تاريخ مصر القديمة

تاريخ مصر

يرجع تواجد الإنسان المصري القديم حول نهر النيل إلى أكثر من 120 ألف سنة، وقد أقام حضارته البسيطة على ضفاف ، والتي تمثلت في معرفته مبادئ الزراعة الأولى، وطريقة إشعال النار باستخدام الصخور، وتحلو تدريجياً من إنسان يسكن الكهوف إلى إنسان متحضر يبني منزله البسيط، ويطهي طعامه على النار، وهكذا بدأت الحضارة المصرية القديمة تتقدم، ويظهر ذلك من والحفريات التي تعود لتلك الحقبة الزمنية، ولكن ما عُرف من تفاصيل عن كيفية قيام الحضارة المصرية القديمة، وما يتعلق بحياة المصرين ونظام الحكم وخلافة، كان عن طريق الكتابة والتصوير على جدران المعابد، والتي بدأت منذ سنة 3200 ق.م.

العصور المصرية القديمة

تبدأ الحضارة المصرية القديمة أو التي تعرف بالحضارة بتوحيد مصر تحت زعامة ملك أوحد وهو الملك مينا، وبذلك تبدأ حضارتها منذ سنة 3150 ق.م، ومنذ ذلك الوقت عُرف النظام السياسي الموحد، الذي ظل معمولاً به حتى سقوط مصر في أيدي الرومان، وحتى وصلت مصر لتلك المرحلة فإنها قد واجهت مراحل من القوة والازدهار، ومراحل من الضعف والانهيار.

بداية عصر الأُسر

وتم التأريخ لبداية عصر الأسر في مصر بداية من الملك مينا، وهو الذي جمع مصر تحت حكمٍ واحد، وبه تبدأ الأسر الثلاثين، وقد صورته النقوش الفرعونية القديمة على لوحة وهو يرتدي تاج التوحيد، وقد بدأ فترة حكمه باختيار عاصمة جديدة موحدة ، فجعل من مدينة ممفيس عاصمة لها، وكانت الفترات الأولى من عصر الأسر تتميز بالازدهار التجاري والزراعي، ولكن لم يدم ذلك كثيراً فقد بدأ حكام الأقاليم بمحاولات استقلال ذاتية عن الفرعون، كما وصل الفراعنة لأقصى مراحل الضعف سنة 2160 ق.م، حيث فقد الفرعون سيطرته على مصر السفلى، وبعض الأقاليم بمصر العليا، إلى أن تمكن منتوحتب الثاني من محاربة حكام الأقاليم وإعادة السيطرة للحكومة المركزية.

قد يهمك هذا المقال:   مدينة البندقية ايطاليا

عصر الدولة الوسطى

تبدأ الدولة الوسطى باستعادة الفرعون مكانته السابقة، وبدأ بعدها الازدهار بالدولة، فكان عصر الملك منتوحتب الثاني من أكثر عصور مصر القديمة ازدهاراً وتقدماً في كافة النواحي، وقد نقل العاصمة لطيبة، ولكنها تغيرت سريعاً مع اعتلاء الوزير أمنمحات الأول للعرش، فقد نقل العاصمة لتجتاوي “بالفيوم”، وشهد عصر الدولة الوسطة ازدهاراً غير مسبوقاً، فقد وضع الحكام خطط طويلة الأمد لتطوير النشاط الزراعي وتوسيع رقعة الأراضي الزراعية، وتطوير أساليب الري، كما تطورت مجالات الفنون والأدب، وظلت مصر القديمة في تقدم وازدهار حتى عصر الملك أمنمحات الثالث، والذي سمح للأسيويين بالإقامة في منطقة الدلتا، فمع أول موجة من الفيضانات اجتاحت مصر وتدهورت بسببها الأنشطة الزراعية تراجع اقتصاد مصر بصورة ملحوظة، ما منح الأسيويين فرصة في السيطرة على أراضي منطقة الدلتا، ومع مرور الوقت أحكموا تلك السيطرة، حتى أصبحوا خطراً يهدد مصر بأكملها، وقد عرف هؤلاء الفئة تاريخياً بقبائل الهكسوس.

و ظلت مصر تحت سيطرة الهكسوس حوالي 100 سنة، عانت فيها مصر من ضعف في جميع المجالات، فاندثرت الفنون والآداب، وعمت الفوضى البلاد، وقد نصب حكام الهكسوس أنفسهم فراعنة، وقاموا بهجمات ضد طيبة وحكامها من الفراعنة الشرعيين للبلاد، وظل فراعنة طيبة محاصرون بين الهكسوس من الشمال، ومن الجنوب مملكة كوش المعادية لهم، إلا أن تمكن حكام مصر من استجماع الأمر وتكوين جيش يمكنه التصدي للهكسوس، وفي سنة 1555 ق.م وفي عهد الملك كامس تم هزيمة أهل الكوش، وبعدها تمكن خليفته أحمس الأول من هزيمة الهكسوس، لتبدأ بعدها عصور الدولة الحديثة.

عصر الدولة الحديثة

بسبب الهجمات التي شهدتها طيبة من الهكسوس والكوش، أصبحت الأولوية لدى حكام مصر من الفراعنة الاهتمام بتسليح وإعداد الجيش، فهدفت الدولة لتامين حدودها، وتوسع الحكام الفراعنة مثل تحتمس الأول وتحتمس الثالث في بلاد النوبة من جهة، ونحو سوريا من جهة أخرى، وساعد ذلك على التوسع في النشاط التجاري مع البلاد المجاورة، وقد شهد عصر الدولة الحديثة ازدهاًراً كبيراً في كافة النواحي، كما شُيدت في ذلك العصر الكثير من المعابد، فتم تشييد معبداً للإله آمون وهو معبد الكرنك، كما شيدت الملكة حتشبسوت أكبر معبد جنائزي وهو معبد الدير البحري، وكانت لها أنجح رحلات تجارية مع بلاد بُنط.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن جزيرة فرسان

لم يدم الاستقرار طويلاً، فبحلول عام 1350 ق.م، أصبح أمنحوتب الرابع ملكاً لمصر، وقد بدأ عهده بموجه من القرارات التي تسببت في دخول البلاد في فوضى سياسية ودينية عارمة، فقد أسمى نفسه إخناتون والذي يعني “عبد أتون”، وأتون هو الإله الجديد الذي دعا لعبادته، وهو إله الشمس، وأسس مدينة جديدة نقل العاصمة إليها وهي مدينة إخناتون، ولم يكتفِ بذلك، بل اضطهد كل من يعبد إلهاً غير أتون، ودمر المعابد القديمة المقامة لغيره، وبعد موته انتهت عبادة إلهه، بل سعى الملوك من بعده على محو أثار عبادته.

وفي عهد الملك رمسيس الثاني شهدت مصر ازدهارا مرة أخرى، فشيد معابد، وأقام مسلات، وقاد أكبر حملة حربية في تاريخ مصر القديم، حيث قاد معركة قادش التي انتصر فيها على الحيثيين، وفي العصور اللاحقة تعرضت مصر لهجمات من عناصر مختلفة، فهاجمها الليبيين، والكوشيين، والآشوريين، والفرس، إلى أن جاء الغزو اليوناني لمصر بقيادة الإسكندر المقدوني سنة 332 ق.م، وقد رحب به المصريين، وتخلصوا من الحكم الفارسي، وأنشأ الإسكندر العاصمة الجديدة الإسكندرية، وبعد وفاته تسلم الحكم بطليموس الأول، والذي أكمل مسيرة الإسكندر ومن بعده خلفاءه، حتى سقوط مصر في أيدي الرومان.

انتهاء العصور الفرعونية

تنتهي العصور الفرعونية بالغزو لمصر سنة 30 ق. م، وخسر الفراعنة سيطرتهم على مصر بمعركة أكتيوم البحرية سنة 31 ق.م، والتي تواجه فيها الملك أنطونيوس وزوجته الملكة كليوباترا السابعة مع القائد الروماني أغسطس قيصر، وكان الرومان أكثر قسوة على المصريين من اليونانيين، وحاول بعض الأباطرة تصوير أنفسهم كفراعنة، ولكن لم يصلوا لمكانة سابقيهم من اليونانيين، وظلت مصر تحت سيطرة اليونانيين حتى الفتح الإسلامي لها سنة 641 م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *