ما هو الحب

مقدمة عن الحب

قد كتب كثير من الشعراء والكتّاب في مشارق ومغاربها عن الحُب، محاولين بمجهودات جبّارة لنسج أجمل الكلمات عن الحُب، حتى يجعلون هذه العاطفة القوية مفهومة أكثر لعامة الناس، وتقريبها لهم حتى يفهموا هذه المشاعر التي تجتاجهم ماهي معناها ولماذا لها كل تلك القوة والسطوة.

ماهو الحُب؟

إنّ الحُب واحدة من أقوى العواطف التي يمكن للإنسان أن يشعر بها، بل إن الحُب يتضافر مع عدة عواطف جميلة لكي يحدث تأثيراً في ، فيجعله لا يعود ذلك الإنسان قبل أن يحُب، حيث أن تكون محبوباً يعني أن لديك وجود، يعني أنّ هنالك من يهتم بك، فجميعنا كبشر نحتاج من يهتم بنا وهو أمر غريزي في طبيعتنا، ويصعب علينا أن نتجاهل هذه الحوجة، فأن نحُب يعني أننا موجودون، فلقد قال الفيلسوف من قبل أنا أفكّر أنا موجود، ولكن مع مرور الزمن وطول التفكير وجدنا أن العبارة التي يجب أن تأخذ مسارها الصحيح هي أنا أحُب إذاً أنا موجود.

فالشخص المحبوب يحسّ بوجوده كما أسلفنا، فإن الحُب هو دفء الإنتماء، أن يكون لك شئ آخر تحافظ عليه، ويحافظ عليك، أن يوجد من يجفف لك الوحدة الموحشة، فإن كنت وسط الآلآف ولا تحسُ بالحُب فستشعُر وكأنك شخص وحيد، في حين لو كنت بعيداً في ومايزالُ في ذاكرتك شخصُ ما يُحبّك فإنك ستحس إلى أن الكون كله تحت يديك، وستنسى كل تلك الوحشة، وستكافح لكي تعيش من أجل من تُحب.

أشكال الحب

  • الحب الإلهي وهو نوع من الحُب الذي يُوصفُ بالأكثر نقاءً وليس له أي شروط.
  • الحب الفطري وهو الحُب الذي تشاركه مع عائلتك.
  • الحُب الذي تشاركه مع الأصدقاء.
  • الحُب الطفولي.
  • حب الذات.
  • الحب المرتبط بالرغبة الجنسية.
  • الحُب طويل الأمد، الحُب بين ، بإختيارهما ورغبتهما.
قد يهمك هذا المقال:   علماء المسلمين القدماء

وإن تسائلت لماذا هذا النوع من التقسيم، فسأسألك أنت؛ هل حُبّك لأمك هو نفس حُبك لشريك/ة حياتك، حتى حُبك لشريك حياتك فلديه عدة حالات ويتغير في الوقت المناسب، إننا نشعُر بالحب للأشخاص الآخرين بصورة مختلفة، لكننا مع ذلك فما زلنا نستخدم نفس الكلمة للتعبير عن تلك الحالات من الحُب، ذلك لأن الحُب لا يوزن بميزان العقل والتفكير وإنما بالمشاعر العميقة الجارفة والتي تهيمن على عمل العقل، إن الحُب ولأنه صادر من إتحاد مع الروح يملك تلك القوة التي تنتج من إندماج كل المشاعر الإنسانية النبيلة، ففي الحُب نجد الرحمة، والوفاء، والتسامح والمغفرة، نجد المودة التي هي أعلى مقياس للحُب فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله عندما تعرّض للحُب في بين الزوجين في القرآن الكريم: ” وجَعَلَ بينكُمْ مودّة ورَحْمَة”، فهو نوع من الحُب الذي يندمج فيه الشعور مع التطبيق العملي على أرض الواقع.

هناك من يضيف مع حُبه شروطاً، وقد يكون ذلك تلقائياً أو متعمداً فقد تقول الأم لإبنها أنا أحبّك إن دخلت كلية كذا، أدخلها من أجلي أو لأني أحبّك، فالمؤكد أن تحُب إبنها في الحالتين ولكنها قالت تلك العبارة أو أضافت ذلك الشرط لكي تجعله يخضع لرغبتها،وهو أسلوب خاطيء بالطبع، وهناك الكثير من التداخل الذي يضيفه الناس من عند أنفسهم يخلطون الحُب مع الكثير من المخاوف والرغبة والتسلّط، فقد يقول الزوج لزوجته، سأحبّك إن نفذتِ أوامري، في حين أن الحُب ليس له علاقة أبداً بإن ينفذ أحد ما رغباتك أو يخلّصك من مخاوفك، إن الحُب يتجاوز كل ذلك، إن المحبين يستسلمون للحُب لكي يكونوا جميعهم سُعداء، وليس هنالك أجمل بإن يفكّر كلا الطرفين في مصلحة الآخر بعين الحُب، لا إجبار ولا إكراه للرغبات وإنما سلاسة الحُب.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن استراليا

ماهو الحُب الحقيقي

له مميزات واضحة ومنها:

  1. الحُب الحقيقي يعني وداعاً للتوقعات: إننا ننشد الكمال في الآخرين في العادة عندما يتعاملوا معنا، نريدهم أكثر حناناً وأكثر وفاءاً لنا وأكثر منفعة وكلها معايير لقبول الآخر، لكن هذه المعايير لاتوجد بتاتاً البتة في قاموس الحُب الحقيقي.
  2. الحُب الحقيقي يعني أنك لن تكون دور الضحية أو لك الحق في لوم الآخرين: في الحُب يعني أن نكون معاً ونتحمّل المسؤولية معاً وليس هنالك ما يجعلنا نرى غير ذلك.
  3. الحُب لا يجبرك على مواصلة علاقتك بشخص ما: فقد تحُب أي شخص بصورة كبيرة وهذا لا يعني بالضرورة أنه متوافق معك أو أنه من سيستمر معك طول الحياة، من النضج إدراك ذلك، وإن تجاهل من تحبهم مشاعرك فإنه لايعني أنك مطّالب بالتوقف عن حُبهم، لايزال بإمكانك أن تحبهم كما هم وليس مهماً أن تكون معهم، فالحُب عاطفة كبيرة تسعُ الجميع.
  4. ليس هنالك أي غيرة في الحُب الحقيقي: إن الغيرة وأمثال صفات الحيازة، لا تستطيع أن تقف جنباً مع الحُب، وهناك إعتقاد أنه إذا لم نكن غيورين على أحبائنا فإننا لا نحبهم، وهذا ليس صحيح بالتأكيد فالحُب الحقيقي يُظهر الثقة العمياء على نوعية العلاقة ومن دون جدال أو مراء يعرف الشخص ان الآخر سعيد ومنتمي إليه بإرادته ويعود إليه فقط!
  5. في الحُب الحقيقي لايمكن أن يجتمع الحُب والخوف معاً: إن الحُب الحقيقي يعني غياب الخوف.
  6. إن الحُب الحقيقي يفرّق بصورة كبيرة بين الرغبة والحاجة: لو لاحظنا إنّ الشعور بالإحتياج هو شعور مبني على الخوف، وأنك تخشي العيش بدون حُب شخص ما، في الرغبة فإنك سعيد بإن يكون الآخرين في حياتك مع منحهم الحرية للمغادرة إن أرادوا ومازال الحُب موجود بينكم.
قد يهمك هذا المقال:   القبة المرابطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *