دعاء الريح

ندرك جيدًا أن ديننا لم يترك لنا كبيرة ولا صغيرة من أمورنا تمر إلا ونجد لها أصلًا في سنة نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فقد كان صلى الله عليه وسلم هاديًا للبشرية ينطق بالوحي فلا يفعل أو يقول إلا ما أرسل إليه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} النجم: 3-4 . لذلك أمرنا الله تعالى باتباعه في كل ما يأمر وكل ما يفعل: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} 54 ، ويقصد بـ الريح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هبوب الريح من دعاء، وهو ما سوف نقوم بتوضيحه من خلال السطور القادمة مع بيان حكم سب الريح ولعنها؟

دعاء الريح

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ من شر الريح عند هبوبها ويسأل الله تعالى من فضلها، عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من رَوْح الله تعالى، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسُبُّوها، واسألوا اللهَ خيرَها، واستعيذوا بالله من شرها» أبو داود في سننه وابن ماجة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصَفت الريح قال: «اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به».
وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اشتدت الريح قال: «اللهم لقحًا لا عقيمًا» الشيخ الألباني . ويقصد به ما ورد في عن أنواع الرياح فمنها رياح لواقح تأتي بالخير، ومنها رياح عقيمة لا تأتي إلا بالشر قال الله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} 22 . وقال: {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} 41 .

قد يهمك هذا المقال:   حكم تارك الصلاة عمدا

ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هبوب الريح

كان الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه إذا رأى الريح اشتدت أو رأى الغيم؛ خاف واغتم ولم ير لذلك أي فرحة كما هو معتاد؛ وذلك لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا، عُرِف ذلك في وجهه، فقالت: يا ، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية، قالت: فقال: «يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذابٌ، قد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا: هذا عارضٌ ممطرُنا». الإمام مسلم في صحيحه . ويقصد بذلك قوم ثمود عندما أهلكهم الله بالريح غضبًا عليهم، وجاء ذكرهم في القرآن الكريم بأنهم فرحوا لما رأوا السحاب فرحًا شديدًا ظنًا منهم أنه ممطرهم، قال الله عز وجل فيهم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} الأحقاف: 24 .

حكم لعن الريح

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لعن الريح وسبها؛ لأنها جند من جنود الله يأمرها بما تفعل، وسبها يعني اعتراض على أمر الله وقضائه، وقد ورد في حديث ابن عباس هذا المعنى؛ عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رجلًا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «لا تلعنوا الريح؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجَعت اللعنة عليه» الترمذي، وصححه الشيخ الألباني .
وقد ورد في حديث أُبَيِّ بن كعب أن النبي أمر المسلمين عند رؤية ما يكرهون من الريح بالاستعاذةَ من شرها وشر ما أمرت به؛ عن أُبَي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمِرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أُمِرت به». الترمذي .

قد يهمك هذا المقال:   حنظلة بن أبي عامر

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *