ما هو عرق النسا

مقدمة عن عرق النسا

كثيرًا مانسمع في الأحاديث الصحية الدائرة بين الأفراد ،عن مصطلح عرق النسا وعن مدى الألم الذي يعانيه المصاب بهذه الحالة المرضية ولعل معظمنا يجهل ماهية ، خاصة إذا لم يكن أحدًا من أفراد عائلته مصابًا به وماهي الأعراض التي من الممكن أن ترافقه وتسبب الإنزعاج والألم للمريض حتى بشكل مزمن أحيانًا وعرق النسا حالة شائعة من الألم تصيب الجنسين على حد سواء.

تعريف مصطلح عرق النسا

عُرف داء عرق النسا منذ عصور قديمة وقد عرفه ابن منظور في معجمه لسان العرب أنه عرق من الورك إلى الكعب، أَلفه منقلبة عن واو لقولهم نَسَوانِ في تثنيته، وقد ذكرت أَيضاً منقلبة عن الياء لقولهم نَسَيانِ، وقيل: سمـي بذلك؛ لأن ألمه ينسي ما سواه وعرّف الطب الحديث مرض عرق النسا أو ألم العصب الوركي أنه ألم في أسفل الظهر يمتد إلى الفخذ والأرداف وأسفل الركبة ويؤدي إلى شعور المريض بالخدر والضعف في عضلات القدم المصابة بعرق النسا.
ويعرف العصب الوركي أنه أكبر الأعصاب التي تتواجد في الجسم نظرًا لامتداده من الجذور العصبية التي تتواجد في الحبل الشوكي القطني أسفل الظهر عبر الأطراف.

أعراض مرض عرق النسا

يتعرض المصاب بمرض عرق النسا للشعور بآلام متنوعة في أنحاء مختلفة من جسده وهي كالآتي:

  • الشعور بألم حاد ومستشري من أسفل العمود الفقري إلى المقعدة وحتى أسفل الساق.
  • الشعور بآلام شديدة أسفل الظهر.
  • الشعور بحرقة ووخز أسفل الساق.
  • الشعور بألم في الورك.
  • الشعور بضعف أو مواجهة صعوبة في تحريك الساق.
  • الشعور بألم متكرر يصيب جهة واحدة من القدم.
قد يهمك هذا المقال:   ماسك البيض للوجه

لمرض عرق النسا أسباب عديدة لكن في جميع هذه الحالات التي سنذكرها الآن
يكون السبب الرئيسي لها هو الضغط الحاصل على جذور الأعصاب عند منطقة خروجها من الفقرات القطنية في أسفل الظهر مما يسبب تهيجًا وتورمًا والتهابًا في هذه الأعصاب ويؤدي إلى الأعراض المعروفة لمرض عرق النسا.
و فيما يلي قائمة بأكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالة عرق النسا وهي كالآتي:

  • الإصابة بمرض الإنزلاق الغضروفي.
  • وجود أورام في العمود الفقري.
  • حدوث إصابة أو كسر في الحوض.
  • إنزلاق الفقار إلى الأمام.
  • .
  • تشنج الظهر والعضلات.
  • الإصابة بمتلازمة العضلة الكمثرية.

عرف مرض عرق النسا منذ العهود القديمة وفي الثقافات المختلفة وإن اختلفت
طرق الإشارة إليه أو حتى تعريفه أو الكيفية التي استخدمت في علاجه ويقال أن
عرق النسا كان يعتبر في العصور البدائية على أنه يحدث نتيجة لمس من الأرواح الشيطانية، الأمر الذي أدى إلى الإستعانة بالعرافين لعلاجه في تلك العصور ومازالت بعض هذه الإعتقادات الخاطئة حول مرض عرق النسا سارية إلى يومنا هذا، خاصة في بعض المناطق البدائية حول العالم وفيما يلي سوف نسرد تعريف مصطلح مرض عرق النسا وكيفية التطرق إليه والطرق التي استخدمت في علاجه بالثقافات المختلفة:

العلاج النبوي لعرق النسا

وجهت الشريعة الإسلامية بالإستعانة بألية الشاة لعلاج عرق النسا فقد وصى صل الله عليه وسلم أمته بهذا العلاج في حديث صحيح رواه ابن ماجة عن أنس ابن مالك ، فقال : سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا، أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ : تُذَابُ ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ ) .
ويشترط في الشاة التي تؤخذ أليتها أن تكون من أغنام البادية أو الجبال وأن ترعى
بشكل طبيعي في بيئتها وأن لايتجاوز حجم أليتها الربع كيلو غرام؛ لأن اعتمادها
على تناول الأعشاب والنباتات الطبيعية يزيد من فائدتها العلاجية ويقلل من وزن
أليتها بعكس الأغنام التي تربى في الحظائر وتقدم لها الأعلاف فيها فيقتصر رعيها على نوعية قليلة من النباتات ، مما يعطي ألية كبيرة وفقيرة في ذات الوقت من
الفوائد العلاجية للأعشاب والنباتات الجبلية.
ويتم استخدم ألية الشاة في العلاج عن طريق تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ويؤخذ في كل مرة قسم منها ليذوب على نار هادئة، ثم يترك قليلًا حتى يصبح مناسبًا للشرب
وفي بعض الأحيان قد يتعرض مستخدم هذه الطريقة للإصابة بالإسهال لكنه أمر طبيعي ولايستدعي القلق.

قد يهمك هذا المقال:   علاج انتفاخ القولون

عرق النسا في كتب الطب العربي

يقول أبو بكر الرازي في كتابه الحاوي في الطب واصفًا عرق النسا: “الوجع إذا كان في المفاصل سمي وجع المفاصل وإذا كان في الورك سمي عرق النسا وإذا كان في القدمين سمي نقرسا”.
وقال أيضًا في وصف الألم الذي يعاني منه المصاب بعرق النسا : “يعرض لصاحبه وجع في الورك وتفل وإبطاء في الحركة ومجسته ضعيفة صغيرة كثيفة جدا وربما عرضت له الحمى فلا يقدر أن ينقلب على جانبه وربما بلغ الوجع من الورك إلى الركبة وربما بلغ إلى الكعب…..”

عرق النسا في العهود اليونانية والرومانية القديمة

علل اليونانيون القدامى مرض عرق النسا أنه اضطراب في التوازن الجسدي ووضعوا النظريات والتفاسير حوله وحاربوا الخرافات التي تتعلق به،بل وضعوا له تعريفًا عقلانيًا بقولهم أن عرق النسا هو كل ألم يتعلق بالمنطقة الوركية، إلا أن هذا التعريف لم يستطع تحديد مصدر هذا المرض لأنه اعتمد على الملاحظة النظرية للحالات المصابة به.
أما أبقراط فكان له رأي خاص حول أسباب الإصابة بعرق النسا فقد ربط بينه وبين عوامل تتعلق بفصول السنة بقوله أنه يكون أكثر انتشارًا في الخريف والصيف ،كما فسره بالنشاط الجسدي الزائد المتعلق بالزراعة والتدريبات الرياضية وأرجعه إلى جفاف سائل المفصل بسبب قوة الشمس مما يؤدي إلى توليد داء عرق النسا.
وقد عالج اليونانيون مرض عرق النسا بالتدليك والحرارة والموسيقى وتعديل الغذاء
والراحة في السرير.
إلا أن الرومان بدورهم رفضوا نظريات علماء اليونان حول مرض عرق النسا وأصدروا كتبهم الخاصة عنه واعتمدوا على النبات والأضمدة والمساج والراحة في السرير والحرارة والحركات المنفعلة في علاجه إذا كان بسيطًا، أما في الحالات الشديدة فقد لجؤوا إلى علاجه بالفصد والعلق والفحم الحار والكلاليب الجلدية.

قد يهمك هذا المقال:   ماسكات لتفتيح البشره

عرق النسا عند العرب القدامى

كان شائعًا استخدام الكي للأذن في علاج مرض عرق النسا بالجزيرة العربية حتى أن العديد من الأطباء العرب القدامى ذكروا فائدة كي منطقة صيوان الأذن في تخفيف آلام الشخص المصاب بعرق النسا.

عرق النسا في الطب الحديث

ينصح الأطباء في الوقت الحالي الشخص المصاب بمرض عرق النسا الحاد بأهمية الراحة بالسرير ولوحظ التحسن الذي طرأ على المرضى في العديد من الدراسات العلمية بعد التزامهم بالراحة في السرير، كما أن هناك أساليب متنوعة ومختلفة في العصر الحالي لعلاج عرق النسا ومن أبرزها :

  1. الأدوية:
    وتشمل مسكنات الألم، مرخيات العضلات، مضادات ومضادات الإلتهاب.
  2. إبر الستيرويد:
    يوصي الأطباء أحيانًا في بعض حالات علاج عرق النسا بأخذ حقن دواء كورتيكوستيرويد في المنطقة حول جذر العصب المصاب، فالكورتيزون يساعد على تقليل الألم عن طريق قمع الاتهاب حول العصب المهيج، وغالبًا ما تزول الآثار في غضون بضعة أشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *