الذكاء الاصطناعي في الطب

أظهرت شركة ماكينزي للاستشارات الإدارية في دراسة أجرتها عام 2017 بأن 50% من الأنشطة التي يقوم بها العمال يدويًا سوف يتم تنفيذها عن طريق في المستقبل القريب، ويعني مصطلح الذكاء الاصطناعي إمكانية اكتساب الآلات لصفة الذكاء وقدرات التفكير والمنطق التي تميز الإنسان دونًا عن غيره، وبالتالي يمكنها أن تتعلم من التجارب والخبرات التي تمر بها عن طريق ما يُعرف بخاصية التعلم الآلي، والذي يمثل قدرة الآلات على التعلم عن طريق اكتشاف البيانات ومعالجتها لتوليد الأفكار.

ويُعد الذكاء الاصطناعي في الطب من المجالات المهمة التي يدرسها الباحثون في الفترة الأخيرة، ويثيرون حولها الكثير من الجدل وهو من أهم .

الذكاء الاصطناعي في الطب

تعتبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب والرعاية الصحية من الموضوعات التي تثير حولها الجدل، بسبب المخاوف من استخدام الآلات في تشخيص وعلاج البشر، إلا أنه عند الأخذ بالاعتبار الخطوات المتعددة لعملية التشخيص والتي تشمل جمع بيانات المرضى ومعالجتها وتحليلها للوصول إلى تشخيص دقيق، ثم تحديد طريقة العلاج المناسبة وإدارتها، نجد أن العديد من هذه المهام يمكن تنفيذها عن طريق الآلات والحواسيب، مما يمكن إنجازها في وقت أسرع، وبالتالي إعطاء الفرصة للطبيب للقيام بالأعمال التي لا يمكن تنفيذها آليًا.

ووفقًا لدراسة أجريت في عام 2016، يستهلك الأطباء الكثير من الوقت في عمليات إدخال البيانات والعمل المكتبي مقارنة مع الوقت الذي يتحدثون فيه إلى المرضى ويستمعون لشكواهم، لذلك يكون الغرض من استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب والرعاية الصحية هو توفير الوقت والجهد بطريقة مدروسة، وتحقيق التوازن بين الاستخدام الفعال للتكنولوجيا وبين نقاط القوة البشرية.

قد يهمك هذا المقال:   بحث عن الألياف البصرية

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب

هناك بالفعل العديد من تطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي في الطب مثل ترقيم السجلات الطبية، وجدولة المواعيد، وتسجيل الوصول إلى المراكز الطبية عن طريق الهواتف وغيرها، ومن أهم هذه التطبيقات:

برنامج Dxplain لدعم القرار

يستخدم هذا البرنامج في إعطاء عدد من التشخيصات المحتملة بناءًا على تسجيل للأعراض التي يشعر بها المريض.

نظم المعلومات في المعامل

وهي نظم تم تصميمها لمتابعة والتحقق من عدوى المستشفيات عن طريق التعرف على البكتيريا المسببة لها وإرسال النتائج إلى المركز الوطني لمكافحة الأمراض.

الأنظمة الجراحية الروبورتية (دافنشي)

تُمكن الأنظمة الجراحية الروبورتية، أو الجراحة بمساعدة ، الأطباء من إجراء العمليات الجراحية المعقدة بدقة وتحكم كبير، والتي يصعب القيام بها بالطرق التقليدية، حيث يتم استخدام مكبر في الشقوق الصغيرة حتى يتمكن الطبيب من رؤية الجسم بالداخل عن طريق استخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، وتُعد هذه الأنظمة ذروة الذكاء الاصطناعي في الطب.

برنامج AI Therapy

وهو برنامج على لعلاج القلق، حيث يُقدم للمرضى دورة تدريبية لمعرفة أسباب مرضهم وتشخيصها، بالإضافة إلى إمكانية العلاج.

تطبيق Babylon

يستخدمه مواطنو لحجز مواعيد الأطباء والاختبارات المعملية الروتينية، وهو مميز بتعدد استخداماته حيث يتيح للمرضى الخيارات بين استشارة الطبيب على الإنترنت، أو التحقق من الأعراض وتلقي النصائح الطبية ومتابعة صحتهم.

التعليم الطبي

تتيح العديد من المنصات الإلكترونية إمكانية سماع الأصوات المختلفة داخل الجسم مثل أصوات القلب والرئتين، مما يصقل مهارات طلاب الطب في تشخيص الأمراض.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب

بالإضافة إلى التطبيقات السابقة لا زال الباحثون يدرسون إمكانية تطبيق تطورات أكبر من الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي وتشمل:

إمكانية تحديد الأورام وأعراض أمراض القلب

تسعى شركة IBM إلى تطوير نظام يُسمى Watson للتعرف على أعراض وأمراض القلب، إلا ان هذا النظام يحتاج إلى قاعدة بيانات كبيرة من الصور التي تشتمل على الأعراض المحتملة للسرطان، لذلك قامت شركة IBM بالاستحواذ على شركة متخصصة في مسح وتجميع الصور الطبية من 8000 مستشفى لتدريب الجهاز على التعرف على وأمراض القلب وتحديدها
.

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الإنترنت

تحسين نظم المعلومات في مؤسسات الرعاية الصحية

تعمل جامعة ستانفورد على تطوير برنامج PAC لمساعدة الأطباء وتقديم رعاية صحية أفضل للمرضى، حيث يختص البرنامج بإمكانية متابعة المرضى عن بعد خاصة المسنين الذين يعيشون بمفردهم عن طريق مراقبة الحركات والسلوكيات المختلفة لهم، بالإضافة إلى قدرته على الاستجابة في المواقف الحرجة، إلى جانب قيامهم بالعمل على تطوير غرف العناية المركزة لتسهيل اكتشاف الأطباء للألم والتغييرات في المرضى.

كما تقوم مؤسسات أخرى بتطوير ممرضات افتراضيات لمتابعة المرضى في منازلهم، مما يوفر على الأطباء الوقت، وعلى المرضى جهد المتابعة وزيارة الطبيب، وكل هذه التطورات في استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب تعد بإمكانية تطوير أدوية حديثة وأكثر فعالية بطريقة أسرع.

هل مستقبل الأطباء في خطر؟

على الرغم من الاتجاه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ المهام الخاصة بجمع ، إلا أن الدراسات أثبتت أهمية العنصر البشري لتنفيذ ما لا يمكن للآلات عمله مثل التعاطف والإبداع والتحكم والابتكار، حيث يحتاج المرضى النفسيين والمصابين بحالات الاضطراب والقلق إلى التعاطف والدعم النفسي من الطبيب المختص، وهو لا يمكن للآلة أن تقدمه.

بالإضافة إلى عدم قدرة الآلات على التعامل وتشخيص الحالات المرضية الجديدة أو ابتكار أدوية لأعراض وتشخيصات لم تتعرض لها من قبل، وبالتالي تحتاج إلى الأطباء لإمدادها بالمعلومات والبيانات والدراسات البحثية والاقتراحات، حتى يمكنها التعامل مع تلك الأمراض.

تحذيرات استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب

حذرت مجلة “ذا نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين” في دراسة علمية من المشاكل الأخلاقية التي يمكن أن يتسبب فيها استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، سواء في تشخيص حالات المرضى أو ترشيح علاجات معينة، خوفًا من أن يتم تشويه في البيانات المسجلة أو النتائج الخاصة بالأمراض، إلى جانب التخوف من إساءة استخدام هذا التطور التكنولوجي في أغراض فاسدة مبنية على دوافع مختلفة من المبرمجين والشركات الطبية نفسها.

قد يهمك هذا المقال:   تقرير عن الانترنت

المراجع

مؤسسة دبي للمستقبل: الذكاء الاصطناعي: ما هو وكيف يعمل في الحقيقة؟

Mendeley: Artificial Intelligence in Medicine

Futurism: Artificial Intelligence in Medicine

إضاءات: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل الأطباء؟

للعلم: استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب يُثير مخاوف أخلاقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *