الطلاق في الإسلام

تعريف الطلاق شرعًا

إن كلمة الطلاق في اللغة العربية تعني ترك الشيء وتسريحه، ومن هنا فإن الشرع يعرف الطلاق على أنه إنهاء عقد الزواج أو بعضه بين الزوجين، وهو جائز شرعًا والدليل على ذلك من السنة، أخرج أبو داود والحاكم وصححه بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ” أبغض الحلال إلى الله الطلاق”، وهو مكروه في الإسلام ولكن قد يكون هو الحل الوحيد ليعيش كل من الزوجين حياة نفسية مستقرة، ويعمل الطلاق على إعادة تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الأسر، ويهدف الطلاق إلى بقاء الأبناء بعيدًا عن المشاكل والضغوطات النفسية نتيجة مشاهدة سوء التعامل الوالدين مع بعضهما البعض، ولكن الطلاق له حدود خاصة لا يجوز تجاوزها وإلا تدمرت رابطة الزواج في العالم، وللطلاق أسباب وضوابط لا بد من توافرها حتى يلجأ القاضي الشرعي إلى ثبوت الطلاق بين الزوجين، تابعونا من خلال موقع مقالات للتعرف علي كيفية الطلاق في الاسلام والامور التي تتم من خلاله وحقوق الزوجين.

إن الهدف الرئيسي من الزواج هو إنشاء وتكاثر الأسر في بيت يسوده المودة والرحمة والتآلف، وتربية الأبناء في جو نفسي صحي ليتكون جيل قادر على حماية الأمة وإعلاء كلمة الله، ولكن إذا تحول هذا الاستقرار وقلة المودة أو انعدمت المودة والمحبة بين الزوجين فلا بد من التفرقة بينهم، ولكن الطلاق له آثار سلبية صعبة على نفوس الزوجين، ولكنه يحدث لحكمة غيبية، فقد يبدل الله الزوج بزوجة صالحة تريحه في حياته، وقد يبدل الله الزوجة بزوج صالح يريحها ويسعدها في حياتها.] https://ar.islamway.net/ ، الطلاق في الإسلام[،جلال عبد الله المنوفي، موقع إسلام وي، 2018/03/13.

قد يهمك هذا المقال:   الرقية الشرعية من العين والحسد

أركان الطلاق

يتكون الطلاق من ثلاثة أركان مهمة وأساسية لا بد من توافرها، وهي:

  • الركن الأول هو الزوج: فهو المكلف شرعًا بنطق الطلاق، ولا يجوز لأحد آخر غير الزوج أن يوقع الطلاق، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنما الطلاق لمن اخذ بالساق”، ويجب أن يكون الزوج بالغًا، وعاقلًا، ومدركًا لما يفعله، وأن يكون الطلاق بإرادته وأن لا يكون مكرهًا على الطلاق من أي جهة كانت، إذا ثبت وجود خلل بهذه الشروط يبطل الطلاق.
  • الركن الثاني هو الزوجة: وهي التي ما زالت مرتبطة بزوجها شرعًاـ فإذا لم تكن مرتبطة بزوجها فيبطل الطلاق، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا نذر لإبن أدم فيما لا يملك ولا عتق له فيما لا يملك ولا طلاق له فيما لا يملك”.
  • الركن الثالث هو تلفظ الزوج بلفظ دال بشكل صريح على الطلاق، إذا كانت نيته الطلاق ولكنه لم يتلفظ بما يدل على ذلك، فيبطل الطلاق والدليل على ذلك، قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت بها أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به “.

اقرأ أيضاً:

أنواع وأشكال الطلاق

ويوجد عدة أنواع وأشكال من الطلاق، منها:

  • النوع الأول يطلق عليه اسم الطلاق الصريح، وفيه لا يحتاج الرجل المطلق إلى أن تكون لديه نية الطلاق، بل يكفي تلفظه بأي لفظ يدل على الطلاق كأن يقول لزوجته “أنت طالق”.
  • النوع الثاني يطلق عليه اسم طلاق الكناية، وفيه لا بد من وجود نية الطلاق عند الرجل، ولكنه لا يتلفظ بكلمات مباشرة بالطلاق ولكن يدل كلامه على أنه يريد تطليق زوجته، كأن يقول الرجل لزوجته أخرجي من الدار ولا تكلميني “.
  • النوع الثالث يطلق عليه اسم الكناية الظاهرة: وفي هذا النوع لا تجب وجود النية بل تلفظ الرجل ببعض الكلمات الواضحة بالطلاق تكفي، ولكن في هذا النوع من الطلاق لا يستطيع الزوج إرجاع زوجته إلا إذا تزوجت برجل آخر ومن ثم طلقها زوجها الجديد دون وجود اتفاق بين الطرفين أو أن يموت.
  • النوع الرابع يطلق عليه اسم الطلاق الحرام: وفي هذا النوع من الطلاق يتلفظ الرجل بكلمات يطلق بها زوجته ثلاث طلقات، كقول الرجل لزوجته “أنت طالق ثلاثا” ، أو أن يكرر لفظ طالق ثلاث مرات متتاليات، وهذا النوع من الطلاق محرم شرعًا، والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه خبر بأن رجلا قام بتطليق زوجته ثلاثًا جمعًا، فغضب الرسول بشدة وقال ” أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟ “، ومن شدة غضب الرسول قام رجل من الجالسين عنده وقال للرسول:” يا رسول الله ألا أقتله”، وهنا دليل على شدة تحريم هذا النوع من الطلاق.
  • النوع الخامس من الطلاق: يدعى طلاق بالوكالة أو بالكتابة، وهنا يتم استخدام كتابة الطلاق على ورقة ومن ثم إخبار الزوجة بها، كأن يكون الرجل بمكان بعيد عن زوجته، أو يكون أخرسًا لا يستطيع التلفظ بكلمات الطلاق.
قد يهمك هذا المقال:   فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة

الطلاق في الإسلام

لقد اهتم الإسلام بكل تفاصيل الطلاق، ومن شدة أهمية الموضوع عند الله تعالى، أنزل سورة في القرآن اختصت بتفاصيل الطلاق وهي سورة النساء ويطلق عليها اسم سورة الطلاق، وكان الله سبحانه وتعالى يخاطب الرسول بها، لشدة أهمية الموضوع، لأن الطلاق لا يعني بأن العلاقة بين الزوجين قد انتهت فقط، بل يؤثر الطلاق على العلاقات الاجتماعية فقد يدمر ترابط أسرة الزوجين مع بعضهم، وقد يسبب القطيعة بينهم، ويؤثر هذا الأمر على ترابط المجتمع وتماسكه، ولحماية حقوق كل من الزوجين ومنعًا لوقوع الظلم على أحدهما، ومنعًا لحدوث اختلاط بالأنساب، لذلك شرع الله تعالى العدة للنساء؛ للتأكد من عدم وجود حمل من زوجها.
العدة في الإسلام لها تفاصيل محددة بناءًا على وضع الزوجة، والحالات التي تحدد فترة العدة هي:

  1. إذا كانت المرأة المطلقة غير حامل فإن الشرع حدد عدتها مدة ثلاثة قروء متتاليات أي ثلاثة أطهار من الحيض ويجب أن يكن متتاليات، لقول تعالى ” وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ”.
  2. إذا كانت المرأة المطلقة حامل فعدتها تنتهي بعد الولادة، ويحرم عليها إنكار حملها من زوجها، منعًا لاختلاط الأنساب إذا ما تزوجت من رجل آخر.
  3. إذا كانت المرأة المطلقة ممن انقطع عنهن الحيض، ولم تكن حاملًا، أو كانت صغيرة جدًا في العمر ولم يبدأ عندها الحيض، فعدتها ثلاثة أشهر، ويسمى هذا النوع من الطلاق بالطلاق الرجعي، أي بأن الزوج يستطيع إرجاع زوجته في فترة عدتها، أما إذا انتهت العدة فيستطيع إعادة زوجته لكن بعقد ومهر جديدين، لكن بشرط أن لا يكون طلقها ثلاث طلقات.
  4. إذا توفي الزوج فإن عدة الزوجة في هذه الحالة أربعة أشهر وعشرا، أما إذا كانت حاملًا فعدتها تنتهي بعد الولادة.
قد يهمك هذا المقال:   الخشوع في الصلاة

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *