كيف ازيد ثقتي بنفسي

الثقة بالنفس

يعاني بعض الناس من قلة وهو ما يسبب لهم مشاكل حياتية كبيرة، حيث أن قيمة الإنسان تحددها ثقته في نفسه سواء بالنسبة لنفسه أو بالنسبة للآخرين، والثقة بالنفس تساهم بشكل كبير في تغيير شكل حياة الفرد، فإن كان الفرد غير واثقًا في نفسه فسينتج عن ذلك انسحابه من معظم الأنشطة الاجتماعية وكذلك سيجد نفسه لا يقدر على التحدُّث والتعبير عن رأيه أمام الناس، وعليك أن تعلم أن الثقة في النفس هي صفة مكتسبة، أي يقوم الإنسان بتطويرها واكتسابها بنفسه وهذا يؤكد أن لا علاقة لها بنسل أو تكوينه الجيني وما إلى ذلك.

يُمكن التعبير عن الثقة بأنها مقدار إيمان الإنسان بنفسه وبقدراته، وأنها وصف لفتكير الإنسان وأحاسيسُه تجاه ذاته، ويُمكن للثقة بالنفس أن تتغير باختلاف المواقف وباختلاف الأشخاص الذين يتعامل معه المرء، فيُمكن للإنسان أن يشعر بثقة كبيرة في نفسه أثناء التحدث مع أصدقائه ولا يشعر بتلك الثقة أثناء التحدث مع الغرباء، كما يُمكن للثقة بالنفس أن تتأثر ، حيث تزداد ثقة الإنسان بنفسه عندما يكون ناجحًا في عمله أو في علاقاته والعكس صحيح، كذلك تتأثر الثقة بالذكريات، فإن وجد الإنسان أن معظم ذكرياته سعيده وتنم عن نجاحات وإنجازات كبيرة فستُساعد هذه الذكريات بدورها في رفع ثقة الإنسان بنفسه.

يُمكننا وبكل وضوح أن نتبيّن أن ثقة الإنسان في نفسه تؤثر في كل شيء آخر في حياته، الإنسان الواثق في نفسه هو إنسان أسعد، أقوى وأكثر فعالية والعكس -للأسف- صحيح، لذلك يجب أن تعلم أن زيادة ثقتك بنفسك وتعزيزها هو واجب عليك وليس أمر يُمكنك أن تختار أن تفعله أو لا تفعله، فكيف يُمكنك زيادة ثقتك في نفسك إذن؟

قد يهمك هذا المقال:   كيف تتعامل مع الناس

كيف أزيد ثقتي بنفسي

من المتفق عليه أن صفة الثقة في النفس ليست عند كل البشر، حيث اتفق علماء النفس و أن هناك من يملكون ثقة في أنفسهم وهناك من لا يفعلون، وهناك الكثير من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على ثقة الإنسان في نفسه لكن وبشكل عام هناك طرق علمية ومنهجية تساعد الإنسان الغير واثق في نفسه على زيادة تلك الثقة كما تساعد من يثقون في أنفسهم بقدر غير كافي على زيادة هذه الثقة ومضاعفتها، وفيما يلي أهم تلك الطرق:

  • التصالح مع النفس وحُبها: لعلّ الإنسان يتكون من جزئين أساسيين وهما الجسد والروح، والروح هنا نقصد بها النفس، وهو ذاك الجزء من العقل الذي تتمكن من التحاور والتناقش معه نظريًا، يجب على الإنسان ككل أن ينظر لنفسه بشكل عام بحب واحترام، فإن لم يحترم الإنسان نفسه فلن يحترمه أحد حتى لو استحق احترام الآخرين، كذلك لا يجب على الإنسان أن يقلل من نفسه أو يُهينها سواء أمام الناس أو في خلوته.
  • النظرة الإيجابية: لن يتمكن الإنسان من أن يثق في نفسه إن كان ينظر لها بنظرة سلبية أو احتقارية، يجب على الإنسان أن يحدد مواطن قوته ويفخر بها، وأن يحدد مناطق ضعفه ويُعالجها بكل قوته، وهذا ينقلنا للنقطة التالية..
  • بناء الذات: الإنسان مبنى، إما يؤسس بشكل جيّد ويُبنى بشكل سليم أو ينهار سريعًا، وهذا ما يجب على كل شخص أن يراعيه ويعمل عليه، تزداد ثقة الشخص في نفسه بشكل كبير إن كان فعلًا يراها تستحق الثقة، ولكي تستحق النفس الثقة يجب أن تكون على قدر من القوة والصلابة، وهذا ما يجب على الإنسان أن يتكسبه ويُكسبه لنفسه ونقصد بالقوة هنا العلم، الثقافة والقوة الجسدية أيضًا، فلتتخيل أنك شخص مثقّف، واسع الأفق وذو بنية جسدية رائعة، ألن يزيد ذلك من ثقتك في نفسك؟
  • الانخراط مع الآخرين: إن كنت قد فرغت بالفعل من بناء نفسك وصقلها سيكون عليك البدء بالاختلاط مع الآخرين والانخراط معهم وذلك لكي تزداد اجتماعية وتتعلم كيف تتعامل مع البشر بكافة أنواعهم وهذا من شأنه أن يعطيك ثقة زائدة في نفسك، فأنت بالفعل شخص جيد وقوي وهذه نقطة، لكنك ستكون شخص جيد وقوي وقادر على وإقناعهم بمدى قوتك -إن أردت- وبهذا يصبح معك نقطتين.
  • معرفة القيمة: إن عرفت قيمة نفسك سواءًا قبل تطويرها أو اثقالها أو بعد ذلك فستعلم أنها تستحق الاحترام والثقة، لكن ماذا إن عرفت قيمة ما حولك من أشياء، أشخاص وممتلكات؟ الأشخاص الموجودين حولك الآن موجودين لأنهم يحبونك أو لأنهم رأوا فيك شيئًا جيدًا، الأشياء التي تمتلكها أيضًا أصبحت ملكك بفعل مهاراتك وقدراتك، كذلك الممتلكات، إن أدركت قيمة كل ذلك فستجد أن ثقتك في نفسك قد زادت بفعل الإدراك، وستزداد أكثر بتذكرك كل يوم لما تملكه ولما تستطيع فعله.
  • لا تشك همّك: حديثك عن مشاكلك كل يوم وفي كل ساعة سيزيد من ترسّخها داخل عقلك وهو ما سيقود في النهاية إلى إيمانك بها، هذا أولاً. ثانيًأ، كثرة شكواك وتحدّثك عن همّك سيجعل الآخرين يقللون منك بطريقة أو بأخرى حتى ولو في داخل عقولهم فقط، وهو ما سيقلل في ثقتك في نفسك وإيمانك بها، لذلك حاول ألا تتحدّث كثيرًا عن مشاكلك وهمومك، من ناحية أخرى حاول ألّا تتحدث كثيرًا من الأساس، فالحكمة تقول: “الناس تهاب الرجل حتى يتكلم”.
  • اكتسب الخبرات: فيما سبق وضّحنا أهمية الانخراط مع المجتمع، وهنا نزيد على ما سبق أن انخراطك مع المجتمع سيزيد من خبراتك وهو ما سيزيد من ثقتك بنفسك بدوره، إحرص دائمًا على اكتساب الخبرة، لأن الخبير دائمًا واثق، والواثق دائمًا سعيد.
قد يهمك هذا المقال:   علاج البطالة في المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *