التعلم الذاتي

التعلُّم

لا شك أنه على كل إنسان أن يمضيَ قسطًا كبيرًا من عمره في ، فلا يُمكن لأي إنسان أن يزاول مهنة أو يقوم بأي مهمة إلا بتعلُّم أساسياتها وطريقة تنفيذها، ولعلّ التعلم في والجامعات أن يكون الأمر الشائع في بقاع العالم كافة وبالأخص في الوطن العربي، فالشخص يختار تخصصًا معيّنًا ومن ثم يدرسه في سنوات الجامعة ولاحقًا يبدأ بالعمل في الوظائف المتناسبة مع التخصص الذي قد درسه؛ لكن ماذا إن لم يجد الإنسان فرصة جيدة للتعلُم والدراسة؟ أو إن أراد أن يتعلم مجالًا آخر بعد إنهاء تخصصه الجامعي؟ هنا يأتي دور التعلم الذاتي.

التعلم الذاتي

التعلُّم الذاتي (بالإنجليزية: Self-learning) هو نشاط يقوم به الإنسان بغرض تعلم مهارة جديدة أو شيء جديد ويعتمد التعلم الذاتي على أن يُعلِّم الإنسان نفسه بنفسه ودون أن يحصل على مدرس أو معلم، وفيما سبق كانت تتم ممارسة التعلم الذاتي عن طريق والأبحاث والبدء بالتجربة. ويُعرَّفُ التعلُّم الذاتي بأنه النشاط التعلمي الذي يقوم به الإنسان بفعل رغبته الذاتية ولأجل الحصول على قدر من العلم و. حاليًّا أصبح التعلم الذاتي أسهل من أي وقت بعد توافر الإنترنت للجميع؛ حيث ومن خلال يُمكن للإنسان أن يتعلم فعل أي شيء وأن يكتسب مهارة جديدة بشكل كامل، كذلك يُمكن أن يتعلم الإنسان أمورًا معقدة بمساعدة التعلم الذاتي مثل العلوم وتطبيقاتها.

هناك مقولة للعالم آينشتاين تقول: “التعلم المدرسي سيجلب لك وظيفة، بينما سيجلب لك التعلم الذاتي عقلًا”، وتبيّن لنا هذه المقولة أهمية التعلم الذاتي خاصة أنَّ من قالها هو واحد من أعظم علماء الفيزياء في التاريخ، ولتوضيح الصورة: التعلم الذاتي هو أن يتعلّم الإنسان ما يريد في الوقت الذي يريد وبالطريقة التي يريدها، ويختلف عن التعلم العادي في أن الإنسان يختار ما يريد دراسته كما أنه يدرسه لأجل الرقيّ بذاته وتحسينها، أي إنها رغبة خالصة من الإنسان نفسه ودون أي ضغوطات.

قد يهمك هذا المقال:   العمل الجماعي

خطوات التعلم الذاتي

مثل أي نشاط يقوم به الإنسان، للتعلم الذاتي خطوات منطقية وعلمية يجب أن يتبعها أي شخص ينوي تعلّم أي شيء ذاتيًّا، وهي كالآتي:

  • تحديد ما ستتعلمه: الخطوة الأولى في عملية التعلم الذاتي هي تحديد الشخص لما يُريد تعلمه وهو أمر في غاية الأهمية؛ حيث إنه وبسبب كثرة المصادر على الإنترنت وكذلك كثرة المجالات التي تجذب انتباه الإنسان قد يحار بين مجال وآخر؛ لذلك وقبل أن تختار المجال الذي تود الانخراط فيه اقرأْ بشكل مفصل حول هذا المجال وكيف سيفيدك حتى تُحدد بدقة المجال الذي تُريد الدخول فيه أو المهارة التي تحتاج إلى تطويرها.
  • الاستعداد للتعلم: عليك أن تعلم أن عملية التعلم الذاتي هي عملية تتم بملء إرادتك؛ لذلك يجب عليك أن تعطي لها الأهمية والجدية، فربما تجد نفسك بعد أن بدأت التعلم الذاتي لا تُريد أن تُكمل ما قد بدأته، وأنك تُريد أن تتصفح بدلًا من التعلم ومشاهدة الدروس، عليك أن تكون متأكدًا من رغبتك. خصص أوقاتًا معينة لتجلس فيها وتتعلم، ويجب أن تكون هذه الأوقات مثل أوقات العمل والدراسة الرسمية أي غير قابلة للتأجيل أو الإلغاء.
  • اكتب ما تتعلمه: بشكل عام ستنحصر دراستك بين مشاهدة المحاضرات التعليمية وكذلك قراءة الكتب، هنا عليك أن تدوِّن وتكتب كل ما تتعلمه، فمثلًا عند الانتهاء من مشاهدة فيديو تعليمي أو محاضرة مصورة أنشئْ قائمة بأهم الدروس التي استفدتها وكذلك سجل المحتويات كافة التي ستحتاج إلى العودة إليها لاحقًا، أما الكتب فلخِّص الأجزاء المهمة بالنسبة لك والتي ستحتاج إلى العودة إليها لاحقًا.
  • علّم الآخرين: يظنّ الناس أن أيًّا كان ما سيتعلمونه عبر تِقْنيات التعلّم الذاتي لن يكون مهمًّا، ولن يكون هناك داعٍ لمشاركته مع الآخرين، وهذا الأمر غير صحيح؛ حيث إن من مصلحة أي أحد قريب منك أن يأخذ فكرة عن الأمور التي تتعلمها، هذا أولاً، ثانيًا مشاركتك وشرحك لما تتعلمه للآخرين سيساعدك على تثبيته في عقلك أكثر لأنك هنا ستعمل عمل المدرس، وبكل تأكيد يزداد المدرسين حنكة كلما شرحوا دروسهم لعدد أكبر من الطلبة ولعدد أكبر من المرّات، كذلك إن كنت تتعلم إحدى المهارات ذاتيًّا مثل مهارة التصميم الجرافيكي أو البرمجة يُمكنك أن تُعد دروسك الخاصة في هذا المجال وتشاركها مع الآخرين عبر الإنترنت؛ لكن عندما تصل إلى مستوى جيّد.
  • التقييم: لن تتمكن من تحقيق المستوى المطلوب من الإنتاجية إلا بتقييمك لمستوى تقدمك في التعلم الذاتي والنتائج التي حققتها بالفعل، وعليك أن تلاحظ أنه ما من وسيلة مباشرة للتقييم ومعرفة ما إذا كنت تحرز تقدمًا أو لا مثل المدرسة أو الجامعة؛ لأنه لا أحد يعطيك درجات هنا؛ لذلك أنشئ نظامًا مخصصًا لتتبع تقدمك وإنتاجيتك، ويُمكنك أن تسأل نفسك الأسئلة الآتية كل أسبوعين أو شهر:
قد يهمك هذا المقال:   طرق النجاح

::# هل أنجزت كل ما أردت إنجازه؟
::# حل حققت تقدمًا ملحوظًا؟
::# ما المشاكل التي واجهتها؟
:آخر سؤال هو أهم جزء من التقييم الذي عليك أن تقوم به؛ حيث إنه من الواجب عليك تحديد المشاكل كافة التي واجهتها ومن ثم ضع حلولًا لها، ولعل أهم مشكلة يمكن أن تواجهها أن تضعف إنتاجيتك أو تكسل، وحلها هو أن تذكر نفسك دائمًا أنك أنت من تُريد تعلم هذا الأمر وأنت من سيستفيد في النهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *