تقوية شخصية الطفل

تقوية شخصية الطفل

يجب أن يعرف الوالدين الطريقة المثلى لتقوية شخصية ، حتى لا يجدان في يومًا ما أن طفلهم يعاني، من شخصية تابعة، أو ضعيفة أو جبانة، فالعمل على شخصية الطفل منذ الصغر، يشبه النحت على الحجر، لأن مرحلة الطفولة، ضمن أهم مراحل شخصية الإنسان من حيث التكوين، فالطفل من صغره يمكن أن يتم دفعه لأن يكون صاحب شخصية قوية، ولكن في المقابل لا يمكن لهذا الدفع أن يكون عنيف، ولذلك في هذا المقال سيتم شرح أهم الطرق النفسية والعملية للتعامل مع الأطفال من أجل إكسابهم قوية ومستقلة.

ثقافة الوالدين

في البداية يجب على الأب والأم أن يعلمان أن طفلهم هو أهم نعمة من ألله سبحانه وتعالى، ولذلك الاجتهاد في إثمار هذه النعمة هو نوع من أنواع الجهاد الجيد جدًا، ومن أجل بصورة سليمة، لا يفضل أن تتم عملية التربية بصورة غريزية فقط، وربما هذه هي الطريقة السائدة في المجتمع العربي، ولكن الأمر في المجتمع الغربي مختلف قليلاً، وربما يتم النصح بالثقافة النفسية في التعامل مع الطفل، ومعرفة المراحل العمرية المناسبة للأطفال، ومتى تبدأ عملية العقاب، ومتى لا يجب أن يكون هناك عقاب، ومتى يجب أن يكون هناك تشجيع، وكيفية التعليم، ونوعية التعليم، ونبرة الصوت في ، كل هذه التفاصيل البسيطة تفرق جدًا في تكوين شخصية الطفل، فوق ما يتخيل البعض، ويمكن قراءة بعض الكتب في تربية الأطفال، ويفضل أن تكون كتب لها مرجعيات بحثية حقيقية وليست مجرد نظريات، ومن أفضل هذه الكتب كتاب “mind In the making” للكاتبة إلين جلانكسي، وكتاب “NurtureShock”.

قد يهمك هذا المقال:   اضرار الهاتف النقال على الاطفال

أساسيات تقوية شخصية الطفل

هناك طرق مختلفة لتقوية شخصية أي طفل ولكن هناك أساسيات من خلالها سيكون الطفل سوي ومستقر وقابل لأن تكون شخصيته متطورة.

التشجيع

التشجيع من أهم أساسيات البناء في شخصية الإنسان عمومًا، فحتى الكبار يحتاجون إلى التشجيع، والتحفيز، وتختلف نوعية التحفيز عند الكبار، لإدراكهم المحفزات، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للأطفال حيث أن عملية التشجيع غالبًا يفهمونها أو يقبلونها في البدايات من الأب والأم، بل ويجب أن يكون التشجيع من قبل الأب والأم، وهذا بسبب اعتمادية الطفل على الأب والأم، وكونهم النافذة الأساسية والانعكاس الشخصي لهذا الطفل، ومن أهم أساليب التشجيع للطفل:

  • التصفيق عند عمل شيء جيد: ويفضل أن يصفق الأب والأم معًا وهذه الطريقة مناسبة للطفل دون السنتين الذي لازال النطق والفهم لديه أقل من غيره.
  • المكافأة: وهذه الطريقة مناسبة جدًا من عمر ثلاث سنوات إلى ما فوق، المكافأة لغة عالمية في التشجيع، ولذلك لا يفضل لفت نظر الطفل للأشياء السيئة، بقول “لا تفعل هذا”، بل لو فعل شيء خاطئ، يفضل قول “افعل العكس الصحيح وحينها ستكافئ بأيس كريم” أو أي كان ما يحبه.
  • مدح الطفل: المدح يعطي الطفل ثقة كبيرة في نفسه، ويفضل المدح المعتدل، حتى لا يشعر الطفل بالغرور، وذلك لأن الأطفال عاطفيين وغير مكتملي النضوج ليفهموا الفرق بين والغرور.
  • عدم التفرقة بينه وبين الآخرين: الطفل الذي يشعر أنه يُعامل معاملة أقل من أخوته أو من أصدقائه، يشعر بأنه يعاني من مشكلة، وربما الطفل لا يفصح عن هذا ولكن مع الوقت الأمر يصبح سيء جدًا، ويدمر شخصية الطفل.

الكثير من الآباء يعتقدون أن إعطاء الطفل المجال لأن يختار شيء، لهو أمر غير مهم، في حين أن تنمية شخصية الطفل على فكر حرية الاختيار هي من أسس الشخصية القوية، لأن الطفل الذي لا يعرف كيفية اختار أكله، وملابسه في الصغر، لن يعرف كيفية اختيار قرارات أصعب من هذه بكثير في الكبر ولذلك، يفضل إعطاء الطفل المجال لأن يختار بعض الأشياء الخاصة به، ولو كان الأب أو الأم لا يقدران على تلبية اختيار الطفل، يمكن الحديث معه ومحاولة إيصال معلومة أنهم يريدون تلبية طلبه ولكنهم لا يقدرون في الوقت الحالي، أو من الممكن وعده بهذا الشيء فيما بعد لو حقق إنجاز معين، ولو كان ، يمكن إيجاد بدائل له حتى يهدأ، في كل الأحول يفضل الابتعاد عن الإجبار والقمع.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي حقوق الزوج

مساحة خاصة للطفل

للأسف في الكثير من الأسر، يعتبر الآباء أولادهم ملكية خاصة جدًا، ويمكن دخول غرفهم في أي وقت بصورة الاقتحام، وجزء من هذا الأمر حقيقة، لأن الأب والأم لديهم سلطة على الأطفال لأنهم غير ناضجين كفاية ولكن يفضل وجود عملية اتزان في التعامل، بمعنى طرق الباب قبل دخول الغرفة، ربما يعتقد الآباء بأنه أمر عادي، ولكن الحقيقة أن كل طرقة على الباب تجعل الطفل يعلم أن هذه مساحته الخاصة، ولذلك حينما يكبر، لن يندع أحد يقتحم حياته الخاصة بسهولة، وهذا لأن أبويه أنفسهم علموه هذا عن طريق احترام خصوصيته.

مناقشة الطفل

حينما يبدأ الطفل في الكلام الجميع يسمعون ما يقوله ويكونون في غاية السعادة، ولكن الأفضل من ذلك هو نقاش الأب والأم في مواضيع بسيطة، ومن الممكن أن يقوم الأب بإحضار بعض أنواع الفواكه، وأخذ رأي الطفل وأمه في جودة الفواكه وطعمها، الأب يقدم الفاكهة والطفل يقول رأيه، وحينما يقول رأيه، يسأله الأب “لماذا كان هذا رأيك”، وكذلك يفعل الأب مع الأم، هذه اللعبة البسيطة، ستجعل الطفل يشعر أن رأيه مهم، وموازي لرأي والدته الكبيرة في الحجم وفي العمر.

نصائح عامة لتقوية شخصية الطفل

بالإضافة إلى ما تم ذكره، توجد ملحوظات صغيرة مهمة تزيد من تقوية شخصية الطفل، ويجب اتباعها، مثل:

  • الاهتمام بملابس الطفل ونظافته الشخصية.
  • الحرص على وجود الطفل بين العديد من الأطفال الآخرين، ليطبق ما تعلمه من والديه مع الذين في سنه.
  • تجنب العصبية على الطفل عندما يكثر من الأسئلة، والصبر مع الإجابة التي تناسب عمر الطفل.
  • الوفاء بالوعود التي يوعدها الأب لطفله، من هذه العادة سيعتاد الطفل نفسه أن يكون مثل أبيه ويفي بوعده.
  • لا للكذب أمام الطفل، لن هذا يظهر الآباء في موقف ضعف ويعلم الطفل الكذب مما يجعله يتجنب مشاكله الشخصية ويعالجها .
  • قدر الإمكان يفضل تجنب العنف في التعامل، والعقاب.
  • إقناع الطفل بالفكرة دون تهديده.
  • السماح له بالاشتراك في الألعاب والمسابقات المختلفة، وتشجيعه للفوز ودعمه عند الخسارة.
قد يهمك هذا المقال:   اثار الطلاق على الزوجين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *