حكم صلاة العيد

العيد في الاسلام

جعل الإسلام مواسم الطاعات مقرونةً بالأعياد ليُروِّح المسلم عن نفسه عقب أداء العبادة، فبعد أداء يفرح المسلم ، وهي الفرحة الأولى، كما أنه له فرحةً ثانية عند لقاء ربه، وكذلك الحال بعد أداء إذ يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك، وقد اقترنت أعياد المسلمين كذلك بطاعات فكان افتتاح العيد بصلاة العيد ليعلم المسلمون أنهم وإن كان في يوم عيدٍ وفرحٍ إلا أن ذلك العيد لا يجب أن يخرجهم عن الهدف الأول الذي خلقهم الله لأجله وهو العبادة، فما حكم صلاة العيد وما سبب مشروعيتها.

معنى العيد

  • العيد في اللغة هو اسم، ويجمع على أعياد، ويُعرّف العيد بأنه: ما يعود على الإنسان من هم أو مرض، أو شوق، أو نحوه، والعيد كل يوم يحتفل فيه الإنسان بذكرى حادثة عزيزة، أو دينية، يقال: خطبتا العيدين أي؛ خطبة بعد ، وعيد المولد النبوي: عيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم، والعيدان هما: عيد الفطر وعيد الأضحى. تعريف ومعنى عيد
  • يُعرّف العيد في الاصطلاح بأنه: اسم لما يعود على الإنسان من الاجتماع العام على وجه معتاد، وقد يكون العود إما بعود السنة أو بعود الأسبوع، أو بعود الشهر، وقد يختص العيد بمكان معيّن وقد يكون مطلقاً، ومثال إطلاق العيد على الزمان: كيوم الجمعة ودليله: ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ هذا يومُ عيدٍ ، جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ، فمن جاءَ إلى الجمعةِ فليغتسل، وإن كانَ طيبٌ فليمسَّ منْهُ، وعليْكم بالسِّواك)، ومثال إطلاقه على المكان؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا قبري عيدًا)، ومثال إطلاقه على مجموع اليوم والعمل فيه؛ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدًا، وإن هذا عيدنا). الأعياد المشروع والممنوع
قد يهمك هذا المقال:   عيد الفطر

حكم صلاة العيد

اختلف أصحاب المذاهب الفقهية في حكم صلاة العيدين وفيما يلي بيان لآرائهم في حكم صلاة العيدين:كتاب: الفقه على المذاهب الأربعة المؤلف: عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (المتوفى: 1360هـ) الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، الجزء (1) الصفحة(313)

  • يرى فقهاء الشافعية أن صلاة العيدين سنة مؤكدة لكل مسلم مطالَب بأداء الصلاة، ويُسن للمسلم أن يؤديها جماعة ما لم يكن حاجاً، أما الحجاج فيُسن لهم تأديتها ولكن بشكلٍ فردي.
  • ذهب فقهاء المالكية إلى القول بأن صلاة العيدين سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتسنُّ لكل مسلم تجب عليه صلاةالجمعة، ويشترط في صلاة العيدين بهذه الحالة أن تكون جماعة مع الإمام لا بشكلٍ فردي إلا لمن يستطع أدائها جماعةً، وتكون صلاة العيد مندوبةً في حق من فاته أداءها مع الإمام، وكذلك في حق (الرق) العبيد، وفي حق الحجاج، وأهل منى من لم يكن منهم مًحرماً بحج، فإن كان حاجاً أداها بشكلٍ فردي.
  • ذهب فقهاء الحنفية إلى أن صلاة العيدين واجبة على من تجب عليه صلاة الجمعة بشروطها؛ سواء أكانت هذه الشروط شروط شروط صحة أو كانت من شروط الوجوب، إلاّ أنهم استثنوا من شروط الصحة الخطبة فإنها تكون قبل صلاة الجمعة، أما في صلاة العيد فتكون بعدها.
  • يرى فقهاء الحنابلة أن صلاة العيدين فرض كفاية على كل مسلم تلزمه صلاة الجمعة، ولا تقام إلاّ بالهيئة والكيفية التي تقام بها باستثناء الخطبة فالخطبة سنة في صلاة العيد، أما في صلاة الجمعة فواجبة.

حكم صلاة العيد بعد فوات وقتها

للفقهاء في حكم فوات صلاة العيد ثلاث حالات، وفيما يلي بيان لها:كتاب: الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الطبعة الأولى، مطابع دار الصفوة – مصر، الجزء(27)، الصفحة(244-245)

  1. الحالة الأولى: أن يؤدي المصلي صلاة العيد جماعة في وقتها المحدد في أول أيام العيد، ولكن أداء الصلاة في هذا الوقت قد فات عن بعض الأفراد، فحكم صلاة العيد في هذه الحالة عند فقهاء الحنفية وفقهاء المالكية؛أنها فاتت ولا تقضى مهما كان العذر؛ وذلك لأنها صلاة خاصة لم تشرع إلاّ في وقت معين وبقيود خاصة، أما فقهاء الشافعية فقالوا: بمشروعية قضاء صلاة العيد في هذه الحالة وفي أي وقت شاء وكيفما كان منفرداً أو في جماعة، أما فقهاء الحنابلة فذهبوا إلى أنه لا تقضى صلاة العيد، وإن أحب العبد قضاءها فهو مخير إن شاء صلّاها أربع ركعات إما بسلام واحد أو بسلامين.
  2. الحالة الثانية: أن لا تكون صلاة العيد قد أديت جماعة في وقتها من اليوم الأول، لوجود عذر يمنع من ذلك؛ كأن لم يستطع المسلمين رؤية الهلال لوجود الغيم ونحوه، ثم شهد شهود عند الإمام برؤيته بعد الزوال من اليوم التالي، أو لعدم وجود عذر، ففي هذه الحالة يجوز تأخيرها إلى اليوم الثاني، ويستوي في ذلك عيدي الفطر والأضحى، وإلى هذا القول ذهب فقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة، أما فقهاء المالكية فقالوا بعد قضاء صلاة العيد في مثل هذه الصورة.
  3. الحالة الثالثة: أن تؤخر صلاة العيد عن وقتها بدون عذر، وهذه الصورة منبثقة عن الصورة التي قبلها، في أنها تم تأخيرها لغير عذر، ففي هذه الحالة يُنظر إن كان العيد عيد فطر، تسقط الصلاة ولا تقضى، وإن كان عيد أضحى جاز تأخيرها إلى اليوم الثالث من أيام النحر.
قد يهمك هذا المقال:   شرح اسماء الله الحسنى

موضع أداء صلاة العيد

ذهب الفقهاء في المكان الذي تؤدى فيه صلاة العيد إلى رأيين، وفيما يلي بيان لهما:كتاب: الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الشَّامل للأدلّة الشَّرعيَّة والآراء المذهبيَّة وأهمّ النَّظريَّات الفقهيَّة وتحقيق الأحاديث النَّبويَّة وتخريجها) المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، أستاذ ورئيس قسم الفقه الإسلاميّ وأصوله بجامعة دمشق – كلّيَّة الشَّريعة الناشر: دار الفكر – سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة، الجزء(2)، الصفحة(1394)

  1. ذهب جمهور الفقهاء باستثناء الشافعية إلى أنّ صلاة العيد موضعها في غير هو المصلى؛ أي الصحراء خارج البلد، على أن يكون قريباً من البلد عُرفاً(هذا عند الحنابلة)، لا أن تُؤدى في المسجد إلاّ لضرورة أو عذر، وتُكره تأديتها في المسجد في يوم العيد، أما في مكة المكرمة فالأفضل تأديتها في المسجد الحرام لشرف المكان ومشاهدة الكعبة المشرفة.
  2. ذهب فقهاء الشافعية إلى أنّ أداء صلاة العيد في المسجد أفضل؛ وذلك لنظافته وأنّه أشرف من غيره، إلاّ إذا كان مسجد البلدة ضيقاً، فالسُّنة أن تُصلّى في المصلى.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *