كوكب عطارد

كوكب عطارد

الكوكب الأقرب إلى الشمس، والأصغر بين ، إنه المذهل، حيث يشكل تحدي للعلماء في دراسته بسبب موقع الكوكب القريب من الأفق الغربي، مما يعني أن الغلاف الجوي سوف يمتص الضوء الصادر عنه ويجعله مختفي بالنسبة لنا، ولم يحصل العلماء على معلومات وافية عن الكوكب سوى بعام 1974 بعد اقتراب مسبار مارينر 10 من الكوكب، أنه الأعلى سخونة بالنسبة للكواكب القريبه من الشمس، وفي المقال تتضح العديد من المعلومات المذهلة عن كوكب عطارد.

التسمية

كوكب عطارد باللغة الإنجليزية أو اللاتينية يسمى “ميركوري أو Mercury”، وهو اسم إله التجارة عند الرومانيين، فجميع الكواكب في المجموعة الشمسية مسماة على إله روماني أو يوناني، وبالنسبة لعطارد بالعربية، فهي تعني الطارد أو المتتابع أو السريع في جره، نسبة لسرعة دوران الكوكب حول الشمس، لأنه أسرع كوكب في الدوران حول الشمس مقارنة بكل الكواكب الأخرى.

حجم الكوكب

كوكب عطارد هو الأصغر بين كواكب المجموعة الشمسية، وهو صغير جدًا لدرجة يمكن بها مقارنته مع ، فهو يكبر عن القمر بالقليل، ويعتبر أصغر من أقمار أخرى بالمجموعة الشمسية مثل تيتان قمر زحل مثلًا. قطر الكوكب 4879 كيلومتر فقط، أي ما يعادل 38% من قطر الأرض، وبسبب هذا الحجم الصغير يمتلك كثافة 98% من كثافة بسبب كتلته الكبيرة على مساحته الصغيرة، وبالتالي فهو ثاني كوكب من حيث الكثافة.

مدار كوكب عطارد

يعتبر مدار عطارد بيضاوي جدًا، أكثر مدار بيضاوي بعد في المجموعة الشمسية، ولديه شذوذ عالي جدًا في المدار، ينهي الكوكب دورة كاملة حول الشمس في 88 يوم فقط، أي كلما مر من عمر الأرض 88 يوم، يُكمل كوكب عطارد سنة من حياته، وفي ذات الوقت هو بطيء جدًا أثناء دورانه حول نفسه، ومن الملاحظات الفلكية والنظرية النسبية لأينشتاين فإن عطارد يُكمل ثلاث دورات حول نفسه كل دورتين حول الشمس، بمعنى أن السنتين على الكوكب مكونة من ثلاثة أيام فقط، والسنة تساوي يوم ونصف على عطارد، أي إن اليوم على عطارد يساوي 58.6 يوم على الأرض.

قد يهمك هذا المقال:   تاريخ الدولة الفاطمية

طبقات الكوكب

تكون القشرة الخارجة للكوكب من 100 إلى 300 كيلومتر، بينما تكون طبقة الدثار حوالي 600 كيلومتر، وبذلك فهو يختلف كثيرًا عن الأرض، حيث تشكل القشرة الخارجية من 30 إلى 50 كيلومتر، وطبقة الدثار تصل إلى 2900 كيلومتر، كما يعتقد أن حجم النواة كبير جدًا وهائل على كوكب عطارد بسبب كثافته الكبيرة جدًا.

الغلاف الجوي والمناخ

كوكب عطارد من أكثر الكواكب تقلبًا في المناخ بسبب عدم وجود غلاف جوي يحيط بالكوكب على عكس كل كواكب المجموعة الشمسية، فحجمه الصغير يجعل الجاذبية عليه ضعيفة وقربه من الشمس من ناحية أخرى يجعله من الصعب أن يحتفظ بغلاف جوي غازي ثابت حوله، الغلاف الرقيق المحيط بالكوكب يتكون من ذرات من الأكسجين والهيليوم والكالسيوم وبعض العناصر الأخرى، وتصل درجة الحرارة عليه إلى 427 درجة مئوية، ثم تهبط إلى 173 تحت الصفر.

استكشاف الكوكب

أول ذكر لكوكب عطارد في تاريخ جاء على يد الأشوريين في جداول “مل أبن” الفلكية، وذلك في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وأطلقوا عليه الكوكب القافز، بنما جاء ذكره باسم “نابو” إله الحكمة عند البابليين في الألفية الأولى قبل الميلاد، واستمر ذكر الكوكب عند الإغريق باسم ستيلبون وفي وقت لاحق باسم أبولو، ثم شاهده الرومان والصينيين والهندوس باسم بوذا ثم العرب باسم عطارد، وجاء أول رصد للكوكب باستخدام تلسكوب في القرن السابع عشر ميلاديًا على يد غاليليو غاليلي، واستمرت الملاحظات الفلكية ولكن دون معلومات واضحة عن الكوكب بسبب موقعه القريب من الشمس، وبالنسبة للعصر الحديث قامت وكالة ناسا باستكشاف الكوكب بشكل قريب جدًا في رحلة مسبار مارينر 10 عام 1794 والذي وصل إلى مسافة 703 كيلومتر من الكوكب وعمل دورتين حول الكوكب لرسم الخرائط، وفي 2004 جاء مسبار مسنجر ودار أربع دورات حول الكوكب لنقل صور عالية الوضوح إلى الأرض، وفي 2018 تم انطلاق مسبار بيبي كولومبو لاستكشاف أعلى وأدق.

قد يهمك هذا المقال:   اختصارات الاشهر الميلادية بالانجليزي

كوكب وهمي

بسبب الشذوذ الكبير في مدار كوكب عطارد، أو ما يسمى بالرعشة في الحركة، وهذه الرعشة لا دخل لكوكب الزهرة أو الأرض فيها، ظن علماء الفلك خلال القرن التاسع عشر وعلى رأسهم عالم الرياضيات الفرنسي أوربان لوفيرييه، بوجود كوكب بين عطارد والشمس وأطلقوا عليه كوكب “فولكان” وقدم بعض العلماء أدلة قوية بوجود الكوكب، وعندما جاءت النظرية النسبية لتشرح هذه الرعشة والشذوذ في المدار اندثرت نظرية الكوكب فولكان، وتأكد الأمر بعد استخدام التكنولوجيا الحديثة وأكثر من مسبار تابع لناسا.

كوكب بلا قمر

بين كواكب المجموعة الشمسية كلها، اثنين من الكواكب فقط لا يمتلكون أقمار تدور حولهم، عطارد والزهرة، لا يعرف العلماء بالتحديد لماذا لا يمتلك عطارد قمر، وتقول النظريات بأن جاذبية الكوكب أضعف من أن تستطيع جذب قمر يدور حولها، أو بسبب قرب المسافة للشمس التي ستجعل الشمس تنهي ببساطه على أي قمر صغير في الحجم بالقرب من عطارد وتجذبه إليها.

جليد عطارد

من الغريب أن يوجد جليد على كوكب قريب جدًا من الشمس، ولكن مسبار مسنجر أكد بشكل قاطع وجود الجليد في القطبين في الحفر العميقة على الكوكب، وتقول النظريات بأن الجليد جاء على الكوكب من خلال نيزك أو من ظهر على السطح من باطن الكوكب نفسه.

ذيل الكوكب

يترك كوكب عطارد خلفه أثر أو ذيل من الجزئيات المتناثرة من الكوكب نفسه، ذلك الذيل جعل القدماء يعتقدون بأنه نجم وليس كوكب، ولا يعرف العلماء إلى اليوم حقيقة هذا الذيل الواضح، ولكن البعض اقترح نظرية أنها نتيجة الرياح الشمسية المصطدمة مع بالغلاف المغناطيسي للكوكب.

أكبر حفرة من صنع البشر في الفضاء

بعد أن أتم مسبار مسنجر دوراته حول كوكب عطارد في أربع سنوات، نفذ منه الوقود ولم يستطيع تصحيح مساره، فاستغلت ناسا أخر الوقود المتبقي ووجهت المسبار ليصطدم مع الكوكب، وبالفعل اصطدم المسبار بسرعة 84 ألف كيلومتر في الساعة في أبريل 2015 وتسبب في حفرة قطراها 16 متر، وبذلك فهي أكبر حفرة من صنع البشر خارج كوكب الأرض في الفضاء.

قد يهمك هذا المقال:   تاريخ المدينة المنورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *