الاستيراد والتصدير

الاستيراد والتصدير

الاستيراد والتصدير من المجالات الممتعة والمثيرة في التجارة الدولية، غير أنها ليست بالصعوبة التي يظنها معظم المهتمين بالتجارة والمشروعات، وهي عملية تمثل البيع والشراء بين الشركات لكن على مستوًى دولي، أي أن كلًّا من الشركة المشترية أو البائعة يقعان في دولتَين مختلفتَين.
من المعتقدات الخاطئة بشأن الاستيراد والتصدير هو أنها حصرية لمَن يمتلكون رؤوس أموالٍ ضخمة فقط، لكن الأمر أصبح أسهل مع التطوُّر الاقتصادي والتكنولوجي الذي يشهده العالم حاليًّا.
بفضل و أصبحت عملية الاستيراد والتصدير لا تستلزم سفر المستورد إلى الدولة التي سيستورد منها البضائع أو المنتجات؛ إذ يظن البعض أنه يجب على المستورد أن يسافر بنفسه للقيام بصفقة استيراد، وهو ما يُكلِّف الوقت والجهد والمال أيضًا، لكن الآن أصبح للتجارة الإلكترونية تأثيرها الإيجابي على هذه العملية، فلم يصبح السفر إلى الدولة المُصدِّرة أمرًا ضروريًّا.
من ناحيةٍ أخرى، يجب على المستورد أن يسافر بنفسه في حالة الاتفاق مع أحد المصانع على تصنيع منتجٍ معين بمواصفاتٍ معينة، وعليه يسافر ليُبرم الاتفاق مع المصنع وأيضًا ليُراقب عملية تصنيع الدفعة الأولى من المنتجات.

التصدير

عملية التصدير أسهل من الاستيراد وأفضل منها، لكن من ناحيةٍ أخرى لا يمكن لأيِّ أحدٍ أن يقوم بعملية التصدير، فيجب عليك أن تكون مُصنِّعًا للمنتج الذي ستُصدِّره إلى الخارج وأن تمتلك مصنعًا. ليست كل الحالات كذلك بالتأكيد، لكن هكذا تكون معظم عمليات التصدير.
غير أن بعض ممتهني التصدير يعتمدون على شراء منتجاتٍ محلية ومن ثمَّ تصديرها أو غيرها من الحلول الشائعة، كما يعمل بعض المصدرين على تأسيس مكاتب متخصصة في التصدير والاستيراد لتقوم بها نيابةً عن الشركات والأفراد مقابل أجرٍ أو نسبة.
من ناحيةٍ أخرى تساعد عملية التصدير على زيادة التنمية الاقتصادية للدولة ذاتها، لذلك نجد أن معظم حكومات الدول تُصدِّر منتجاتها، والدول التي تُصدِّر بقدر ما تستورد هي الأحسن حالًا، والعكس صحيح؛ فبهذا تكون الدولة مصنعةً ومستهلكةً في آنٍ واحد.
وعادةً ما تكون الدول العظمى ذات صادراتٍ كثيرة ومتنوعة في مقابل وارداتٍ أقل، وهذا لأنهم يُصدِّرون الفائض من منتجاتهم ويستوردون ما يحتاجون إليه فقط، على عكس الدول النامية ذات الاقتصادات الضعيفة والتي تُشكِّل وارداتها أضعاف صادراتها.
ومنه نستنتج أن عملية التصدير أنفع من الاستيراد، إلا أنه لا يوجد مانع أن تستورد الدول والشركات المنتجات التي لا يمكن تصنيعها أو زراعتها، فهذا يساعد على تنوِّع الأصناف والمنتجات في البلاد، وأيضًا تحقيق الربح لكلٍّ من المستوردين والدولة.

قد يهمك هذا المقال:   الثورة الصناعية

نصائح مهمة للتصدير والاستيراد

عملية التصدير والاستيراد ليست عبثيةً أو بسيطة الإجراءات، فلا أحد يمكنه أن يتصل بأية شركةٍ في أي مكانٍ بالعالم ويطلب منهم كميةً من منتجاتهم ليُرسلوا هم الطلب ببساطة، بل للأمر عدة قواعد وأساسيات يجب اتباعها، وهي ما سنُوضِّحها في النصائح التالية:

  1. الوضع القانوني
    في كل بلدانٍ العالم تقريبًا يجب على أي شخصٍ يود ممارسة التصدير والاستيراد أن ينشئ شركةً حقيقية (ذات شخصيةٍ اعتبارية)، ويكمل أوراقها وتراخيصها كافة، ويمكن الاستعانة بالمحاسبين القانونيين في هذا الصدد، والذين ينهون إجراءات إنشاء الشركة بدلًا منك أحيانًا مقابل أتعابٍ معينة، وأيضًا ستحتاج إلى استشارة المحامين ورجال القانون. وعادةً يُكلِّف إنشاء الشركة ما يقارب من ثلاثة آلاف دولار، وتختلف التكاليف باختلاف الدولة.
  2. الحساب البنكي
    لا يمكنك ممارسة الاستيراد والتصدير عن طريق حسابك البنكي الشخصي، بل يجب أن تنشئ حسابًا بنكيًّا للشركات، ويُفضَّل أن تختار بنكًا عالميًّا وليس محليًّا، وهذا الحساب ستحتاج إليه في المعاملات الدولية وأيضًا لدفع مصاريف التخليص الجمركي. من ناحيةٍ أخرى حاول ألا تستأجر مكتبًا أو مقرًّا ضخمًا في البداية، فأعمال الاستيراد والتصدير عادةً ما تحتاج إلى الكثير من الوقت لتظهر نجاحاتها، وهو ما سوف نناقشه في النصيحة التالية.
  3. العمل من المنزل
    ما دمت أنشأت الشركة وأنهيت كل أوراقها وتفاصيلها وتملك ما يُؤمِّن عملك من مستندات، فلا مشكلة من أن تباشر العمل من المنزل كبداية، كما يُوصى بأن تُخصِّص جزءًا من منزلك كمكتبٍ لاستقبال الموظفين، وغالبًا ما سيكونون من موظفي الجمارك، أيضًا حاول أن تُلِمَّ بكلِّ المعلومات الخاصة بمجال عملك، وكذلك مجال الاستيراد والتصدير، فهذا سيجعل أعمالك احترافيةً أكثر وسيعكس خبرتك.

كونك تعمل في التصدير والاستيراد فغالبًا ما ستحتاج إلى التواصل مع الموردين وأيضًا موظفي الجمارك، وبما أنك الآن صاحب شركةٍ فلا يجوز أن تكون جاهلًا بالمصطلحات أو أن يقول لك أحدهم مصطلحًا أو كلمةً لا تفهمها، لذا سنعرض عليكم أهم مصطلحات التصدير والاستيراد:

  • Incoterms: وهذا المصطلح يعني “مصطلحات التجارة الدولية”، وتلك المصطلحات هي التي تُستخدَم في التعاقد بين البائع والمشتري.
  • (FOB) Free on board a ship: هذا المصطلح يعني أن البائع سوف يُسلِّم البضاعة للمشتري على ظهر سفينة الشحن، وهذا التعاقد لا يشمل تكلفة الشحن.
  • (C&F) Cost and Freight: وهذا المصطلح يعني أن البائع سوف يُسلِّم المشتري بضاعته في ميناء الوصول أو التفريغ، وهذا يعني أن المشتري قد دفع تكاليف الشحن بجانب تكاليف التأمين.
قد يهمك هذا المقال:   قصة نهوض الاقتصاد الألماني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *