تعليم القراءة للاطفال

القراءة للأطفال

يُحبُّ الأطفال سماع القصص وقراءة ، وينتابهم الفضول لقراءة هذه الحكايات بمفردهم، إلا أن عملية تعليم القراءة للأطفال ليست بسيطة، بل هي مهمة طويلة تحتاج من الوالدَين إلى الصبر والمثابرة حتى يستطيع الطفل قراءة جملته الأولى، وهي تستحق كل ذلك الجهد لما لها من أثرٍ إيجابي على التكوين والفكري للطفل.

أهمية القراءة للأطفال

لا تقتصر فوائد القراءة على الأطفال فقط، بل تظهر آثارها على الكبير والصغير، إلا أن تعلُّم الطفل القراءة مبكرًا يسهم في تنمية مهاراته بسُرعة، كمهارة التركيز مثلًا، فعندما ينصب كل اهتمام الطفل على أحداث القصة لمعرفة ما يجري، سيزيد ذلك من الفترة التي يبقى عقله فيها منتبهًا إلى شيءٍ واحد، ومن ثمَّ تنمو مهارة التركيز لديه وهي من أهم العوامل المؤثرة في .
كما تساعد القراءة الطفل في تطوير فهمه عن الكون الذي يعيش فيه، فيعرف ما السماء وما النجوم وما الأرض، وأسماء الحيوانات والطيور والأماكن، ومن ثمَّ يتبين الفرق بين الأشياء الضارة والنافعة، بالإضافة إلى أنها تُطوِّر من مهاراته اللغوية عن طريق تعلُّمه مزيدٍ من الكلمات والجمل، فيكون فصيح اللسان.
أما تأثيرها على إطلاق العنان لخيال الطفل بالاندماج في القصة وتتابع أحداثها، فهو ما سينعكس إيجابيًّا على قدراته الإبداعية في المستقبل.

قد يهمك هذا المقال:   حكم عن القراءة

كيفية تعليم القراءة للأطفال

تُعلَّم القراءة للأطفال على مرحلتَين: المرحلة الأولى تكون عبارةً عن إعداد الطفل وتجهيزه المعرفو والاهتمام بها، وبعدها يبدأ الطفل في تعلُّم الحروف والأصوات وغيرها ممَّا يؤهله للقراءة بشكلٍ جيد.

أولًا: مرحلة الإعداد

ويكون ذلك عن طريق بعض الاعتبارات الأساسية، وهي:

القدوة الحسنة

عندما يرى الطفل والدَيه يقرآن باستمرار، فمِن الطبيعي أن تصل إليه رسالة بأهمية هذه العادة، وسينتابه الفضول لتقليدهما، لذلك، فإنَّ تخصيص 10 دقائق فقط للقراءة في وجود الطفل ومُشاركته في تفاصيل الكتاب وإشراكه، ستجعل منه قارئًا ممتازًا عند الكبر.

القراءة للطفل

تبدأ مهمة إثارة انتباه الطفل للقراءة منذ شهور الحمل، فتقرأ الأم للطفل وهو في بطنها، وفي أعماره الأولى يجب أن يتعرض الطفل باستمرارٍ للقصص ذات الصور والألوان المميزة وسهلة الفهم، لأنَّ عملية القراءة عملية تدريجية ومستمرة.

الاهتمام بالأسئلة التفاعلية

بعد الانتهاء من قراءة قصةٍ ما للطفل، يُنصَح بأن يبدأ الوالدان في سؤاله عن الشخصيات وصفاتهم، وعن الأحداث، وعن رأيه في القصة، بأسئلةٍ بسيطة تُشرك الطفل في القصة وتختبر مدى فهمه لأحداثها، وهذه المهارة ليست ضروريةً فقط لتعليم القراءة للأطفال، بل تبني مهارة التفكير النقدي عندهم أيضًا.

الذهاب إلى المكتبة

تخصيص يومٍ واحد للذهاب مع الأسرة إلى أقرب مكتبةٍ بالحيِّ سيُساعد في تكوين اهتمام الطفل بالقراءة وتشجيعه على اختيار الكتب التي تثير فضوله، وهي خطوة جيدة لجعل القراءة عادةً مهمة وممتعة عنده تساعده في تكوين معرفة بالعالم المحيط به وتطوير مهاراته اللغوية.

الكتب في متناول اليد

إنشاء مكتبةٍ صغيرة قريبة من الطفل وعلى مرآه وفي مرمى عينَيه دائمًا، وتجهيزها بالكتب التي تناسب سنه وتُثير اهتمامه، سيجعله ذلك يلجأ إليها في وقت فراغه، أو عندما يملُّ من الألعاب. القصص التعليمية والتربوية الملونة هي الأنسب لسنوات ما قبل الدراسة، حتى يتعلم منها الأخلاقيات والمعارف الأولية.

قد يهمك هذا المقال:   حكم عن الحب

ثانيًا: مرحلة تعليم القراءة للأطفال

انتهت مرحلة الإعداد والتجهيز لتعليم القراءة للأطفال، وتأتي بعد ذلك الخطوات الفعلية التي يستطيع بها الطفل التمييز بين الحروف وقراءتها، وذلك عن طريق:

وعي الطفل بما يقرأه

أولى الخطوات في تعليم القراءة للأطفال هي أن يكون لديهم وعي بكيفية إمساك الكتاب بطريقةٍ صحيحة، وترتيب الصفحات، وأن هذه القصص والكتب تتكون من عدة حروفٍ وكلمات وكذلك زرع فيهم منذ الصغر.

معرفة الحروف

بعد تشكيل وعي الطفل بالقراءة، يبدأ في تعلُّم الحروف وأشكالها وأسمائها، وكيفية نطق كل حرف، ويُمكن الاستعانة بالألعاب والأغاني لتعليم الأطفال الحروف.

تعلُّم الصوتيات

تعلُّم الطفل لأصوات الحروف وكيفية نطقها، وتمييز كل حرفٍ عن الآخر، سيجعله يدرك الاختلاف في تكوين الكلمات، والتعرُّف على الحروف فيها، ثم معرفة كيف ينطق الحروف المتجاورة مع بعضها البعض لتكوين كلمةٍ ثم تكوين جملةٍ بعد ذلك.

تصحيح أخطاء القراءة

معرفة الحروف وتمييزها سيُمكِّن الطفل من البدء بقراءة القصص، عندها يجب على الوالدَين الاستماع والاهتمام بقراءة طفلهم وتصحيح نطقه بطريقةٍ محببة وصبورة.

السن المناسبة لتعليم الأطفال القراءة

تُعدُّ سنُّ الثلاث سنوات سنًّا مناسبة لتعليم الطفل الحروف وأشكالها وطرق النطق، ثم تأتي مرحلة قراءة الجمل كاملةً بطريقةٍ متتالية ومتدرجة.

أفضل القصص للأطفال

هناك عدد من القصص العربية والأجنبية التي تُعدُّ بدايةً جيدة لمُشاركة الطفل بأحداثها وقراءتها، وهي:

قصة الأمير الصغير

تدور أحداث قصة الأمير الصغير للكاتب أنطوان دو سانت أوكزبيري حول طفلٍ صغير يرحل عن كوكب الأرض ليقوم بمغامرةٍ شائقة في الكون، وتُعدُّ هذه القصة من أجمل القصص التي ستُعلِّم الطفل الأخلاق والأمل والطموح وأهمية الابتعاد عن المحبطين، والتحليق بخياله في أرجاء الكون.

قصة سلمى وليلى: مبادلة الشطائر

قصة جميلة كتبتها ملكة رانيا العبد لله، تدور حول الصداقة والتسامح، فليلى وسلمى صديقتان تدور حولهما المواقف والخلافات التي تتعلَّمان منها أهمية تقبُّل الآخر.

قد يهمك هذا المقال:   القراءة السريعة

قصة صاحبي الجديد

قصة جميلة من تأليف الفنان وليد طاهر، تساعد في تنمية الإبداع عند الطفل، بأحداثها البريئة، التي تدور حول كريم الطفل الصغير الذي جعل من القمر صديقًا له يتكلم معه كل ليلة عن أفكاره ومشاعره.

مغامرات آليس في بلاد العجائب

تُعدُّ للكاتب لويس كارول من أشهر القصص الكلاسيكية للأطفال، والتي تحكي عن الفتاة الشجاعة آليس التي تخوض مغامرةً غريبة عندما تقع في جحر أرنبٍ ويصغر حجمها، وتتعرف على عالمٍ عجيب تتحدث فيه الحيوانات وتعيش فيه الأقزام والرجال من الورق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *