اين وقعت معركة اليرموك

الفتوحات الإسلامية في عهد أبو بكر الصديق

بعد وقع على عاتق _ رضي الله عنه _ مسؤولية حماية الدولة الإسلامية ونشر الإسلام خارجها، وكان عليه أن يواجه أكبر الإمبراطوريات المجاورة للدولة الإسلامية، وتمثلت تلك الإمبراطوريات في الروم المسيطرين على ، والفرس المسيطرين على بلاد العراق، وبعد انتهاء أبو بكر الصديق من حروب الردة؛ بدأ مباشرة مواجهة الفرس ببلاد العراق، خاصة وأن فلول المرتدين هربوا لبلاد ، فتتبعهم المثنى بن حارثة حتى جنوب العراق، وكانت تلك هي بداية الفتوحات في بلاد العراق، فقد أمد أبو بكر المثنى بجيوش تمكنت من فتح الكثير من مدن العراقية أبرزها الحيرة، ومن ناحية أخرى كانت تلك الفتوحات مقدمة لفتح بلاد الشام التي سقطت مدنها واحدة تلو الأخرى.

مقدمات فتح بلاد الشام

بدأت فتوحات بلاد الشام بعد أن هاجم الجيش الرومي جيش المسلمين في أرض تيماء وكان على قيادة الجيش خالد بن سعيد بن العاص، وهي أرض قريبة من تبوك، وعلى إثر ذلك قرر أبو بكر الصديق إرسال أربعة جيوش لمواجهة جيوش الروم لرد الاعتداء، وأرسل على رأس الجيوش مجموعة مختارة من القادة، فأرسل شرحبيل بن حسنة، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وكانت وجهة كل جيش مختلفة، فكانت رغبة أبو بكر في أن يتم فتح أربعة مدن في الوقت نفسه، إلا إذا استصعب الأمر عليهم فتجتمع الجيوش الأربعة، وذلك ما قد كان، فقد وجد قادة الجيوش أن استعداد جيش الروم كبير، فطالبوا المدد من أبو بكر؛ فأرسل لهم .
عند وصول خالد بن الوليد إلى أبو عبيدة بن الجراح بدأوا في حصار مدينة دمشق، إلا أن نبأ تجمع جيش الروم في أجنادين جعلهم أوقفوا الحصار وتوجهوا نحو أجنادين، وقد بلغ عدد جنود جيش خالد وأبو عبيدة 33 ألف مقاتل، وكان جيش الروم 100 ألف مقاتل، وتمكن جيش المسلمين من إلحاق الهزيمة بهم وقتل قائدهم.

  1. سقوط دمشق: عاد جيش المسلمين مرة أخرى إلى دمشق وفرض عليها حصاراً عظيماً، وكانت دمشق قد حوصرت مرات عديدة إلا أن المسلمون لم يتمكنوا من فتحها سابقا، إلا أن الحصار الذي أحكمه خالد بن الوليد وأبو عبيدة أتى بثماره وسقطت دمشق في أيدي المسلمين.
  2. سقوط بعلبك: بعد فتح دمشق وصلت أخبار عن حشد جيش للروم في بعلبك، وتوجه جيش خالد بن الوليد وجيش أبو عبيدة بن الجراح لبعلبك، وقد تقدم خالد الجيش بمجموعة من الفرسان، وبدأت مفاوضات بين الطرفين إلا أنها لم تؤدي لنتيجة مرضية، والتقى الجيشان وكان في شهر ذي القعدة من سنة 13 هـ، وحقق المسلمين نصراً كبيراً.
  3. سقوط حمص: بعد الانتهاء من فتح دمشق ولى أبو عبيدة عليها أحد القادة، واتجه مع خالد بن الوليد نحو حمص لفتحها، وتمكنوا من فتح حمص، وفي تلك الآونة كان هرق في أنطاكية يحشد الحشود لملاقاة المسلمين.
قد يهمك هذا المقال:   مدن فرنسا السياحية

بعد فتوحات الشام التي اجتازها المسلمون واحدة تلو الأخرى تجمع العرب المسيحين في الشام والأرمن والغساسنة وطالبوا هرقل بإعداد جيشاً لمواجهة المسلمين، وانضمت تلك الجيوش لجيش الروم، ويوجد اختلاف كبير بين الرواة على عدد جيش الروم بعد انضمام الجيوش الأخرى، فقيل 100 ألف مقاتل، وقيل 200 ألف مقاتل، وقيل 240 ألف مقاتل، وأما جيش المسلمين فعلى أكثر الأقوال قيل انه بلغ 40 ألف مقاتل، وفي جميع الأحوال كان المسلمون بصدد معركة شعواء، لا يوجد أي توقع بالنهاية التي ستؤول إليها المعركة.

أين وقعت معركة اليرموك؟

تقع اليرموك ضمن بلاد الشام في الجزء الشمالي منها، وتعتبر من المدن الحدودية بين سوريا والأردن، فتقع إلى الشرق من سوريا، وإلى الشمال من الأردن، ووقعت المعركة في سهل بالقرب من نهر اليرموك، ذلك النهر الذي يمتد داخل سوريا لمسافة 47 كم، ويشكل فاصل حدودي ما بين سوريا والأردن.

خطة خالد بن الوليد

كان خالد بن الوليد يتولى قيادة الجيوش مجتمعة وقد بدأ في إعداد خطة لسير المعركة، ولكن وصل نبأ بعزل خالد بن الوليد من القيادة، وكان ذلك رغبة _ رضي الله عنه _ وكان قد أصبح بعد وفاة أبو بكر الصديق، وتولى أمر الجيش أبو عبيدة بن الجراح، ولكنه قام بتطبيق خطة خالد في خوض المعركة، وكانت الخطة تعتمد على تقسيم الجنود لكراديس “مجموعات” وتتألف كل مجموعة من ألف مقاتل، بالإضافة إلى اختيار أفضل الخيالة ليكونوا فرقة خاصة بالتنقل السريع، وترأس خالد بن الوليد فرقة الخيالة.

أهم أحداث المعركة

بعد احتشاد الجيوش من الطرفين تحولت المعركة لمعركة حاسمة، يمكن بعدا القضاء على تواجد الروم في بلاد الشام، أو القضاء على المسلمين وإبعادهم عن بلاد الشام، ولذلك فقد جاهد كل فريق في تسليح جنوده وتجهيزهم لخوض المعركة، ويوم المعركة ترأس القادة الأربعة قيادة أربعة ألوية، وهو شرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وتولى خالد قيادة فرقة الخيالة التي تألفت من 10 ألاف فارس.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في هونج كونج

قامت المعركة بين جيش المسلمين وجيش الروم واستمرت لمدة ستة أيام، فبدأت في يوم 5 من رجب سنة 15 هـ، واعتمد المسلمون منذ بدايتها على عملية الاستطلاع، فكان القائد يرسل مجموعة من الفرسان لاستطلاع أرض المعركة والوقوف على أحوال واستعدادات الروم، وبدأ الروم بالهجوم في الأيام الأولى للمعركة، ورغم ذلك إلا أن خسائرهم كانت أكبر من خسائر المسلمين، فكان خالد بن الوليد يتنقل بفرقته ما بين الكراديس مواجها هجوم الروم، وظل صمود المسلمين في الأيام الأربعة الأولى، ثم أوشك الروم على الفتك بالمسلمين مع تزايد شدة الهجوم في كل يوم، إلا أنه بحلول اليوم السادس قرر خالد بن الوليد أن يتحول المسلمون من الدفاع للهجوم، مع الاعتماد أيضاً على فرقة الخيالة والتي كانت تعمل على تشتيت تركيز الروم وتحويل دفة المعركة لصالح المسلمين، وبالفعل كتبت نهاية المعركة لصالح المسلمين، ولاحق خالد بن الوليد فلول الروم المنسحبين حتى دمشق وقتل قائد جيوش الروم ماهان، وبعدها فتحت أمام أبواب الشام بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *