تعريف بالقرآن الكريم

تعريف بالقرآن الكريم

هو كلام الله المنزل على رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أنزله رب العزة تشريعًا ومنهاجًا للأمة الإسلامية، ودستورَ حياة، وخاطب الله عز وجل من خلاله عباده المسلمين ووجههم إلى طريق الاستقامة والفلاح، ونهاهم عن معصيته وعاقبتها وأمرهم باتباع نبيه، الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى.

وظهر القرآن الكريم كمعجزة حية ينطق بلسان العرب ويتحداهم في أقوى وأعز ما يمتلكون؛ وهي اللغة العربية لغة البيان وهم شعراء ، فنزل بلسانهم وأعجزهم أن يأتوا بمثله أو حتى بسورة، فهوالفرقان، والذكر، والهدي، والحكمة، والكتاب، كلام الله الذي ألجمهم وأعجز ساداتهم فمن كان من عقلائهم اتبع كلام الله وعرف أنه الحق، ومن كان من الظالمين اتبع هواه وطغى وتكبر.

أسماء القرآن الكريم

ورد في القرآن الكريم من كلام رب العزة عشرة أسماء للقرآن الكريم، وهي:

  • القرآن: قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُـرْآَنُ أَنْ يُفْتَـرَى مِنْ دُونِ اللَّـهِ وَلَكِـنْ تَصْدِيـقَ الَّـذِي بَيْنَ يَدَيْـهِ وَتَفْصِيـلَ الْكِتَـابِ لَا رَيْـبَ فِيـهِ مِـنْ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ} سورة يونس: آية 37
  • الفرقان: {تَبَـارَكَ الَّـذِي نَـزَّلَ الْفُرْقَـانَ عَلَـى عَبْـدِهِ لِيَكُـونَ لِلْعَالَمِيـنَ نَذِيـرًا} سورة الفرقان: آية 1
  • الذكر: {إِنَّـا نَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ} سورة الحجر:آية 9
  • كلام الله: {وَإِنْ أَحَـدٌ مِـنَ الْمُشْرِكِيـنَ اسْتَجَـارَكَ فَأَجِـرْهُ حَتَّـى يَسْمَـعَ كَـلَامَ اللَّـهِ ثُـمَّ أَبْلِغْـهُ مَأْمَنَـهُ ذَلِـكَ بِأَنَّهُـمْ قَـوْمٌ لَا يَعْلَمُـونَ} سورة التوبة: آية 6
  • الروح: {وَكَذَلِـكَ أَوْحَيْنَـا إِلَيْـكَ رُوحًـا مِنْ أَمْرِنَـا مَا كُنْـتَ تَدْرِي مَـا الْكِتَـابُ وَلَا الْإِيمَـانُ وَلَكِـنْ جَعَلْنَـاهُ نُـورًا نَهْـدِي بِـهِ مَنْ نَشَـاءُ مِنْ عِبَادِنَـا وَإِنَّـكَ لَتَهْـدِي إِلَى صِـرَاطٍ مُسْتَقِيـمٍ} سورة الشورى: آية 52
  • الوحي: {قُـلْ إِنَّمَـا أُنْذِرُكُـمْ بِالْوَحْـيِ وَلَا يَسْمَـعُ الـصُّمُّ الدُّعَـاءَ إِذَا مَـا يُنْـذَرُونَ} سورة الأنبياء: آية 45
  • الكتاب: {تِلْـكَ آَيَـاتُ الْكِتَـابِ الْحَكِيـمِ} سورة يونس: آية 1
  • التنزيل: {وَإِنَّـهُ لَتَنْزِيـلُ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ} سورة الشعراء: آية 192
  • القول: {وَلَقَـدْ وَصَّلْنَـا لَهُـمُ الْقَـوْلَ لَعَلَّهُـمْ يَتَذَكَّـرُونَ} سورة القصص: آية 51
  • الأمر: {ذَلِـكَ أَمْـرُ اللَّهِ أَنْزَلَـهُ إِلَيْكُـمْ وَمَنْ يَتَّـقِ اللَّـهَ يُكَفِّـرْ عَنْـهُ سَيِّئَاتِـهِ وَيُعْظِـمْ لَـهُ أَجْـرًا} سورة الطلاق: آية 5
قد يهمك هذا المقال:   سبب نزول سورة المطففين

جاء وصف كلام الله في القرآن الكريم بأكثر من صفة، جميعها تشير إلى كمال هذا الكتاب وتنزهه عن غيره من والشرائع، وفيما يأتي بعض من هذه الصفات:

  • المبارك: قال الله تعالى: {كِتَـابٌ أَنْزَلْنَـاهُ إِلَيْـكَ مُبَـارَكٌ لِيَدَّبَّـرُوا آَيَاتِـهِ وَلِيَتَذَكَّـرَ أُولُـوالْأَلْبَـابِ} سورة ص: آية 29
  • المجيد: {بَـلْ هُـوَ قُـرْآَنٌ مَجِيـدٌ} سورة البروج: آية 21
  • المبين: {تِـلْكَ آَيَـاتُ الْكِتَـابِ الْمُبِيـنِ} سورة يوسف: آية 1
  • البصائر: {هَـذَا بَصَائِـرُ لِلنَّـاسِ وَهُـدًى وَرَحْمَـةٌ لِقَـوْمٍ يُوقِنُـونَ} سورة الجاثية: آية 20
  • التذكرة: {كَـلَّا إِنَّهَـا تَذْكِـرَةٌ} سورة عبس: آية 11
  • بيان: {هَـذَا بَيَـانٌ لِلنَّـاسِ وَهُـدًى وَمَوْعِظَـةٌ لِلْمُتَّقِيـنَ} سورة آل عمران: آية 138
  • البلاغ: {إِنَّ فِـي هَـذَا لَبَلَاغًـا لِقَـوْمٍ عَابِدِيـنَ} سورة الأنبياء: آية 106
  • هدى: {ذَلِـكَ الْكِتَـابُ لَا رَيْـبَ فِيـهِ هُـدًى لِلْمُتَّقِيـنَ} سورة البقرة: آية 2
  • العزيز: {وَإِنَّـهُ لَكِتَـابٌ عَزِيـزٌ} سورة فصلت: آية 41
  • العلم: {وَلَـنْ تَرْضَـى عَنْـكَ الْيَهُـودُ وَلَا النَّصَـارَى حَتَّـى تَتَّبِـعَ مِلَّتَهُـمْ قُـلْ إِنَّ هُـدَى اللَّهِ هُـوَ الْـهُدَى وَلَـئِنِ اتَّبَعْـتَ أَهْوَاءَهُـمْ بَعْـدَ الَّـذِي جَـاءَكَ مِـنَ الْعِلْـمِ مَـا لَـكَ مِـنَ اللَّـهِ مِـنْ وَلِـيٍّ وَلَا نَصِيـرٍ} سورة البقرة: آية 120

اتفق جمهور العلماء أن القرآن الكريم ينقسم إلى قسمين، وهما:

  • قسم مكي: وهو ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل ، ويتميز هذا القسم بالآتي:

:# أغلب الآيات تتحدث عن التوحيد، والعقيدة، وما يتعلق بالجنة والنار، والإيمان، والبعث.
:# قوة الأسلوب والخطاب، شديد اللهجة؛ لأنه يخاطب الكفار والمشركين المعارضين للإسلام وللرسالة.

  • قسم مدني: وهو ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أي بعد الهجرة، ويتميز هذا القسم بالآتي:

:# أغلب الآيات تتحدث عن العبادات والمعاملات.
:# لين الكلام، سهل المخاطبة؛ لأنه موجه إلي المسلمين المؤمنين الموحدين بالله.
:# كثرة الحديث عن الجهاد وجزائه والتشجيع والحث عليه، والجنة ونعيمها والتحذير من النفاق وعاقبة المنافقين.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي حروف المد

الحكمة من نزول القرآن متواترًا

أشرنا سابقًا أن القرآن نزل على صلى الله على 23 عامًا متواترًا وليس جملةً؛ ولذلك حكمة جلية نفصلها كالآتي:
أراد الله سبحانه وتعالى من خلال نزول الوحي بالقرآن الكريم تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان رجلًا في مواجهة قبيلة، يأتيهم بكل ما هو جديد ومخالف لأعرافهم الباطلة والظالمة للإنسانية، وهو ما أشار الله تعالى إليه في الآية: {وَقَـالَ الَّذِيـنَ كَفَـرُوا لَـوْلَا نُـزِّلَ عَلَيْـهِ الْقُـرْآَنُ جُمْلَـةً وَاحِـدَةً كَذَلِـكَ لِنُثَبِّـتَ بِـهِ فُـؤَادَكَ وَرَتَّلْنَـاهُ تَرْتِيلًـا وَلَا يَأْتُونَـكَ بِمَثَـلٍ إِلَّا جِئْنَـاكَ بِالْحَـقِّ وَأَحْسَـنَ تَفْسِيـرًا} سورة الفرقان: آية 32-33 حيث أراد المشركون التشكيك في ذلك الوحي بأن القرآن لو كان من عند الله لنزل جملة واحدة فجاء الرد من عند رب البرية بأنه تثبيت لفؤاد النبي.

كذلك كان التدرج في تشريع الأحكام وآداب المعاملات من حكمة تنزيل القرآن بهذه الصفة، فلو كانت جميع الأحكام نزلت جملة واحدة لأصابت المسلمين بالتخبط بين الرفض والقبول، فكان أحرى نزوله متواترًا حتى تتهيأَ النفوس، وتنشط الهمم وتستطيع تقبل تلك الأحكام وتنفيذها بدون تكدر أو تخبط؛ بل على العكس كانوا ينتظرونه شوقًا ولهفةً {وَقُرْآَنًـا فَرَقْنَـاهُ لِتَقْـرَأَهُ عَلَـى النَّـاسِ عَلَى مُكْـثٍ وَنَزَّلْنَـاهُ تَنْزِيلًـا} سورة الإسراء: آية 106، حتى صاروا يحفظونه عن ظهر قلب، ويعملون بكل آية فيه، حتى أن كل فرد فيهم كان يشعر بمخاطبة القرآن له خاصة؛ فكان يشعر بأنه كتابه الخاص الذي يستطيع من خلاله أن يسمع حديث الله.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *