صيدا لبنان

مدينة صيدا في لبنان

تُعد مدينة صيدا لبنان من المدن التاريخية العريقة، على مدخلها تقع القلعة البحرية الشامخة التي كانت تحمي المدينة من هجمات الأعداء منذ القدم، وتؤدي بوابتها ذات المعمار المميز إلى السوق العتيق، وهو أشهر ما يميز مدينة صيدون أو صيدا اللبنانية، تلك المدينة التي تعتبر ثالث أكبر المدن في ، وهي عاصمة محافظة لبنان الجنوبي، وسُميت المدينة بذلك الإسم، لانتشار الصيد فيها لإطلالتها على ساحل .

تاريخ مدينة صيدا

يعود تاريخ مدينة صيدا إلى 4 ألاف سنة قبل الميلاد، فمر عليها الآشوريون والبابليون والمصريون والإغريق والرومان و، حيث كانت صيدون الفينيقية- كما كان يُطلق عليها- من أهم المدن التجارية قديمًا، وساهمت على مر الحضارات المختلفة في نقل الحرف والتجارة عبر البحر إلى العالم بواسطة أسطولها التجاري القوي، ولذلك تعتبر الأسواق القديمة في صيدا هي أشهر ما يميز تلك المدينة اللبنانية التي عُرفت بسيدة البحار، ولقد اشتهر كل سوق من أسواقها باسم الحرفة التي تُباع فيه، فهناك سوق النجاريين، والحياكين، واللحامين، وغيرهم، إلا أن هذه الأسواق لم يتبق منها إلا سوق الذهب، وسوق البارزكان، وسوق النجارين.

السياحة في صيدا لبنان

لأن صيدا كانت ولا زالت مدينة تجارية من الطراز الأول، فإن الأسواق تُعد من الوجهات والمزارات السياحية المهمة فيها، بالإضافة إلى المعالم الأثرية والسياحية الأخرى، ومن أهم المعالم السياحية التي تجذب الزوار في صيدا :

  • القلعة البحرية : تقبع على مشارف المدينة لتحميها من هجمات الأعداء في العهد القديم، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، حيث أنشاءها الصليبيون من حجارة منحوتة، وأعمدة أبنية قديمة من العصر الروماني.
  • قلعة لويس التاسع : بناها لويس التاسع قائد الحملة الصليبية السابعة وملك الفرنجة على أنقاض قلعة قديمة يرجع تاريخها إلى العصر الفاطمي، وتقع هذه القلعة على قمة التل القديم المشرف على مدينة صيدا، وتُعد واحدة من أهم معالم السياحة في صيدا.
  • الأسواق القديمة في صيدا : تتميز الأسواق القديمة في صيدا بجمال معمارها وتاريخها العريق، فيزورها السائح قاصدًا التسوق والتعرف على الهندسة المعمارية القديمة والفخمة، ومن هذه الأسواق:
  • سوق البازركان : يُعتبر سوق البازركان السوق الرئيسي في مدينة صيدا لبنان، وهو مشتق من كلمتي بازار الفارسية ومعناها السوق، وكان وتعني التاجر، فالبازركان يعني سوق التجار، ويمتد هذا السوق من مدخل بوابة القلعة البحرية في الغرب، حتى القلعة البرية في الجنوب، ويتميز بجمال الأزقة والدكاكين ذات الشكل التراثي البديع، أما التجارة المنتشرة في البارزكان فهي موروثة أبًا عن جد، وتتنوع ما بين تجارة الملابس ومستلزماتها وتجارة التحف والإكسسوارات وأربطة الشعر وأدوات الخياطة، وتتراص المحلات المتخصصة لكل تجارة بجانب بعضها البعض.
قد يهمك هذا المقال:   حضارة قديمة في العراق

:ويمتد بداخل البازركان سوق آخر يُعرف بسوق الذراع، نظرًا لبيع الأقمشة بداخله بالذراع، بالإضافة إلى السوق الجديد وسوق الجوهر، ويجد السياح متعة هائلة في زيارة هذه الأسواق القديمة للقيام بالتسوق أو للاستمتاع بمشاهدة التراث المعماري الفريد.

  • خان الإفرنج : يقع خان الإفرنج في نهاية سوق البازركان قريبًا من السوق العتيق، ويتميز هذا السوق بالمعمار على الطراز التوسكاني، وينقسم خان الإفرنج إلى ثلاثة أقسام، الأول الخان الكبير، وفيه يقوم التجار بعرض بضائعهم المختلفة، بالإضافة إلى وجود عدد من الإصطبلات والحمامات، ويضم القسم الثاني البيت القنصلي، وهو منزل تراثي كان مخصص قديمًا لممثل الملك ، ويتألف هذا البيت من عدد من الغرف المتنوعة، أما القسم الثالث فهو الخان الصغير، ويتصل بالبيت القنصلي مباشرة، وفي هذا الخان تُقام المعارض الحرفية والمهرجانات الفنية والثقافية والاحتفالات المختلفة.
  • سوق النجارين : يُعد سوق النجارين في صيدا أحد أقدم المناطق فيها، وهو معروف بحرفة النجارة والصناعات الخشبية المميزة المختلفة كعلب الحلوى وأسوار البساتين التي كانت مهمتها قديمًا حماية المدينة من اللصوص، علاوة على صناعة الكراسي والطاولات والصناديق وغيرها من المستلزمات المصنوعة من الخشب، حيث كان الخشب يُورّد إلى سوق النجارين عبر ميناء المدينة أو بوابة البحر أو بوابة الشاكرية، ولا يُعد هذا السوق خاص بحرف النجارة فقط، وإنما هو ملتقى أصحاب الأديان السماوية الثلاثة فبداخله يقبع الكنيس اليهودي، وفي وسطه مسجد بني نقيب، وعلى مدخله تقع كنيسة الروم الأرثوذكس، لذلك يعتبر من الوجهات السياحية المميزة في صيدا.
  • سوق الذهب : يضم هذا السوق العديد من محلات الذهب التي تقدم للزبائن تشكيلات متنوعة من المصوغات الذهبية والذهب البرازيلي، ومثله كمثل باقي الأسواق المنتشرة في يتجمل بالتراث المعماري الإسلامي إلى جانب نشاطه التجاري.
  • متحف الصابون : يقع متحف الصابون في مدينة صيدا في حارة عودة، بالقرب من القلعة البرية، ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وكان في بادئ الأمر عبارة عن منزل تاريخي جميل حتى تحول إلى متحف يضم كل ما يتعلق ب قديمًا، وهي الصناعة التي اشتهرت بها مدينة صيدون العتيقة، فيوجد بداخل المتحف عدد من الأجران الحجرية، والمصابن، وعينات من الزيت والعطور والغار التي كانت المواد الأساسية لهذه الصناعة.
  • قصر دبانة: يعود تاريخ قصر دبانة إلى العهد في مدينة صيدا اللبنانية، بناه عام 1721، ثم اشترته عائلة دبانة عام 1800 ميلاديًا، ويُعد آخر القصور التاريخية الشاهدة على العمارة في لبنان، حيث يتميز ببنائه العربي العثماني الفريد.
  • معبد أشمون بصيدا : يقع معبد أشمون في شمال شرق مدينة صيدا لبنان في منطقة بستان الشيخ، ويرجع تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد، في عهد أسرة الملك أشمون عزر، وكان المعبد قديمًا مشفى للأطفال، حيث كانت تجري بداخله بحيرة عُرفت بالبحيرة المقدسة، وكان يُعتقد بأن مياهها شافية من الأمراض، ولا تزال بعض آثار هذه البحيرة موجودة حتى الآن ويتوسطها تمثال الإلهة الفينيقية عشتروت.
قد يهمك هذا المقال:   ما هي الماسونية

المراجع

  1. روسيا اليوم: قصر دبانة في صيدا.. يعكس تاريخ لبنان في العهد العثماني
  2. بطوطة: أماكن سياحية في صيدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *