مؤسس الدولة الفاطمية

التعريف بالدولة الفاطمية

تنسب الدولة الفاطمية للسيدة فاطمة الزهراء بنت ، وهي الخلافة الإسلامية الوحيدة التي اتخذت المذهب الشيعي “الإسماعيلي” مذهبًا لها، وقد بدأت الدولة الفاطمية مثلما بدأت الدولة العباسية، فكلاهما ادعى بأحقيته في استمرار الخلافة الراشدة في نسله، وكلاهما اتخذ من الدعوة السرية منهجًا لنشر دعوته، وقد اتخذت الدعوة الفاطمية من بلاد المغرب واليمن ومصر مراكزًا لانطلاق الدعوة، إلا أن بلاد المغرب كانت أكثر الأماكن بعدًا عن الخلافة العباسية، فكانت فرصة إعلان قيام الدولة بها أفضل بالنسبة للفاطميين.

مؤسس الدولة الفاطمية

مؤسس الدولة الفاطمية وأول خلفائها هو عبيد الله بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وقد اختلف المؤرخون في نسبه اختلافًا كبيرًا، فمنهم من ينسبه لآل البيت باعتباره من نسل رضي الله عنه، ووفق ذلك فإن اسمه عبيد الله بن إسماعيل بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والبعض يقول بأنه من أصل يهودي، وفي قولٍ أخر أنه من القرامطة الذي هددوا أمن الدولة الإسلامية لسنواتٍ طويلة، وأيًا كان نسبه فهو المؤسس الحقيقي والمثبت الفعلي لحكم للدولة الفاطمية في بلاد المغرب، وقد لقب بالمهدي، وأسس عاصمة حكمه سنة 300 هـ وأطلق عليها المهدية.

الدولة الفاطمية في بلاد المغرب

ركزت عند نشر دعوتهم على قصد البلاد البعيدة عن سيطرة الخلافة العباسية، ولذلك توجهوا بنشر دعوتهم إلى بلاد المغرب، فهي من أبعد البلاد الإسلامية عن مقر الخلافة العباسية، كما أن الدول المستقلة بها كانت تعاني من الضعف وقاربت على الانهيار، ومن هنا بدأت الدعوة التي تزعمها عبد الله علي بن حوشب الشيعي، والذي استمر في دعوته السرية في بلاد المغرب من سنة 280 هـ وحتى 289 هـ، وبعدها خاض حربًا ضروسًا ضد الأغالبة، واستمرت الحرب قرابة خمس سنوات؛ حتى تمكن من الانتصار على الأغالبة وإسقاط دولتهم سنة 296 هـ. نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية).

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في سنغافورة

بعد إسقاط دولة الأغالبة أصبحت الساحة فارغة لنشر المذهب الشيعي، خاصة وأن الدعوة السرية كانت قد أتت بثمارها بالجيش الذي أعده عبد الله الشيعي، ولأن حشود الدعوة أنذرت بالنجاح في قيام الدولة فقد أرسل عبد الله الشيعي لعبيد الله المهدي يطلب منه القدوم لبلاد المغرب، وفي رحلة عبد الله مر بأتباعه في مصر ووجد منهم الترحيب والقبول، وقد وصل لمدينة سلجماسة ووجد ترحيبًا من واليها، إلا أن هزيمة الأغالبة تسببت في حبس والي سلجماسة لعبيد الله وزوجته، ولكنه لم يلبس كثيرًا في سجنه، فقد جاء إليه عبد الله الشيعي وحرره من أسره وتوجها لبلاد المغرب، ووصلوا مدينة رقادة لتبدأ أولى مراحل تدعيم الدول الفاطمية.

بوصول عبيد الله المهدي رقادة بايعه أهلها على الخلافة، فأطلق عليه لقب أمير المؤمنين، فالدولة الفاطمية لم تكن دولة مستقلة عن خلفاء بني العباس، ولكنهم قطعوا الخطبة للخليفة العباسي، وأعلنوا عبيد الله المهدي خليفة لدولتهم الفاطمية، تلك الخلافة التي بدأت في المهدية بشمال إفريقية، وانتهت في القاهرة بمصر.

الدولة الفاطمية في مصر

رغم استقرار الدولة الفاطمية في بلاد ، ورغم ما حققته من انتصارات على الدولة العباسية في المدن المجاورة، إلا أنها دائمًا كانت تسعى للاستيلاء على ، فخلفائها كانت لديهم رغبة في نقل الخلافة إلى مصر لأسباب عديدة، من أهم تلك الأسباب أنها المدخل لفتح شبه الجزيرة العربية، والسيطرة على بلاد الحجاز، فالسيطرة عليها تعني السيطرة على العالم الإسلامي.

وكانت أولى محاولات فتح مصر إبان حكم الخليفة الفاطمي عبيد الله المهدي، فأرسل جيشًا لفتح مصر سنة 302 هـ، وتبعه عدد من الحملات حتى سنة 332 هـ، ورغم كثرة الحملات ومتانة عتادها، إلا أن محمد بن طغج الإخشيد كان يدافع عن مصر بكل قوته، إلا أن ذلك لم يمنع انتشار المذهب الشيعي، ففي الخفاء كان المذهب يتوغل نحو جميع المدن المصرية.

قد يهمك هذا المقال:   أكبر مدن العالم

وبذلك لم يفلح الفاطميون في فتح مصر إبان حكم الدولة الإخشيدية، فلم ينجحوا في دخول مصر إلا بعد انهيار الدولة الإخشيدية، فكانت وفاة أبو المسك كافور الإخشيدي سنة 357 هـ بمثابة الباب الذي فتح مصر للفاطميين، حيث أطلق المعز لدين الله الفاطمي أكبر الحملات العسكرية نحو مصر عام 358 هـ، فأعد جيشًا يتألف من 100 ألف مقاتل، وعلى رأسه أمهر القادة الفاطميين جوهر الصقلي، الذي تمكن من فتحها بسهولة بالغة، وبدأ في التمكين لحكم الفاطميين وإنشاء عاصمة جديدة لتصحب مقرًا للحكم ومأوى للجيش، وبدأ بالفعل جوهر الصقلي في إنشاء مدينة القاهرة، وما إن انتهى منها حتى دعا الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إليها، وبوصول الخليفة لمصر أصبحت المقر الجديد لدولة الخلافة الفاطمية بدلاً من بلاد المغرب وهكذا تأسست .

نهاية الدولة الفاطمية

ظلت مجريات الأمور في مصر متوافقة كثيرًا مع الأوضاع السياسية والاقتصادية للدولة الفاطمية، وبدأ خلفاء الدولة في الدخول في حروب جانبية للتقدم نحو الأراضي للدولة العباسية من ناحية، والاتجاه لمحاربة الدولة البيزنطية من ناحية أخرى، وظلت الدولة تتسع، ونفوذها يتزايد، واستمر الوضع على ذلك حتى نهاية العصر الفاطمي الأول، والذي ينتهي بوفاة أخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء المستنصر بالله.

بوفاة المستنصر تبدأ فترة حكم الوزراء العظام، أو فترة سيطرة وزراء الدولة الفاطمية، وكانت بدايتها على يد الوزير الأفضل بدر الدين الجمالي، والذي بدأ سيطرته بإقصاء ولي عهد الخليفة المستنصر، واستبداله بأحد أشقاءه، ويظل تدخل الوزراء مستمرًا حتى يكون النزاع في السيطرة على الدولة بين الوزراء أنفسهم، وأخر الوزراء المتنازعين شاور وضرغام، فيستعين أحدهم بنور الدين محمود زنكي، والآخر بالصليبيين، فيتمكن نور الدين محمود من السيطرة على زمام الأمور في مصر بإرساله لأسد الدين شيركوه، الذي يستقل بمنصب الوزارة ويأخذ عليها موافقة أخر خلفاء الدولة الفاطمية العاضد لدين الله، وعقب الموافقة يتوفى الخليفة سنة 567هــ وبذلك تنتهي الدولة الفاطمية، ويبدأ في مصر عصر الدولة الأيوبية، حيث يعيد صلاح الدين الأيوبي مصر للمذهب السني ويقضي على المذهب الشيعي.

قد يهمك هذا المقال:   مدينة البندقية ايطاليا

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *