الذكاء الاصطناعي في التعليم

الذكاء الاصطناعي

سيطرت فكرة والروبوتات على المشاهد السينمائية لأفلام الخيال العلمي في العقود الأخيرة، إلا أن الأمر لم يقتصر على هذا الحد، بل تطورت التكنولوجيا ليكون الذكاء الاصطناعي حقيقة تغزو العديد من المجالات، ومن أشهرها التعليم، حيث سهلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العديد من الأعمال على الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى دخوله عالم الطب والأعمال والإعلام، ويُقصد بالذكاء الاصطناعي امتلاك الآلات مهارات الذكاء البشري، كاكتساب المعلومات والتفكير والتحليل والتعلم الذاتي، عن طريق تطوير خوارزميات معينة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

تعددت تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكانت لها أثرها الإيجابي في توفير الوقت والجهد في عدد من المجالات والأعمال، ومن أهم هذه التطبيقات:

  • في المجال الطبي: جاء تطبيق بهدف تقديم تشخيصات أفضل وأسرع، وذلك عن طريق قيام الآلات بتسجيل بيانات المرضى، أو بالإجابة على الاستفسارات على الإنترنت، بالإضافة إلى برمجة مساعدين افتراضيين يمكنهم تقديم الملاحظات الطبية والتشخيصات الأولية للمريض، كبرنامج المشخص الطبي.
  • في المجال الإداري : يتم تطبيق الذكاء الاطناعي في مجال الأعمال التجارية في المهام الروتينية المتكررة، حيث يتم دمج الخورازميات التي تقوم عليها خاصية التعلم الآلي في أنظمة التحليلات وإدارة العلاقات العامة، كما يتم تطوير روبرتات للرد الآلي على مواقع الويب لتقديم خدمة عملاء فورية، وغيرها.
  • في مجال الاقتصاد : من خلال جمع بيانات العملاء في البنوك، وتقديم النصائح المالية والاقتصادية المختلفة، وتطوير مجالات للتجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت.

الذكاء الاصطناعي في التعليم

كان لدخول الذكاء الاصطناعي مجال التعليم العديد من المميزات والمخاوف، حيث سهل عمليات التقييم والتعلم الذاتي وغيرها، لدرجة أصبحت تهدد العنصر البشري، ومن أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم:

  • ميكنة عمليات التقييم: تستخدم الجامعات والكليات على مستوى أنحاء العالم نظام إلكتروني في تقييم الاختبارات والواجبات المنزلية التي تعتمد على أسئلة الاختيار من متعدد، أو تكملة الفراغات، إلا أن أنظمة التصحيح الإلكتروني تلك لا تقوم بعمليات التقييم كاملة، فلا يزال تقييم كتابة المقالات والفقرات الطويلة قيد التطوير، إلا أن هذه العمليات وفرّت الكثير من الوقت والجهد على المعلم، وبالتالي يمكنه أن يستغل ذلك الوقت في التواصل والتفاعل مع الطلاب، أو تحضير الدروس، أو التطوير المهني الذي يجعله على علم بمتطلبات ذلك العصر التكنولوجي.
  • تطوير برامج التعلّم الذاتي: من مستوىات رياض الأطفال حتى الدراسات العليا، تُعد أكثر المجالات الواعدة التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي في التعليم هو خاصية التعّلم الذاتي، وقد نشأ بالفعل الكثير من المواقع والبرامج والتطبيقات الخاصة بالتعلم الذاتي، والتي تستجيب لاهتمامات الطلاب المختلفة، حيث يمكنها التركيز على موضوعات بعينها، وتكرار الأشياء التي لم يتقنها الطلاب، وتمكين الطلاب للدراسة وفق جداولهم الخاصة وطرقهم المفضلة.
قد يهمك هذا المقال:   ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

:وهذه النظم مكّنت الكثير من الطلاب في مستويات مختلفة من التعليم وأماكن مختلفة في العالم أن يشتركوا في فصول دراسية واحدة، ومن أشهر برامج التعلم الذاتي أكاديمية خان، وموقع إدراك، ورواق، وكورسيرا، وغيرهم من منصات التعليم الإلكتروني.

  • تحسين تجربة التعليم : قد يحدث في بعض الأوقات أن تصل بعض المفاهيم والمواد التعليمية للطلاب بشكل خاطئ، ولا يُدرك المعلمون هذه المشكلة، إلا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم سيُمكن من حل هذه المشكلة، ومن المواقع التعليمية التي طبقت ذلك النظام موقع كورسيرا للتعليم الإلكتروني، عن طريق طرح بعض الأسئلة على كل درس مقدم لتقييم مدى فهم الطالب للمادة الدراسية المشروحة، فإذا تجاوب عدد كبير من الطلاب على الأسئلة بشكل خاطئ؛ يُنبه الموقع المعلم أو المحاضر على سوء فهم الطلاب لمحتواه، كما يُنبه الطلاب للإجابة الصحيحة.
  • تقديم الدعم للطلاب لفهم أساسيات المواد العلمية : هناك العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن الطلاب من تعلم أساسيات الرياضيات والكتابة و اللغات غيرها من المجالات بدلًا من الاستعانة بمعلمين بشريين، وقد ثبتت بالفعل كفاءة هذه التطبيقات في تعلم الطلاب للأساسيات إلا أنها لم تستطع أن تُنمي لديهم مهارات التفكير الناقد والإبداع.
  • تقديم تعليقات مفيدة على أداء الطلاب : يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من البرامج التعليمة خاصة التي تعتمد على المحاضرات الإلكترونية أن تتابع أداء الطلاب ومستوى تقدمهم في المادة العلمية، كما تسمح للطلاب أن يحصلوا على الدعم الذي يحتاجونه، وبالتالي يتعرف الأساتذة على المشاكل التي يعاني منها الطلاب حتى يقدموا النصائح والتعليمات التي يمكنها أن تفيد الطلاب.

:وفي غصون سنوات قليلة ستقوم التطورات في الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم والفصول الإلكترونية بمساعدة الطلاب على اختيار التخصصات التي تناسب اهتماماتهم وشخصياتهم، وفتح مجالات مستقبلية جديدة لهم.

  • تطوير عمليات البحث عن المعلومات والتعامل معها : يعمل الذكاء الاصطناعي في العديد من أنظمة البحث والمواقع الإلكترونية على مناسبة المعلومات لموقع المتلقي واهتماماته، كتقنية البحث والإعلانات في جوجل، أو مقترحات المشتريات على موقع أمازون وإيباي، وبالتالي فهناك احتمالية كبيرة على قدرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل على تطوير مهارات الطلاب في البحث عن المعلومات وإجراء الأبحاث والتأكد من الحقائق والمعلومات.
  • تغيير دور المعلمين : سيكون هناك دائمًا دور للعنصر البشري في عملية التعليم، إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي في التعليم يمكنه أن يُغيّر من أدوار المعلمين وطبيعة عملهم، ليصبح تركيزهم الأكبر على الأنشطة الطلابية والتفاعل والمناقشة مع الطلاب، بدلًا من الاهتمام بعمليات التقييم والجدولة وغيرها.
  • تغيير من نظام المدارس : إن عملية جمع المعلومات التي تقوم بها أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي غيرت من الطريقة التي تتعامل بها الكليات والجامعات مع الطلاب، بداية من عمليات التقديم حتى مساعدة الطلاب في اختيار مجال تخصصهم، وبالتالي فهي ساعدت في تسهيل العملية التعليمية، وجعلها أكثر ملائمة لاهتمامات الطلاب واحتياجاتهم.
قد يهمك هذا المقال:   ما هي تقنية المعلومات

المراجع

Forbes: How Is AI Used In Education — Real World Examples Of Today And A Peek Into The Future

Tech Target: AI-artificial intelligence

Tech Thought: 10 Roles For Artificial Intelligence In Education

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *