اهمية القراءة

القراءة

دائمًا ما تُوصَف بأنها غذاء العقل والروح، ويقول بعض الباحثين إن القراءة و هما أهم ما عرفته البشرية، فأهميتهما تفوق أهمية والإنترنت، لأنَّ القراءة -ومعها الكتابة- تساعد في انتقال المعلومات من شخصٍ إلى آخر وربما من بلدٍ إلى بلد. وبسبب انتشار الإنترنت والتكنولوجيا بشكلٍ كبير قلَّ عدد القراء وقلَّ شغفهم بالقراءة، نظرًا إلى أن أصبح يسلب الإنسان معظم وقت فراغه الذي كان يميل فيه إلى ممارسة القراءة.

القراءة كنشاطٍ أو كعادةٍ تختلف من شخصٍ إلى آخر بحسب الميول والاهتمامات، فالبعض يعدُّ القراءة وسيلةً للتسلية وإمضاء وقت الفراغ فقط، وعادةً ما يُفضِّل هؤلاء الأشخاص قراءة والسلاسل القصصية، والبعض الآخر يعدُّ القراءة منهجًا للحياة وأنها ليست فقط للمتعة والرفاهية، ويميل هذا النوع إلى قراءة الكتب الكبيرة والمُفصَّلة، وأيضًا الكتب المختصة بالعلوم مثل: السياسة وعلم النفس والكتب التحفيزية. وهناك بطبيعة الحال من يجمع بين الطريقتَين في القراءة.

القراءة هي النشاط الوحيد الذي يجمع ما بين المتعة الكاملة والاستفادة الكبيرة، إذ إن من يقرأ أي شيءٍ، سواءً كتاب أو رواية أو حتى مقال، سيستفيد منه بشكلٍ أو بآخر، لكن كيف ستكون تلك الاستفادة؟

أهمية القراءة

للقراءة أهمية كبيرة لما لها من فوائد يحصل عليها الشخص بمُجرِّد أن يبدأ في القراءة، وتكمُن الاستفادة من القراءة في عدة عوامل نوضحها لكم فيما يلي:

  • الثقافة والخبرة: بمُجرِّد أن تبدأ في ممارسة نشاط القراءة ستُلاحظ ازديادًا في ثقافتك العامة وخبراتك، والنصيب الأكبر من الخبرة ستحصل عليه في الموضوع الذي تقرأ عنه، ولعلَّ أفضل مجالٍ تقرأ فيه هو المجال المتعلق بعملك أو دراستك، فإن كنت تعمل كمُحاسبٍ في إحدى الشركات وحرصت يوميًّا على القراءة في مجال المحاسبة والأموال ستُلاحظ ازدياد خبراتك وثقافتك في هذا المجال، وكذلك ارتفاع أدائك وإنتاجيتك.
  • التعلُّم: يمكنك أن تُطوِّع القراءة وتُنظِّمها لتتعلم شيئًا جديدًا تمامًا؛ فمثلًا يمكنك أن تُحدِّد مجموعةً من الكتب والمقالات لتقرأها في فترةٍ معينة، على أن تكون تلك الكتب متعلقةً بمجالٍ تريد أن تتعلمه، ففي مثالنا السابق افترضنا أنك محاسب، فيُمكنك أن تستغلَّ هذه الطريقة في تعلُّم إدارة الأعمال، وهو ما سيجمع لك بين الاستفادة من العلم الذي ستكتسبه والاستفادة من كل المميزات التي تحققها لك القراءة.
  • استغلال وقت الفراغ: الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ يكمن في ممارسة نشاط القراءة، فكلٌّ منا لديه عدد كبير من الساعات يوميًّا يمضيها في أمورٍ غير مفيدةٍ مثل مشاهدة التلفاز أو تصفُّح ، سيختلف الأمر إن استُغلِّت تلك الساعات في ممارسة القراءة بشكلٍ فعال. كما أن القراءة لا تنحصر فقط على الكتب الضخمة، بل يمكن للإنسان أن يقرأ المقالات المنشورة على أو الموجَزة، وهو ما يُشكِّل أفضل دمجٍ بين القراءة والإنترنت.
قد يهمك هذا المقال:   أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع

للقراءة فوائد عديدة غير السابق ذكرها، وتلك الفوائد لا يمكن للإنسان الشعور بها مباشرةً، بل إنها تظهر على مستويات أدائه وعلى ذكائه بشكلٍ عام. وفيما يلي أهم فوائد القراءة:

تقوية الوصلات العصبية

عندما يبدأ الإنسان في تعلُّم شيءٍ جديد تتكوَّن داخل مخه وصلات عصبية تساعده على تعلُّم المزيد عن هذا الأمر من ناحية، وتُساعده على التعلُّم عمومًا من ناحيةٍ أخرى. وبطبيعة الحال تؤثر القراءة إيجابيًّا في هذه العملية، لأنَّ كل شيءٍ يقرأه الإنسان يتعلمه. كما يساعد نشاط القراءة على تطوير القدرات الدماغية والتحليلية لا سيما لدى الأطفال والمراهقين. وعليه، يمكننا القول إن القراءة تزيد الإنسان ذكاءً بطريقةٍ غير مباشرة.

تقوية التركيز

عندما يضع الإنسان عينَيه فوق قطعةٍ نصية داخل كتاب فإنه يبدأ بقراءتها وتحليلها حتى يفهمها، هنا يعمل العقل بأقصى قوته ليجعل الإنسان قادرًا على استيعاب المكتوب أمامه، ومن ثمَّ تسهم القراءة في تنمية مهارة التركيز لدى الإنسان، لأنها تجذب تركيزه كله وتوظفه.

تحسين اللغة قراءةً وكتابة

مع كثرة ممارسة نشاط القراءة تتحسَّن المهارات اللغوية لدى الإنسان تلقائيًّا، إذ إنه -ودون أن يلاحظ- يتعلم الأساليب والتراكيب اللغوية في أثناء القراءة، وتلك الاستفادة ستُساعده لاحقًا إن حاول كتابة مقالٍ أو بحثٍ دراسي حتى، ولهذا نجد أن معظم الكتاب والمؤلفين هم قرَّاء نهمون. وعادةً ما ينصح المتخصصون بمُمارسة القراءة باستمرارٍ للذين يودون التخصُّص في مجالات الكتابة والترجمة.

تنشيط الذاكرة

تعمل القراءة على تحسين كل المهارات العقلية، ويشمل هذا قوة الذاكرة ومرونتها، إذ تساعد القراءة المستمرة على تقوية الذاكرة والحدِّ من الأمراض الدماغية، كما أن أفضل طريقةٍ لتنشيط الذاكرة هي مناقشة محتوى الكتاب، بعد قراءته، مع غيرك من المهتمين، فهذا سيدفعك إلى تذكُّر كل تفاصيل الكتاب لتكون الأفضل في المناقشة، وهي بالتأكيد منافسة إيجابية. من ناحيةٍ أخرى يمكنك أن تُعِدَّ ملخصًا نصيًّا للكتاب أو المقال الطويل بعد الانتهاء وتنشره على الإنترنت، وتدعو أصدقائك لقراءته ومناقشته أيضًا.

قد يهمك هذا المقال:   ألكسندر بوشكين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *