صلاة قيام الليل

تعريف صلاة قيام الليل

  • القيام لغةً: صيغة مبالغة من قام، ويقال: قام الشخص أي نهض ووقف، وقام الليل أي صلى. قاموس المعاني: معنى قيام
  • القيام اصطلاحا:

كيفية قيام الليل

يُشترط لقيام الليل ما يُشترط لأداء أيِّ صلاةٍ من حسن وتطهير البدن والثوب والتوجه للقبلة الشريفة واستحضار النية ليتمَّ أداء الصلاة على الوجه الأكمل حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عن هذا العمل. ويُفضَّل البدء بركعتين خفيفتين وتكون صلاة الليل ركعتين ركعتين؛ كل ركعتين منهما بتسليمة حيث ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صلاةِ اللَّيل، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى) رواه ابن عمر في صحيح مسلم، حديث رقم: (749). وعن زيدِ بنِ خالدٍ الجُهنيِّ أنَّهُ قالَ: (لأرْمُقَنَّ صلاةَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اللَّيلةَ قالَ فتوسَّدتُ عتبتَه أو فُسْطَاطَهُ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رَكعتَينِ خَفيفتينِ ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ طويلتينِ طويلتينِ طويلتينِ ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ وَهما دونَ اللَّتينِ قبلَهما ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ دونَ اللَّتينِ قبلَهما ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ دونَ اللَّتينِ قبلَهما ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ دونَ اللَّتينِ قبلَهما ثمَّ أوْترَ فذلِك ثلاثَ عشرةَ رَكعةً).المصدر صحيح ابي داود ، المحدث الألباني ، الحديث صحيح ، صفحة أو رقم 1366

أما مِن حيث كيفية أدائِها؛ فتؤدى كما تُؤدى سائر الصلوات فبعد تكبيرة الاحرام يقرأ المُصلِّي دعاء الاستفتاح، ويُتبعه بقراءة سورة الفاتحة، ثم يليها قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم الركوع والسجود، وبذلك تنتهي الركعة الأولى ثم الركعة الثانية، وبعد ذلك التشهُّد والتسليم، ثم يصلي ما شاء من عدد ركعات القيام ركعتين ركعتين، ثم تُختم الصلاة بركعةٍ من صلاة الوتر وذلك يكون قبل بزوغ الفجر الصادق أي الأذان الثاني، كما يمكن القيام بالذكر والتسبيح والتحميد أو أو الدعاء ويمكن القبام بهذه الأعمال مجتمعة، وقد روي عن الرسول صلَّى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخر سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).رواه مسلم في الصحيح حديث رقم (990)>

قد يهمك هذا المقال:   الخيل معقود بنواصيها الخير

قيام الليل في ضوء الكتاب والسنة: سعيد القحطاني: 18-32

أفضل أوقات قيام الليل وحكمته

أفضل أوقاته

وقت قيام يمتدُ مِن بعد صلاة العشاء حتى بزوغ الفجر الصادق، أما أفضل الأوقات فهي في الثلث الأخير من الليل، ودليل ذلك ما ورد في الحديث الصحيح؛ حيث يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلم: (أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويُفطر يوماً)رواه مسلم في الصحيح حديث رقم(1159) كما أن الله ينزل نزولا يليق بجلاله في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، كما يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلم: (ينزلُ ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له؟ )من حديث أبي هريرة رضي الله عنهرواه مسلم في الصحيح حديث رقم (758).

الحكمة من قيام الليل

صلاة قيام الليل صلاةُ تطوع، وتحصلُ فيها المناجاة بين العبد وربه والقرب من الله عز وجل فهي دالَّةٌ على صدق المسلم، ففي الليل يكون العبد مع ربه والناس كلهم نيام فلا يوجد فيها مُراءاة ولا نفاق، أما عن فوائده الصحية فصلاة قيام الليل تُقوي من جهاز المناعة حيث تجلب الهدوء والسكينة وتُفرز مواد تُسكِّن الآلام وتُسرعُ قي شفاء بعض الأمراض وذلك بسهر جزء من الليل.

آداب قيام الليل

من آداب قيام اللبل النية عند النوم ونية التَّقوِّي على الطاعة، لينال الأجر والثواب من الله عز وجل، وعند الاستيقاظ من النوم يمسح النوم عن وجهه ويذكر الله بالتهليل والتحميد وغيره من الأذكار ويتوضأ ويُحسن الوضوء ويبتدئ الصلاة بركعتين خفيفتين، ومن الأفضل أن يكون القيام في البيت، وإذا كان بالإمكان أن تكون الصلاة جماعةً حيث أنه من المستحب إيقاظ الأهل ليعمَّ الأجر والثواب، ويمكن أن تكون الصلاة جهرية أو سرية، ولمن قام الليل فإنه من الأفضل له أن يستمر في هذه الطاعة وأن يداوم عليها فلا يقطعها أبداً، ويُفضَّل أن يقرأ في هذه الصلاة جزءا من القرآن أو أقل من ذلك، وأن يُطيل في الصلاة ويطيل في الركوع والسجود ويزيد من في السجود، ثم يوتر ويجتهد في دعاء القنوت، وإذا شعر بالنعاس فمن الأفضل أن ينام ثم يستيقظ مرة أخرى ويكمل صلاته ما دام لم يوتر. قيام الليل في ضوء الكتاب والسنة: سعيد القحطاني: 18-43

قد يهمك هذا المقال:   أجر صلاة العصر

الأسباب المعينة على قيام الليل

من الأسباب المعينة على قيام الليل أن يعلم المسلم معرفة فضل قيام الليل وما له من أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى، كما يعتبر القيام طريقة للتغلب على الشيطان ومكائده فعند القيام في الليل والتوضئ ومقاومة برد الليل والتوجه لله سبحانه ما يردع الشيطان ويبعده عن الإنسان، وفيه أيضا موعظة وتذكر الموت وقصر الأمل في الدنيا، وفيه أيضا استغلالٌ للصحة قبل الهرم وأن يستثمر وقته في ما هو مفيد، وفيه تجارةٌ رابحةٌ مع الله عز وجل حيث يناله الأجر الوفير على قيامه، وأن ينام على طهارة ويقرأ الأذكار المأثورة قبل النوم وأن ينام مبكرا فيستيقظ مبكرا وفي ذلك إعانة على القيام لصلاة الفجر أيضا، وفي خلال النهار ألا يكثر من الأكل وألا يقوم بأعمال تُجهده كثيرا ولا نفع فيها.
قيام الليل في ضوء الكتاب والسنة: سعيد القحطاني: 44-51

حكم قيام الليل وفضله

قيام الليل سنةٌ مؤكدةٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم قيام الليل سنة مؤكدة: الموقع الرسمي لابن باز، فقد ثبت فعل النبي له ومواضبته عليه. لكن بالنسبة للرسول فهو عليه فرضٌ كما في قول الله سبحانه: ( يا أيّها المُزّمل * قم اللّيل إلا قليلا).سورة المزمل ،أية 1-2 ويعتبر قيام الليل من أعظم أسباب دخول الجنة وهو أفضل الصلوات بعد الفريضة، كما أن فيه رفعٌ للدرجات عند الله سبحانه وتعالى، وشرف المؤمن قيام الليل وفيه تكفيرٌ للذنوب قيام الليل في ضوء الكتاب والسنة: سعيد القحطاني: 7-13 ،وقد مدح الله سبحانه وتعالى من يقوم الليل، فقال: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا). سورة الفرقان أية 64

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *