الحروف المقطعة بالقرآن الكريم

الحروف المقطعة أحد أسرار ، ودليل قوي على إعجازه، فما هذه الحروف؟ وهل هي حروف عربية، أم أعجمية؟ وأين ذكرت بالقرآن الكريم؟ وما الهدف من ذكرها؟ وما رسول الله وتوضيحه عن معانيها؟ وما آراء العلماء في ذلك؟ وفيما يأتي سوف نجد الإجابة الشافية عن الحروف المقطعة وكل ما ذكر فيها من آراء.

ما الحروف المقطعة؟ وكيفية قراءتها؟

هي حروف عربية ذكرت في أوائل بعض السور؛ اختلف في معناها أو ما تدل عليه، منها ما يبدأ بحرف واحد، ومنها ما يبدأ بحرفين، ومنها ما يبدأ بثلاثة، ومنها ما يبدأ بأربعة، ومنها ما يبدأ بخمسة، ذكرت الحروف المقطعة في بداية تسع وعشرين سورة بالقرآن الكريم وهي: – المص – الر- المر – كهيعص – طه – طسم- طس- يس – ص – حم – حم عسق – ق – ن.
أما عن كيفية قراءتها فهي تقرأ بأسمائها في التهجي بطريقة ساكنة من خلال التقطيع والفصل فمثلًا تقرأ [كاف ها يا عين صاد، و عسق تقرأ ميم عين سين قاف، تقرأ [طا سيمّيم وهكذا.

ما تفسير رسول الله لمعنى الحروف المقطعة؟

لم يثبت عن صلى الله عليه وسلم تفسير آية أو حديث عن بيان معنى الحروف المقطعة أو توضيحها؛ إلا إنه ذكر في الكريم أن قراءة كل حرف من حروف القرآن له جزيل الثواب؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «تعلموا هذا القرآن فإنكم تؤجرون بتلاوته بكل حرف عشر حسنات، أمَا إني لا أقول بـ الم ولكن بألف ولام وميم بكل حرف عشر حسنات» الترمذي، وهو ما جعل علماء اللغة والمفسرين يجتهدون في بيان معانيها، لعدم وجود دليل واضح وقوي فيها.

قد يهمك هذا المقال:   أطول آية في القرآن الكريم

الحروف المقطعة سر من أسرار القرآن

الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر، سر من أسرار القرآن الكريم وهو رأي جمهور العلماء، استنادًا على رأي كبار الصحابة وهم وعمر وعثمان وعلي و رضي الله عنهم أجمعين الذين رأوا أن الحروف المقطعة من المتشابه الذي انفرد الله عز وجل بعلمه ونهانا عن اتباعه.
يقول الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} عمران: 7.
ويعلل القرطبي وهو من أنصار هذا الرأي أن وجود هذه الحروف بهذه الطريقة المقطعة وغير المستساغة على الأذن هو: اختبارٌ من الله عز وجل وامتحانٌ، فمن آمن بها أثيب وسعد، ومن كفر وشك أثم، وشأنها شأن كثير من الأفعال التي كلفنا بها ولا نعرف وجه الحكمة فيها، كرمي الجمرات، والسعي بين الصفا والمروة، أراد الله به إفهام البشر أنهم مهما بلغوا من العلم، فإنهم لن يطلعوا على كثير من الأسرار، ومنها معاني هذه الحروف، بهذه الصورة مما يكون دافعًا إلى إعمال الفكر والنظر والاجتهاد في الوصول إلى حقيقتها، وفي هذا شحن همة العقل إلى التأمل والحركة، حتى لا يبقى جامدًا أمام حقائق جاهزة. وهذا رأي أهل السنة والجماعة.

ما فائدة الحروف المقطعة في أوائل السور؟

رأى بعض العلماء أن الحروف المقطعة افتتح الله بها هذه السور على سبيل القسم، أقسم الله تعالى بها لفضلها ولعلمه تعالى بشرفها ومنزلتها لأنها من أسمائه وهو رأي ابن عباس، ومنهم من يرى أنها أسماء السور، ولا يتعارض الرأيان وقال خصيف عن مجاهد أنه قال: فواتح السور كلها هجاء موضوع، وقال بعض علماء اللغة هي حروف من حروف المعجم استُغني بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها التي هي تتمة الثمانية والعشرين فيستغنى ذكر بعضها عن مجموعها.
ذكر ابن جرير عن فائدتها دون النظر إلى معناها: أنها ذكرت لنعرف بها أوائل السور، أو أنها ابتدئ بها الكلام لتفتح لاستماعها أسماع المشركين على سبيل لفت الانتباه؛ لأنهم تواصوا بالإعراض عنه وهو رأي ضعيف، وعلل العلماء أنه لو كان الهدف جذب انتباه الكفار والمشركين لبدأت بها سور القرآن كافة، كما أن وآل عمران افتتحت بها وهي سور مدنية لم تأتِ لخطاب المشركين.
وقال بعض آخر: ذكرت هذه الحروف على هذه الصورة كنوع من الإعجاز العلمي للقرآن؛ لأنه نزل في العرب بلغتهم وعلى الرغم من ذلك عجزوا عن تفسيره، أو الإتيان بمثله.

قد يهمك هذا المقال:   كتب التفسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *