صلاة الشفع والوتر

فضل صلاة السنن والنوافل

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أول ما يحاسب العبد عليه هو الصلاة، فإذا أدّاها العبد كاملةً تامةً، فقد أفلح ونجح، وإن قصّر فيها وأداها ناقصةً غير تامةٍ، فمن كرم الله عزّ وجل على عباده أن يجبر هذا النقص من السنن و، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)الترمذي، سنن الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة (2/269) ابن ماجه، سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلوات والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة (2/246).

ويتضح من خلال الحديث أهمية السنن والنوافل بالنسبة للعبد، فهي تجبر النقص في العبادة، فمن سها عن فريضة أو نسيها، أو انتقص منها، كانت السنن جابرةً لهذا النقص، والمقصود من الإكمال في الحديث: ما وقع من نقصٍ في الصلاة، سواء كان ذلك في سننها، أو هيئتها المشروعة، وأنه يأخذ ثواب الفرض كاملا حتى ولو لم يفعله، وكذلك ما وقع من نقص في فروضها وشروطها، فليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها، فينبغي أن يكون أول ما يحافظ عليه العبد بعد الفرائض السنن والنوافل، لما لها من الفائدة والنفع العظيم في الدنيا والآخرة.محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، المحقق: د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم، الناشر: مكتبة دار السلام، الرياض، الطبعة: الأولى، 1432 هـ، 2011م (4/348).

قد يهمك هذا المقال:   ما هي واجبات الصلاة

الحكمة من تشريع السنن والنوافل

كثير من المسلمين قد يغيب عنه حكمة الله تعالى ومراده من تشريع السنن والنوافل للصلاة،
لذا يغفل الكثير عن هذه السنن والنوافل، وبالنظر في الفرائض الخمس يدرك المرء أن الله تعالى قد شرع بعض السنن قبل الصلاة، وبعضها بعد ، فقبل الصلاة حتى يستعد المصلي للعبادة قبل الدخول في الفريضة، ويتهيأ لها، ومثال ذلك السنن قبل الصبح والظهر، وأما ما بعد الصلاة، فذلك لما يجده المسلم من لذة المناجاة لله تعالى في الصلاة، فيرغب أن يتزود من هذه اللذة، وكذلك جبراً لما وقع فيها من نقصٍ كما ذكر، وذلك كما في صلاة المغرب والعشاء.

ومن الحكمة أيضا: الحرص على تحقيق محبة الله تعالى للعبد، ويتحقق ذلك من خلال هذه السنن والنوافل، فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها).البخاري، صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع (8/105). فمن تقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد تأديته الفرائض، فإنه ينال محبة الله تعالى، أو تزداد محبة الله تعالى له، فيظهر من ذلك أنه لا طريق يحقق محبة الله، وولايته، سوى طاعته التي شرعها على لسان رسوله، ومنها النوافل، وكلما كان حرص العبد على النوافل أكبر، كان ذلك أكمل
في تحقيق هذه المحبة. ولو لم يكن هناك حكم لهذه السنن والنوافل إلا الاقتداء والاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- لكفى.علي بن سلطان محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، الناشر: دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1422هـ،2002م (4/1545).

قد يهمك هذا المقال:   شروط صلاة الاستخارة

فضل صلاة الشفع والوتر

من أفضل السنن التي سنّها النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقد جاء في الخبر أن الله تعالى أكرم أمّة النّبي -صلى الله عليه وسلم- بصلاةٍ هي خيرٌ من أثمن أموال العرب، ولما سأل الصحابة عن هذه الصلاة، أخبر -صلى الله عليه وسلم- أنّها ، وهذا تمثيل من النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقرب لهم الصورة، ويبين الفضل الكبير لهذه الصلاة. كما أوصى بها النّبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: …وأن أوتر قبل أن أرقد).متفق عليه: البخاري، صحيح البخاري، كتاب التهجد، باب صلاة الضحى في الحضر(2/58)، مسلم، صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، (1/498). ووصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصلاة دليلٌ على مكانتها، ومنزلتها عند الله تعالى، والثواب العظيم بالمحافظة عليها.