السياحة في اثينا

أثينا

تعتبر أثينا من أقدم التي قامت على أرضها حضارة عظيمة باقية، فكما يوجد ببلاد الشرق حضارة فرعونية وحضارة فينيقية فإن أثينا كانت مهدًا للحضارة الموكيانية القديمة التي نشأت قبل أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد. كما أن السياحة في من أقدم الوجهات السياحية في العالم، فهي المدينة الأكثر غنى بالمعالم الحضارية بين مدن أوروبا، واكتسبت أثينا شهرتها في القرن العشرين بعد استضافتها لدورات الألعاب الأوليمبية، والتي كانت من أسباب تطوير البنية التحتية بها.

موقعها الجغرافي

تقع أثينا في جنوب الأوربية، وهي حاليًا عاصمة لدولة اليونان وتقع في الجزء الجنوبي منها، وهي أكبر مدنها من حيث المساحة؛ حيث تبلغ مساحتها 39 كم2، ويقدر عدد سكانها بحوالي 900 ألف نسمة، ويضاف لها عدد سكان الأقاليم التابعة لها؛ ليصبح عدد سكانها حوالي 4 مليون نسمة، وتقع أثينا بين ثلاثة جبال “هيميتو، بينديلي، بارنيثاس”، ومن ناحية واحدة تطل على واجهة بحرية، حيث يصل بينها وبين البحر المتوسط خليج سارونيكوس. ويكيبيديا، أثينا.

مناخ أثينا

يختلف مناخ أثينا عن معظم المدن الأوروبية فهي تحمل خصائص المناخ شبه الاستوائي، ففي فصل الشتاء لا تشتد بها البرودة، وفي فصل الصيف ترتفع بها درجة الحرارة، فأدنى درجة حرارة سجلتها أثينا في الشتاء 13 درجة مئوية، وأعلى درجة في فصل الصيف 33 درجة مئوية، وبذلك فإن شتائها مائل للدفء وصيفها حار، ولذلك فإنها وجهة مفضلة لدى السياح في أوروبا وخاصة في فصل الصيف حيث الشواطئ والجولات البحرية، وفي فصل الشتاء مناسبة للاستجمام والاسترخاء والجولات وسط المدينة وتراثها الحضاري القديم.

لمحة تاريخية عن أثينا

يرجع تواجد البشر في أثينا إلى العصر الحجري الحديث، فهي ليست مدينة حديثة النشأة مثل الكثير من المدن الأوروبية، وإنما تضرب بجذورها للماضي السحيق لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وقد عرف سكانها فنون العمارة، ويظهر تطور المعمار لدى سكانها في القرن الثاني قبل الميلاد حيث تركزت أعمالهم في مدينة موكناي بغرب أثينا، وفيها قامت الحضارة الموكيانية القديمة، والتي تميزت بمعمار البناء السيكولوبي، وفي نهاية العصر البرونزي تعرضت الكثير من مدن الحضارة الموكيانية للتدمير، إلا أن أثينا لم يطلها ذلك التدمير وبقيت آثارها قائمة، وظلت مدينة شامخة بحضارتها العظيمة، فأصبحت مركز ثقافي وتجاري هام في أوروبا. ويكيبيديا، تاريخ أثينا، الأصل والتاريخ الأول.
وظلت أثينا محتفظة بآثارها كاملة حتى الحقبة الرومانية، ففي القرن الأول قبل الميلاد تعرضت أثينا لحملة تدمير هائلة من قبل الجنرال الروماني “سولا” والذي حول المدينة لخراب، وفي حقبة تالية تعرضت الآثار القديمة الباقية بأثينا للسرقة، فتم الاستيلاء على معظم آثارها في القرن الثالث الميلادي، ولم يبقى من أثينا الأسطورية إلا حي قديم بها، وهو اليوم من أهم المزارات السياحية.

قد يهمك هذا المقال:   جزر فرنسا

السياحية في أثينا

كانت الحضارة اليونانية القديمة مصدرًا للإلهام للحضارات الأوروبية اللاحقة، وكانت أثينا مركز الحضارة اليونانية القديمة، ومركز النقل الحضاري الأول، وقد ظهرت حضارتها في القصور والقلاع والحصون القديمة المقامة على التلال بالقرب من الجبال المحيطة بها، وفي العصر الحديث ومع الاستكشافات والتنقيب ظهرت الكثير من الآثار المطمورة بفعل تقادم الزمن، وأقيم لتلك الآثار متاحف كثيرة اجتذبت ملايين السياح من المهتمين بالحضارات القديمة.

أكروبوليس

وهو من أهم وأقدم المزارات السياحية في أثينا، وهو منطقة عالية تتألف من مجموعة من المعابد القديمة، فيقع الأكروبوليس بوسط أثينا على هضبة ترتفع نحو 150 متر عن سطح البحر، وتبدأ مجموعة المعابد من مدخل البروبيلين والتي تزخر بنقوش كثيرة، ولوحات جدارية عملاقة، وأعمدة شاهقة الارتفاع، ومن أشهر المعالم القديمة بداخله:

  1. معبد البارثينون: وهو أحد المعابد المقامة بموقع الأكروبوليس، وهو من أهم وأقدم المعابد القائمة بها، ويرجع تاريخ بناءه لمنتصف القرن الأول قبل الميلاد، وفي منتصف القرن الأول الميلادي تحول لكنيسة مسيحية، وفي القرن الخامس عشر تحول لمسجد إبان سيطرة ، وقد تعرض في القرن السابع عشر لتدمير عظيم، فبقيت منه بعض أجزاءه.
  2. مدرج أوديون: وهو واحد من المسارح القديمة التي اشتهرت بها اليونان القديمة، فتعتبر المسارح في مختلف الحضارات القديمة مأخوذة عن المسارح اليونانية القديمة، ويمثل مدرج أوديون نموذج متكامل وأخر تطور لمعمار المسارح القديمة، ويرجع تاريخ بناءه للقرن الثاني الميلادي، ويتكون المسرح من منصة واسعة بالأسفل وخلفها سور من الأحجار، وأمامها مدرج تصاعدي يتسع لأكثر من 5 آلاف شخص، ويستخدم المسرح حتى اليوم لإقامة الكثير من الاحتفالات. المسافر العربي، أثينا اليونان مدينة الجمال والثقافة والتاريخ العريق.

وهو أهم معابد أثينا وأهم معالمها الحضارية الحديثة، فيضم المتحف أهم الآثار ، وأهم مقتنيات الأباطرة القدام، ورغم أنه بناء حديث النشأة إلا أنه لفت أنظار العالم نحوه، خاصة وأن الطابق العلوي منه يشبه معبد البارثينون الذي لم يبقى منه سوى أنقاضه، ويقع المتحف بالقرب من هضبة الأكروبوليس الشهيرة، ويعرض المتحف مقتنياته على أعمدة رخامية تبدوا وكأنها حاضرة وسط الزوار. رحلاتك، متحف الأكروبول الجديد في أثينا اليونان.

قد يهمك هذا المقال:   أكبر الدول مساحة

معبد زيوس

يعد معبد زيوس الأوليمبي من أقدم المعابد في التاريخ، فيرجع بناءه للقرن الخامس عشر قبل الميلاد، وقد أقيم للإله زيوس وهو أعظم الآلهة عن الإغريق، ورغم ما قام به المهندسين من تدعيم لأساسيات المعبد ورفع أعمدته وتقسيم أركانه، إلا أن بناءه لم يكتمل إلى بعد ما يقرب من 600 سنة، فتم الانتهاء من بناءه في القرن الثاني الميلادي في عهد إمبراطور الدولة الرومانية “هادريان”، وقد بني المعبد من الرخام، وفي منتصفه وقف تمثال الإله زيوس إله الإغريق، ورغم قوة البناء إلا أنه لم يصمد أمام العوامل الجوية القاسية، ففقد الكثير من رونقه، إلا أنه مازال قائمًا ليدل على عظمة المعمار القديم.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *