تعلم الوضوء الصحيح

شُرع الوضوء لأداء أفضل العبادات وأقربها إلى الله عز وجل، وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صلحت قد أفلح وأنجح وإن فسدت قد خاب وخسر» أبو داوود والترمذي؛ مما يعني أهمية الوضوء في حياة المسلم، فالوضوء أحد العلامات التي اختصت بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًا محجلين، من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل» عليه؛ لذا وجب علينا أن نتعلم الهدْيَ النبوي في الوضوء للتعرف على كيفيته، والسبب في مشروعيته وحكمه، وكذلك التعرف على نواقضه، وشروط صحته؛ حتى نتمكن من إسباغ الوضوء على وجه صحيح، وهذا ما سوف نتناوله بالشرح في السطور القادمة.

تعريف الوضوء وحكمه عند علماء الفقه

الوضوء من الوضاءة والحسن؛ حيث يُضيف على الوجه نورًا وضياءً، وقد عرَّفه علماءُ الفقه:
في اللغة: بأنه من الوضاءة والحسن.
في الشرع: هو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة بِنيّة مخصوصة، والوضوء يأتي على وجهَيْن إما واجب وإما مستحب.
فيأتي الوضوءُ على وجه الوجوب في ثلاثة: (الصلاة – والطواف بالكعبة – ومس المصحف ). ويأتي على وجه الاستحباب فيما عدا ذلك، مثل: النوم على طهارة وهو من هدي النبي، أو عند الذكر، أو عند الرغبة في تجديد الوضوء بدون حاجة لذلك.

سبب مشروعية الوضوء

شُرع الوضوء من أجل الصلاة وهو شرط أساسٌ لصحتها تبطل ببطلانه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} المائدة: 6، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم» الترمذي.
كما أن الوضوء يعمل على رفع درجات المسلم، ويكفر من خطاياه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط» مسلم.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية العمرة

طريقة الوضوء الصحيح

  1. أول ما يبدأ به العبد هو استحضار النية للطهارة، والنية محلها القلب وليس اللسان، فليس من هدْي النبي صلى الله عليه وسلم، أن يقول نَوَيْتُ الوضوء أو نويت كما هو شائع عند بعضنا.
  2. التسمية: وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه« أحمد.
  3. غسل الكفّين ثلاث مرات، تغسل اليمنى ببطن الكف الأيسر، واليسرى ببطن الكف الأيمن.
  4. المضمضة ثلاث مرات، وهي إدخالُ الماء في الفم وتحريكُه ثم لَفْظُه.
  5. الاستنشاق والاستنثار ثلاث مرات، والاستنشاق هو إدخال الماء في الأنف عن طريق النفس، والاستنثار إعادة إخراجه مرة أخرى.
  6. غسل الوجه ثلاث مرات، ويبدأ الوجه من منبت الشعر حتى أسفل الذقن، ومن بين شحمتي الأذنين، وتخليل اللحية للرجال.
  7. غسل المرفقين ثلاث مرات، وهو غسل المرفق مع المسح عليه.
  8. مسح الرأس والأذن مرة واحدة، ويكون مسح الرأس من الأمام إلى الخلف ثم العودة مرة أخرى من الخلف إلى الأمام في الحركة نفسها.
  9. غسل الرجلين إلى الكعبين مع مسح الأعقاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار» الترمذي.
  10. الدعاء بعد الانتهاء من ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» مسلم.
  1. كل ما خرج من السبيلين ينقض الوضوء، مثل: خروج الريح والبول والغائط، والمذي والودي.
  2. النوم: وهو ما يعني الاستغراق فيه، والإغماء والجنون.
  3. مس الفرج ولو بغير شهوة: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» الطبراني
  4. الشك في الحدث: وذلك بأن يكون إلى حدوثه أقرب، فهنا يبطل الوضوء ويستوجب وضوءًا غيره.
  1. يجب أن يكون الماء طاهرًا غيرَ نجس وغيرَ مستعمل لصحة الوضوء.
  2. إزالة كل ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، كالدهان وطلاء الأظافر.
قد يهمك هذا المقال:   شروط الإمامة في الصلاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *