال.

العناوين

تنقسم العناوين داخل المقال إلى نوعَين: عناوين رئيسية وعناوين فرعية، بالإضافة إلى العنوان الرئيسي الخاص بالمقال، ويُوضَع أعلى المقال قبل المقدمة، ويجب على كل عنوانٍ أن يكون معبرًا بإيجازٍ عمَّا تحتويه الفقرة التي تليه من أفكار، ولا يجب أن يزيد على عشر كلماتٍ على الأكثر، ومن الأفضل الاكتفاء بثلاث كلماتٍ أو أربع فقط.
على سبيل المثال: إن كان المقال يتحدث عن طريقة عمل أنواعٍ مختلفة من البيتزا، سيكون العنوان الرئيسي مثلًا (بيتزا بالدجاج)، والعناوين الفرعية هي (المقادير، طريقة التحضير، طريقة التقديم، وهكذا). من فوائد هذه العناوين تقسيم الموضوع ليتمكَّن القارئ من فهم النقاط والأفكار الأساسية بالمقال، وقراءة الفقرات التي يرغب فيها فقط إن رغب في ذلك.

التعداد

وهو استخدام التعداد اللفظي مثل (أولًا، ثانيًا، ثالثًا)، أو التعداد الرقمي (1-2-3-4)، أو التعداد الأبجدي (أ-ب-ج-د)، أو التعداد النقطي، وفائدة هذا التعداد هو توضيح الأفكار وتفصيلها، أو تعداد قائمةٍ معينة مثل قائمة مقادير وصفةٍ معينة دون إكثار استخدام واو العطف، فيسهل على القارئ متابعة الموضوع والاستفادة منه.

الإبراز

وهو وضع خطٍّ تحت كلمةٍ معينة، أو تغيير لونها، أو تغيير حجم الخطِّ أو نوعه، وذلك لإبراز كلمةٍ أو مصطلحٍ مهم في المقال، وتلك الطريقة تُستخدَم عندما يرغب الكاتب في التركيز على تلك الكلمة أو تحفيظ القارئ مصطلح معين، أو لإبراز أهمية جملةٍ بين جمل المقال.

قد يهمك هذا المقال:   حكم عن النجاح

ترتيب الفقرات

الفقرة هي مجموعة من الجمل، تُستخدَم الفاصلة ( … ، … من علامات الترقيم) للتفرقة بين الجمل، ثم النقطة ( . من علامات الترقيم) لإنهاء الفقرة.
من المفترض أن تبدأ أول جملةٍ في الفقرة بعد أخذ مسافةٍ بمقدار كلمةٍ متوسطة في البداية، ولكن لم يعد الكثير من الكتاب اليوم يهتمون لتلك القاعدة. والفقرة تتكوَّن عادةً من 50 إلى 150 كلمة، وقد تزيد أو تقل قليلًا بحسب حاجة المقال، والعنوان الرئيسي يحتوي على فقرةٍ أو اثنتين على الأكثر، أما العنوان الفرعي فيحتوي على فقرةٍ واحدة فقط، وإن كانت الفقرة مكونةً من قائمةٍ أو جدولٍ توضيحي، فيجب وضع مقدمةٍ صغيرة تحت العنوان قبل البدء في كتابة الجدول أو القائمة المُرقَّمة، وبالتأكيد يجب مراعاة القواعد اللغوية والنحوية والإملائية وعلامات الترقيم بمختلف أنواعها والأسلوب الجميل، لجعل الفقرة بسيطةً ومفهومة قدر الإمكان.

أعراف إضافية

وهي مجموعة أخرى من أعراف الكتابة ليس على الكاتب الالتزام بها، ولكنها بالتأكيد مفيدة في جعل المقال أكثر ملاءمةً للقراءة، وتوضيح وجهات نظر الكاتب وأفكاره الرئيسية، ومن تلك الأعراف ما يلي:

تحديد الأهداف

وأشهر مثالٍ لهذه الطريقة موجود في المحاضرات الجامعية، إذ يبدأ الأستاذ بعرض الأهداف المتوقعة من هذه المحاضرة، وما سيخرج به الطالب، وكذلك يفعل كُتَّاب المقالات، فيُلخِّصون أهم الأفكار الهادفة أو الاستنتاجات التي سيخرج بها القارئ بعد الانتهاء من المقال.

الأسئلة

وهي تشبه تحديد الأهداف، ولكن الأسلوب يختلف؛ ففي هذا الجزء يعرض الكاتب جميع الأسئلة التي سوف يطرحها المقال ويجيب عنها أو سيطرحها للنقاش فقط، وهي تساعد القارئ على توقُّع الموجود في المقال.

رسوم توضيحية أو جداول

بالتأكيد سيُصبح المقال أكثر ثراءً وسيُقدِّم فائدةً أعظم للقارئ في حال وجود رسومٍ توضيحية أو قوائم، أو جداول مرتبة ومفصلة، أو رسمٍ بياني، لأنها تزيد من وصول المعلومة ورفع مستوى تركيز القارئ وزيادة فهمه واستيعابه، لأنَّ ما يصعب توضيحه بالكلام يسهل توضيحه بالرسم.

قد يهمك هذا المقال:   انواع القراءة

التلخيص

وهو آخر أعراف الكتابة، ويُكتَب بنهاية المقال بعد آخر فقرةٍ مباشرةً، وفيه يُلخِّص الكاتب جميع الأفكار والأسئلة التي ناقشها في المقال، وكأنه تلخيص للمقال وعناوينه الأساسية في سطورٍ قليلًا، وعادةً ما يكون التلخيص من 50 إلى 100 كلمةٍ مثل المقدمة، والبعض الآخر من الكُتَّاب يكتبون الملخص كنوعٍ من الاستنتاج وليس لتلخيص المقال، فعلى سبيل المثال، إن كان المقال يتحدث عن تجربةٍ علمية، سيكون التلخيص عبارةً عن الاستنتاج الذي خرج به أو القارئ من تلك التجربة، ومدى أهمية التجربة على الحياة الواقعة الملموسة بالنسبة إلى القارئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *