طريقة الغسل من الدورة

الغسل من الدورة الشهرية

الغسل أو الطهارة من الدورة الشهرية هي نقيض النجاسة وتعني باللغة النظافة وغسل عضو معين بالماء والصابون للتطهر من صفةٍ معينة، أما في الإصطلاح الشرعي فيقصد بالغسل: هو زوال الحدث وارتفاع الخبث عن البدن، والحدث يعني المانع المعنوي الذي يعيق المسلم عن أداء الصلاة وقراءة المصحف وما شابهها من العبادات التي تستوجب الطهارة، أما الخبث فهو النجاسة المحسوسة والذي تظهر بشكلٍ واضح على الثياب أو البدن أو المكان كآثار الحيض أو الجنابة ونحوها، والحدث مقسومٌ لنوعين في الدين الإسلام: أولًا الحدث الأصغر وهو الذي يستوجب الوضوء فقط دون الإغتسال الكامل كالبول أو الريح أو الغائط، وثانيًا الحدث الأكبر وهو الذي يستوجب الغسل الكامل لتحقيق الطهارة بالشكل الصحيح كالحيض “الدورة الشهرية” أو الجنابة. وقد أوجب الإسلام على المراة الحائض التطهّر بالغسل الكامل بعد انتهاء الحيض وقبل مباشرة الصلاة وقراءة القرآن وسائر العبادات التي تستوجب الطهارة كالطواف بالكعبة أو الصوم في رمضان وغيره، وقد حرّمت الشريعة الإسلامية على الحائض كلًا من الصلاة أو الجماع أو الصيام حتى تطهر من الدورة بشكلٍ تام وتغتسل للطهارة الكاملة. وفي هذا المقال سيتم الحديث عن طريقة الغسل من الدورة الشهرية، وأنواع الغسل، وعلامات انتهاء الحيض وبعض أحكامه.

طريقة الغُسل من الدورة

يمكن اختصار طريقة الغسل الصحيح من الدورة الشهرية بالنقاط التالية مرتبة تبعًا للسنة النبوية وهي كالآتي:

  • تنوي المرأة المسلمة الطهارة من الحدث الأكبر أي الحيض في قلبها.
  • تبدأ بقول بسم الله الرحمن الرحيم.
  • تغسل المرأة يديها ثلاث مرات ثم تغسل موضع النجاسة أولًا وتزيل آثارها إن وجدت.
  • تنظف المرأة كفيها بالماء والصابون جيدًا بعد إزالة آثار النجاسة من موضعها وهو الفرج.
  • تتوضأ المرأة وضوءًا كاملًا كوضوئها للصلاة المفروضة، مع إمكانية تأجيل القسم الأخير من الوضوء أي “غسل الرجلين” إلى نهاية الإغتسال من الدورة.
  • تفيض المرأة بالماء على رأسها ثلاث مرات مع ضرورة تخليل الماء بين خصلات الشعر ليصل إلى كامل أجزاء الشعر.
  • تفيض الماء على كامل البدن بدءًا من الجزء الأيمن من الجسم ثم الجزء الأيسر من الجسم اقتداءً بالسنة.
  • تدليك جميع أجزاء البدن بالكفين أثناء إفاضة الماء عليها حتى تضمن وصول الماء وتنظيفه لجميع أنجاء الجسم والتخلص من آثار النجاسة عنه، مع التركيز على الأماكن التي يصعب وصول الماء إليها بسهولة كالسرة والفرج والإبطين وباطن القدمين وباطن الركبتين وغيرها.
قد يهمك هذا المقال:   قصة يونس عليه السلام

أنواع الغسل الشرعي

للغسل الشرعي نوعان: الغسل الكامل والغسل المجزئ، وفيما يلي توضيح للنوعين:

  • الغسل الكامل: وهو الغسل التام الذي ينطوي على السنن النبوية والمستحبّات التي أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي يتكون من النية ثم البسملة ثم غسل اليدين ثم غسل موضع النجاسة ثم غسل اليدين منها ثم إفاضة الماء على الرأس ثلاثًا ثم إفاضتها على الشق الأيمن من البدن ثم الشق الإيسر وذلك في حالتي الجنابة والحيض.
  • الغسل المجزئ: وهو الغسل الذي يقتصر فيه المسلم على الإتيان بالواجبات فقط دون الاهتمام بتفاصيل السنة ومستحباتها، ومن ذلك أن تقوم المسلمة بالنية للطهارة من الحيض ثم تغسل موضع النجاسة في الفرج ثم تعمم الماء على سائر البدن كما هو الحال في الإستحمام اليومي دون التقيد بخطوات الغسل الشرعية المذكورة سابقًا والاستحمام التقليدي يُجزئ عن الغسل الكامل إلا أن الكامل أوجب وأتم اقتداءً بالسنة النبوية، ولا بد من الاستنشاق والمضمضة بعد الغسل المجزئ لإتمام الطهارة على مذهبي الحنفي والحنبلي، أما الشافعي فقال بأن المضمضة والاستنشاق سنة اختيارية للمتطهر وغير واجبة لإتمام الطهارة.

علامات انتهاء الحيض

على المرأة المسلمة ملاحظة علامات انتهاء الحيض بدقة حتى تسارع بعدها بالتطهر والغسل الشرعي من آثاره لمتابعة أدائها للعبادات التي انقطعت عنها بسبب الحيض كالصلاة والصوم ولمس المصحف والطواف وغيرها، وهذه العلامات هي:

  • جفاف المهبل التام: حيث تطهر المرأة من الحيض إذا انقطع نزول الدم تمًامًا، لذا يمكن للمرأة التأكد من ذلك بتمرير قطعة من القطن أو القماش على المهبل فإذا خرجت نظيفة خالية من أي بقع دموية أو آثار صفرة أو كدرة فإنها تكون قد أنهت فترة الحيض ويمكنها الغسل لأدا العبادات، وأما إذا ظهرت آثار بسيطة من الدم فإنها لا تزال حائض ويجب تأجيل الغسل لحين الجفاف التام.
  • الإفرازات البيضاء: إذ يمكن للمرأة التأكد من انتهاء فترة الحيض بعد انقطاع نزول الدم وبدء نزول الإفرازات البيضاء اليومية التي تدل على توقف الحيض وبدء فترة الإباضة، وهذا السائل الأبيض الشفاف الرقيق يخرج عادةً من فرج النساء في آخر يوم من أيام الحيض دلالة على انتهاء فترة الدورة الشهرية، فإن رأت المرأة هذه الإفرازات وجب عليها التطهر نم نجاسة الحيض استعدادًا لبدء العبادات من جديد.
قد يهمك هذا المقال:   أبي بكر الصديق

أحكام الحيض

هناك بعض المسائل المتعلقة بالحيض وضحتها الشريعة الإسلامية أهمها ما يلي:

  • الصلاة: إذ يحرم على المرأة الحائض أداء الصلاة، لأن الحيض مسقط للصلاة.
  • قراءة القرآن: إذ لا يجوز للحائض مس المصحف خلال فترة الحيض، ولكن يجوز لها قراءة القرآن عن ظهر قلب أو من خلال الهاتف.
  • الصيام: إذ يحرم على المرأة الحائض صيام الفرض في رمضان ولا حتى النوافل أثناء فترة الحيض، فالحيض يسقط الصيام مع وجوب قضاء الأيام التي أفطرت بها بعد انتهاء رمضان.
  • الطواف حول الكعبة: إذ يحرم على المراة الحائض الطواف بالكعبة ويسقط عنها إلى حين أن تطهر سواء كان ذلك بالعمرة أو الحج، أما السعي بين الصفا والمروة أو الوقوف بعرفة وغيرها فيجوز لها أدائها بإجماع أهل السنة.
  • المكوث بالمسجد: إذ يحرم على المرأة المكوث بالمسجد أثناء فترة الحيض لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *