تكبيرات الحج

عرف علماءُ اللغة التكبيرَ بأنه التعظيمُ والإجلال والتقديس لله عز وجل، وفيه يشهد المسلم بأن الله وحده لا شريك له هو الأكبر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 11 . وتكبيرات الحج من العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى وأمرنا بها في كتابه العزيز حين قال: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 185 ، وقال: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} المدثر: 3 ، وفيما يأتي سوف نتناول التعريف بتكبيرات الحج، والصيغة التي وردت بها، وكيفية أدائها، وأنواع التكبير، والمواضع التي يكبر فيها الحاج.

كيفية أداء تكبيرات الحج

ورد التكبير بلفظ الذكر في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} البقرة: 203 ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق، وكان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما. البخاري .

فضل تكبيرات الحج

أجمع علماء السنة والجماعة على أن التكبير له عظيم الأثر في النفس فهو يشحذ الهمة ويجدد العهد مع رب الأرباب بتعظيمه في النفس وتوقيره في القلب وإقراره باللسان؛ فكان للتكبير عظيم الأثر والفضل على المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل التكبير، قال: «كلِمتان إحداهما من قالها لم يكُن له ناهيةٌ دون العرش، والأخرى تملأُ ما بين السماء والأرض: لا إله إلا الله، والله أكبر»، الفريابي

صيغة التكبير

لم يرد نص ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدد كيفية التكبير أو صيغته؛ لذلك صح التكبير بأي صفة أو طريقة، وقد ورد التكبير عن الصحابة بغير صيغةٍ، أقرها العلماء جميعها، واجتمعوا على صحتها وقد ثبتت عنهم في الأثر، وهي كالآتي:

  1. صيغة ابن عباس رضي الله عنهما: الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر، ولله الحمد. ابن أبي شيبة في مصنفه .
  2. صيغة التكبير لـ ابن مسعود رضي الله عنه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ابن أبي شيبة في مصنفه .
  3. صيغة التكبير لـ سلمان الفارسي رضي الله عنه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا البيهقي .
  4. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القائل كذا وكذا؟»، فقال رجل: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء»، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. مسلم في صحيحه .
قد يهمك هذا المقال:   ابرز المؤلفات الموثوقة في التفسير

أنواع التكبير

عرّف علماء السنة والجماعة أنواع التكبير بأنها نوعان: التكبير المطلق، والتكبير المقيد؛ فأما التكبير المطلق فهو الذي يبدأ مع بداية اليوم الأول من شهر ذي الحجة وينتهي بنهاية أيام التشريق الثلاثة، وأما التكبير المقيد فهو الذي يبدأ بعد يوم عرفة حتى في آخر يوم من أيام التشريق.

متى يكبر الحاج

يُسنّ للحاج التكبير في العديد من المواطن قبل وفي أثناء وبعد أداء مشاعر الحج، وفيما يأتي توضيح لبعض المواطن التي يشرع فيها التكبير للحجيج، وهي: (عند رؤية الكعبة – عند الطواف -التكبير يوم عرفة – يوم النحر – عند استلام الحجر الأسود – قبل الإهلال بالحج – عند صعود أي مرتفع – عند الاستواء على الدابة ونحوها).

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *