بحث عن الصدق والكذب

بحث عن الصّدق والكذب

الصّدق إخبار الحقائق كما حصلت، والكذب عكسُه، و من أكثر الأخلاق المذمومة على الإطلاق، والصّدق والكذب لا يقتصران على الأقوال؛ بل يشملان الأقوال والأفعال والنّيّة، وقد رَبَط الإسلام بين تقوى الله والصّدق، والإيمان بالله و، قال الله تعالى: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)).

وقد حذّر من الكذب، قال الله تعالى:(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ). وحذّرت السُّنة النّبويّة من الكذب، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبّئكم بأكبر الكبائر؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متّكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزّور، وشهادة الزّور، ألا وقول الزّور، وشهادة الزّور، قال: فما زال رسول الله صلى اللهعليه وسلم يُكررها، حتّى قلنا: ليته سكت.

لماذا يكذب النّاس؟

غالبًا ما يكذب النّاس بسبب رغبتهم في جعل النّاس يفعلون شيئًا مفيدًا لهم، أو اتّخاذ قرار لمصلحتهم، أو الحصول على ما يُريدونه، ولكنّ معظم النّاس يكذبون من وقتٍ لآخر دون حاجتهم الحقيقيّة لذلك، ويُطلقُ علماء النّفس على هذا الكذب القهريّ أو العقليّ؛ أي أنّه أصبح عادة وأحد سمات شخصيّة الفرد.
عندما يعتادُ المرءُ الكذب، كل كذبة ستلحق بسابقتها لتغطيتها، ومع استمرار الكذب تتدمّر العلاقات، ويفقد الكاذب سلامه الدّاخلي مع نفسه، وثقته بالآخرين، ودائمًا تكون نهاية الكذب مروّعة.

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الانترنت واضراره

أبرز أسباب الكذب

  • الكذب بسبب الخوف: يكذب النّاس عندما يخافوا مما قد يحدث نتيجة قولهم للحقيقة، وربّما يكذبون ليغطّوا على شيء خاطئ فعلوه ولا يُريدون كشفه.
  • الكذب لادّعاء الفخر: يستخدم النّاس الكذب في كثير من الأحيان لإنشاء صورة ملائمة لهم في عيون الآخرين، أو تحسين صورتهم الاعتياديّة، لأنّ الكاذب يعتقد أنّ هذا الكذب يخدم أهدافه؛ مثل رواية قصص لم تحصل.
  • الكذب يعطي شعورًا بالسّيطرة: قد يكون قول الحقيقة عند الكذّابين بمثابة التّخليّ عن سيطرتهم؛ لأنّهم يحاولون السّيطرة على موقف ما، أو ممارسة تأثيرهم للحصول على قرارات أو ردود أفعال يريدونها، وقول الحقيقة قد لا يتوافَق مع أهدافهم.

لماذا يكذب الأطفال؟

من المُحبِط بالنّسبة للأهل اكتشاف أنّ طفلهم يكذب، ولكنّ معرفة دوافع الطّفل لهذا الكذب ستُسهِّلُ التّعامل معه، وفيما يلي أكثر الأسباب شيوعًا :

  • يكذب الأطفال لأنّهم لا يميّزون بدقة بين الحقيقة والخيال: عند إخبار الطّفل بقصّة، يجب تذكيره دائمًا أنّها خياليّة، وشخصيّاتها خياليّة لا يُمكن أن تكون موجودة أبدًا، مثلًا عند سؤال الطّفل عن سبب الفوضى في غرفته، سيجيب أنّ وحشًا ما قام بهذه الفوضى، وليس هو.
  • يكذب الأطفال لتجنّب العواقب السّلبيّة: قد تكون أساليب القاسية أحد أسباب هذا النّوع من الكذب، فلا يجب تأنيب الطّفل بقسوة كلّما أخطأ؛ لأنّه سيصبح يبحث عن حلول ليهرب من المسؤوليّة، ومن قول الحقيقة لأنّها ستسبب له المشاكل. بدلًا من ذلك عند سؤال الطّفل عن شيء ما، يجب منحُهُ وقتًا للإجابة، هذه الفُرصة الصّغيرة قد تجعلُه يتخلّى عن كذبه.
  • يكذب الأطفال للظّهور بمظهر جيّد أمام أهلهم: قد يكذب الأطفال بأنّهم المُفضّلون من أساتذتهم على كلّ زملائهم في الصّف، أو قد يكذبون بعدد الهدايا الباهظة التي حصلوا عليها، أو قد يدّعي طفل لا يعرفُ السّباحة بأنّه واجه قرشًا أو سمكة ضخمة في البحر. يكذب الطّفل في هذه الأمور لمحاولته إخفاء شعوره بعدم الأمان، أو للشّعور بالتّفوّق على أقرانه. يحتاج الطّفل في هذه الحالة إلى تعزيز ثقته بنفسه، ومدح مجهوده، وإفهامِه معنى العمل الشّاق بغضّ النّظر عن النّتيجة، ويحتاج معرفة عواقب تضخيمه للأمور، وتعليمه طُرُقًا للتّواصل مع أقرانه وأهله دون كذب.
قد يهمك هذا المقال:   ما هي الموهبة

فضائل الصّدق

للأسف جميع النّاس تقريبًا تعرّضوا للكذب والاحتيال إمّا من شخص مقرّب أو من أي شخص عادي، والكذب مرتعُهُ وخيم. الصّدق يجلب السّلام الدّاخلي، والثّقة، وعلاقات صادقة غير مبنيّة على أهداف زائفة، والصّدق قوّة، بعكس الكذب الذي يخفي الضّعف والنّقص. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البر، وإنّ البرَّ يهدي إلى الجنة، وما يزال الرّجل يصدق ويتحرّى الصّدق، حتّى يُكتب عند الله صدّيقًا، وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب، حتّى يُكتب عند الله كذّابًا.

لغة الجسد لاكتشاف الكذب

هناك بعض الكذبات التي يسمّيها البعض كذبات بيضاء، لا يكون الهدف منها الاحتيال أو التّستُّر على مشكلة، هي فقط للمجاملة أو التّرحيب، ولا تحتاج عناءً للتّأكّدِ إذا كانت صادقة أم لا. أمّا الأشياء الأخرى فيجب أن يكون الشّخص دقيقًا حول ما يسمعُهُ ويشاهدُه.

  • الكاذب يتململ باستمرار في أثناء حديثه وذلك لأنّه لا يُريد نقل مشاعره الحقيقيّة، وعيونه لا تنظر مُباشرة في عيون مُحدِّثِه، ويلهو بشعره أو أصابِعه أو شفاهه عند الحديث.
  • يُكرِّرُ الكاذب أسئلة عديدة قبل الإجابة، ويقول الجملة على أجزاء، ولا يُقدّم تفاصيل مُحدّدة عند الطّعن في قِصَّته.
  • يبدو صوت الشّخص الكاذب غير واثق، وغير مُرتفع بما فيه الكفاية لسماعه بوضوح.

المراجع

قد يهمك هذا المقال:   البطالة المقنعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *