سبب نزول سورة نوح

سورة نوح

تعتبر سورة نوح إحدى السور المكّية التي نزلت على نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية، وعددها 28 آية فقط، وهي من السور القصيرة نسبيًا، أما عن ترتيبها في المصحف فتقع في الرقم 71 بعد سورة المعارج وقبل سورة الجن، أما عن ترتيب نزولها عن طريق الوحي جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد نزلت بعد سورة النحل وقبل سورة الطور، أما عن عدد كلماتها فتبلغ 224 كلمة وهناك من يقول أنها 227 كلمة وذلك تبعًا لتفاسير بعض الكلمات فيها، أما عدد حروفها فتبلغ 950 حرفًا وهي عدد السنوات التي دعا بها النبي نوح- عليه السلام- قومه للإسلام. وفي هذا المقال سيتم ذكر نص السورة والحديث عن سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم، بالإضافة إلى سبب نزول هذه السورة، وفضل قراءة سورة نوح .

سبب تسمية سورة نوح بهذا الاسم

سميت سورة نوح بهذا الاسم لأنها تتحدث بالكامل من البداية إلى النهاية عن قصة سيدنا نوح -عليه السلام- ورحلة دعوته لقومه إلى الإسلام، فقد ذكر اسم نوح في بداية السورة وفي نهايتها، حيث ذكر الله تعالى في الآيات قصة سيدنا نوح -عليه السلام- حين دعا قومه للإسلام في بداية دعوته، وقوبل بالرفض من قومه وعدم التصديق فأنزل الله تعالى عليهم عذابه وعقابه الشديد بأن أهلكهم بالطوفان، لذا فإن تسميتها بسورة نوح يعود إلى أنها من السور التي اختصت بذكر قصة نبي واحد فقط من الأنبياء دون ذكر لقصص الأنبياء الآخرين، ومن ذلك العديد من السور التي سميت بأسماء الأنبياء وأمهات الأنبياء مثل: سورة إبراهيم وسورة مريم وسورة محمد، والجدير بالذكر أن دعوة سيدنا نوح لقومه استمرت لمدة 950 عامًا وقد عانى من قومه المكذبين الذي عاندوه ورفضوا دعوته وبقوا مستكبرين عن الحق والهدى لمئات السنين حتى أضناه التعب والمشقة طوال هذه السنين فأنزل الله عذابه عليهم بأن أرسل لهم طوفانًا مدمرًا أهلكهم جميعًا بينما حفظ النبي نوح -عليه السلام- من الشر والأذى.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي سورة التوديع

سبب نزول سورة نوح

نزلت هذه السورة الكريمة ليتم فيها سرد أحداث قصة دعوة سيدنا نوح -عليه السلام- لقومه منذ بداية الدعوة وذكر حال النبي وشقائه مع عنادهم على الكفر وتمسكهم بالضلال ورفضهم للهداية والحق، وتحذيرهم من العذاب الشديد إن استمروا في كفرهم وعصيانهم، كما ذكرت هذه السورة مشقة سيدنا نوح -عليه السلام- وعناؤه الكبير في دعوة قومه الكافرين، وصبره الطويل على أذاهم ورفضهم دخول الإسلام والإيمان بالله، فقد سمي شيخ الأنبياء لأنه من أكثر الأنبياء تعرضًا للأذى والتعب والمشقة من قومه، حيث دعاهم مدة طويلة تقارب الألف عام إلا خمسين سنة ولكنهم أصروا على العصيان والكفر والضلالة وكانوا يرفضون الإستماع إلى رسالته ويضعون أصابهم في آذانهم حتى يمتنعوا عنه، وكلما كان يدعوهم إلى الإسلام كانوا يزدادوا نفورًا وفرارًا عنه، وعندما يئس سيدنا نوح -عليه السلام- من قومه وتأكد من ثباته على الكفر والشر دعا ربه أن ينتقم منهم شر انتقام على عصيانهم ورفضهم طريق الإسلام والهداية فاستجاب الله تعالى له وعاقبهم بان أرسل عليهم الطوفان الذي أهلكهم جميعًا جزاء كفرهم وعنادهم الطويل، فأمر الله تعالى نوحًا أن يبني سفينة وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين ذكرًا وأنثى، وقد بقي قومه يسخرون منه حتى أهلكهم الله بالطوفان بعد أن أمر السماء أن تمطر وأمر الأرض أن تخرج الماء حتى يحصل الطوفان ويغرق جميع قوم نوح الكفّار وينجو سيدنا نوح -عليه السلام- ومن آمن معه من الغرق.

فضل قراءة سورة نوح

لم ترد أحاديث صحيحة ومؤكدة حول فضل قراءة سورة نوح للمسلم، إلا أن هناك مجموعة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في فضل هذه السورة منها ما يلي:

  • وقال -عليه السلام-: “من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح -عليه‌ السلام-“.
  • قال الصادق -عليه السلام-: “من أدمن قراءتها ليلا أو نهارا لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة، وإذا قرئت في وقت طلب حاجة قضيت بإذن اللّه تعالى”.
  • قال أبي عبد اللّه عليه السّلام: “من كان يؤمن باللّه ويقرأ كتابه، لا يدع قراءة: “إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ” فأيّ عبد قرأها صابرًا في فريضة أو نافلة أسكنه اللّه تعالى في مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته كرامة من اللّه، وزوّجه مائتي حوراء، وأربعة آلاف ثيّب إن شاء اللّه تعالى” سبب نزول سورة نوح وسبب تسميتها.
  • حديث علي: “يا علي منْ قرأها كان في الجنّة رفيق نوح وله ثواب نوح وله بكلّ آية قرأها مثل ثواب سام ابن نوح” سورة نوح.
قد يهمك هذا المقال:   فضائل سورة البقرة

ولكن جميع هذه الأحاديث الواردة في فضل هذه السورة الكريمة غير صحيحة بل هي ضعيفة أو موضوعة تبعًا لعلماء الحديث والسنة، لكن هذا لا يعني أن قرائتها ليس لها أجرٌ أو فائدة بل قرائتها فيها فضلٌ عظيم كسائر سور القرآن الكريم الأخرى.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *