العمل عن طريق الإنترنت

أصبح العمل عن طريق الإنترنت مصدر دخلٍ أساسي لعددٍ كبير من الأشخاص، وكذلك مصدر دخلٍ إضافي مؤثر، إذ فتح التطور التقني الكبير، الذي عرفه العالم خلال السنوات الماضية، الباب أمام توافر عن طريق الإنترنت دون الحاجة إلى مغادرة المنزل، الشيء الذي أدَّى إلى التغلب على الكثير من العقبات والعراقيل التي يمكن أن يعاني منها الأشخاص الباحثون عن في دولٍ نامية تضم نسبةً عالية من البطالة.
وتتنوع طرق كثيرًا؛ فتختلف الأعمال المطلوبة من طرف الباحثين عمَّن ينجز لهم مشروعاتهم، والأعمال والمهام التي يمكن من خلالها جني المال عن طريق .

متطلبات العمل عن طريق الإنترنت

مع تفاوت نوعية الخدمات المطلوبة، تتفاوت متطلبات العمل عن طريق الإنترنت، فهناك من لا يمتلك أية شهادةٍ مدرسية ولا حتى مستوًى عالٍ أو خبرةً عالية ويجني قوت يومه من الإنترنت.
وهناك أيضًا من يمتلك الشهادات العالية ويجني بدوره مالًا، فالأمر لا يتطلب شهاداتٍ مدرسية عالية بقدر ما يتطلب إتقان بعض المهارات المطلوبة في سوق العمل على الإنترنت، مع عدم وجود ضوابط أو أسعار ثابتة للعمل، بل يعتمد الأمر على الاتفاق بين صاحب العمل والموظف في الحالات التي يكون فيها العمل بين شخصٍ وآخر، مع وجود حالاتٍ أخرى تتيح للشخص استثمار ماله في مشروعه الحر والعمل مستقلًّا .
وعليه، فإنَّ مجالات العمل عن طريق الإنترنت لا يمكن حصرها، مع عدم وجود متطلباتٍ ثابتة باستثناء اتصال إنترنت وجهاز حاسوب أو هاتف وفقًا لنوع العمل.
مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العمل عن طريق الإنترنت يحتاج إلى امتلاك مهاراتٍ معينة في معظم المشروعات، سواءً تعلَّق الأمر بإتقان مجالٍ معين مثل التصميم أو الكتابة أو تحرير أو إدارة المواقع، فمن الصعب الدخول إلى مجالٍ والعمل فيه دون أية معرفةٍ مسبقة به، مع وجود بعض الأعمال التي لا تتطلب معرفةً كبيرة، لكنها تبقى قليلةً وذات دخلٍ ضعيف.

قد يهمك هذا المقال:   تخصص الموارد البشرية

الأعمال الاستثمارية

صاحب موقع أو تطبيق

من بين الأعمال الحرة التي يمكن الاستثمار فيها وجني الأرباح على المدى القريب أو البعيد، امتلاك موقع ويب أو تطبيق، إذ يُعدُّ امتلاك موقعٍ أمرًا في المتناول، ويكون العمل على الموقع غالبًا مرتبطًا بتقديم قيمةٍ معينة تدفع الزوار إلى زيارة الموقع، سواءً كان ذلك عبر تقديم محتوًى مكتوب أو صور أو فيديوهات أو خدمات معينة.
وتكون وسيلة الربح الأولى من المواقع هي الإعلانات، فتتوافر برامج الإعلانات عبر شركاتٍ معينة تتيح لصاحب الموقع وضع إعلاناتٍ ضمن موقعه وحصد قدرٍ معين من الربح مقابل كل زيارةٍ للصفحات والنقرات على الإعلانات، مع إمكانية جني الأرباح بطرق متنوعة أخرى عبر وضع روابط متاجر إلكترونية -مثل أمازون- ضمن موقعه، والحصول على عمولة عن كل منتجٍ يُباع من خلال رابط صاحب الموقع.
الأمر نفسه تقريبًا ينطبق على التطبيقات، إذ تُعدُّ الإعلانات مصدرًا أساسيًّا للدخل بالنسبة إلى مطوري التطبيقات، مع اختلافٍ واضح على مستوى برامج الإعلانات على منصات التطبيقات.
وتجدر الإشارة إلى أن المواقع والتطبيقات التي تقدم خدماتٍ معينة مدفوعة، مثل استضافة المواقع وتصميمها وما إلى ذلك، تجني أرباحًا بطريقةٍ مختلفة تعتمد في الأساس على بيع خدماتها.

المتاجر الإلكترونية

تختلف المتاجر الإلكترونية عن المواقع السابقة، إذ تُعدُّ بمنزلة عملٍ تجاري على منصة الإنترنت، فمع التسهيلات الكبيرة التي عرفها مجال الدفع عبر الإنترنت، وانتشار ثقافة الشراء من الإنترنت على مستوى العالم، يتجه الكثيرون إلى الاستثمار في المتاجر الإلكترونية بتقديم منتجاتٍ قد يمتلكونها أو لا يمتلكونها للبيع، فيُمكن في الحالة الأولى بيع المنتجات التي يمتلكونها بشكلٍ طبيعي، ويمكن أيضًا بيع منتجاتٍ موجودة على متاجر أخرى مع إضافة هامش ربحٍ خاص وبيعها على متاجرهم، وهو ما يطلق عليه (Drop shipping).

قد يهمك هذا المقال:   محاسبة التكاليف

التوظيف عن بعد

تكون بداية النسبة الأكبر من الذين يطرقون باب العمل عن طريق الإنترنت في تقديم خدماتٍ على الإنترنت، وذلك عبر العمل لدى أصحاب المشروعات الذين يحتاجون إلى إنجاز مهامَّ معينة لسببٍ أو لآخر، وتتمثل بعض هذه الخدمات في:

  • مصمم جرافيك: يكون على دراية بتقنيات التصميم والتعامل مع برامج تحرير الصور المعروفة مثل فوتوشوب، وتتفاوت خبرات مصممي الجرافيكس ومهاراتهم من مصممٍ إلى آخر، وتوظيفهم يتم وفقًا لنوع المشروع والمهام التي يطلبها أصحاب المشروعات.
  • مترجم: لا يحتاج إلى شهادةٍ مُعتمَدة بكونه مترجمًا، وتتمثل خدماته في الترجمة من لغةٍ إلى أخرى، مثل الإنجليزية إلى العربية أو العكس، سواءً ترجمة النصوص أو التسجيلات.
  • مسوق إلكتروني: تكون مهامه مرتبطةً غالبًا بتقديم أفكارٍ تسويقية للمنتجات والخدمات والمواقع عبر مهاراتٍ معينة، مثل إدارة حسابات الشبكات الاجتماعية والوصول إلى الشريحة التي يستهدفها صاحب المشروع.
  • مدقق لغوي: يمتلك مستوى جيدًا في لغةٍ ما وقدرة على تتبع الأخطاء اللغوية المختلفة وملاحظتها ضمن نصٍّ معين وتصحيحها.
  • مبرمج: يتقن لغات البرمجة التي تتيح له برمجة التطبيقات أو المواقع على سبيل المثال، وهو مجال يعكس القيمة الكبيرة لامتلاك مهارةٍ متقدمة مثل هذه.
  • خدمات عامة: هناك بعض المشروعات التي لا تتطلب معرفةً معينة بمجالٍ معين، إذ تتطلب بعض المشروعات -على سبيل المثال- نسخ محتوى من موقع ولصقه في موقع آخر، وهو ما يُعدُّ شيئًا في متناول الجميع، الأمر الذي يوضح التفاوت على مستوى نوعية الأعمال على الإنترنت، مع امتداد هذا التفاوت إلى القيمة المالية، فكلما كانت الخدمة بسيطةً ولا تتطلب مهاراتٍ معينة، كان سعرها منخفضًا.

تتوافر عدة منصاتٍ تتيح للباحثين عن محررين ومصممين ومسوقين ومختلف مقدمي الخدمات المتنوعة إيجاد ضالتهم عبر عرض الباحثين عن العمل لعروضهم، ومن ثمَّ، فإنَّ منصات العمل هذه تلعب دور الوسيط بين الباحث عن إنجاز خدمةٍ ما ومقدم الخدمة، مع استفادة مثل هذه المنصات من عمولةٍ محددة من قيمة المشروع الكلية.
ومن بين العمل المعروفة في هذا المجال على المستوى العالمي (fiverr) و(Upwork)، بالإضافة إلى (خمسات) و(مستقل) و(أي خدمة) على المستوى العربي.
يبدو جليًّا أن العمل عن طريق الإنترنت هو التوجُّه الجديد الذي يراه الكثيرون الوظيفة المثالية من ناحية توفيره لحرية التنقل دون الحاجة إلى المصاريف الكثيرة، مع تميُّزه بمرونةٍ كبيرة وتقديمه فرصًا كثيرة ومتنوعة تحتاج فقط إلى شغف التعلُّم والمعرفة والرغبة في تحسين ظروف العيش والاستمتاع بحياةٍ أكثر أريحية.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي التجارة الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *