ما هي النوافل

إنّ العبد ليتعبّد لله سبحانه وتعالى فيؤدي الفرائض خشية منه وخوفاً من عذابه وعقابه، فإن قام بتلك الفرائض إطمأن لحاله، أما هناك من يتجاوز إلى ما بعد الفراض وذلك بتأدية النوافل، حباً وتقرّباً أكثر إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاء فضل النوافل في وفي السنة النبوية الشريفة في عدة مواضع، وهنا في هذا المقال سنتحدّث عن النوافل بالتفصيل.

ماهي النوافل

في اللغة: النفل دال على العطاء والزيادة، النافلة هي ما تُعطي طواعية وليس كواجب.

في الإصطلاح: فإن النوافل هي ما تزيد على الفرائض حيث أنها العبادات التي لم تفرض على العبد وتشمل السنن المؤكدة، والمندوبات والتطوعات، والنوافل ليست مختصة بالصلوات فقط إنما النوافل تكون في الصوم، والصدقات وغيرها.

فضل النوافل في القرآن الكريم

في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ﴾ قد أشار الله سبحانه وتعالى بإشارة لطيفة نستفيد من كلمة “لك” أن النافلة هنا زيادة في مقام النبي صلّ الله عليه وسلم حيث رفعه الله سبحانه إلى المقام المحمود والذي وضّح بأنه مقام الشفاعة، وهو مقام خاص به كنبي، وأما بالنسبة لباقي الناس فإنّ النافلة هي مكفرات للذنوب العباد.

فضل النوافل في السنة النبوية الشريفة

لقد حفلت السنة في أكثر من موضع عن فضل النوافل وهي من خير الأعمال، فإذا كانت في الصلوات فالأفضل أن يصليها العبد في المنزل وذلك رغبةً في أن يتأسى باقي افراد الأسرة به وذلك وفقاً لما قاله النبي (صلّ الله عليه وسلم) : (إذا قضى أحدكم في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا». أي: إذا صليتم الفريضة في المسجد فاجعلوا بعضا من النوافل في بيوتكم؛ ليقتدي بكم أولادكم وزوجاتكم، فيتعلم الصغير، ويتذكر الكبير، وتنزل في البيت الرحمة والملائكة.

قد يهمك هذا المقال:   تعريف الصلاة

وذُكر فضل النوافل في الحديث القدسي: (مايزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطيته ولئن إستعاذني لأعيذنّه وما ترددتُ عن شيء أنا فاعله تردّدي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءتهُ) صحيح البخاري.

وتعتبر النوافل أنها جوابر للفرائض: فعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إنّ أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته”، فيقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته: “انظروا إلى صلاة عبدي أتمّها أم نقصها”؟ فإن أتمّها كتبت له تامّة، وإن كان قد انتقصها قيل: “انظروا هل لعبدي من تطوّع فتكمل صلاته من تطوّعه”؟ “ثمّ تؤخذ الأعمال بعد ذلك”

متى يتم تأدية النوافل ومتى نقف عنها

فقد أوضح النبي صلّ الله عليه وسلم في الحديث :(إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فتنفّلوا، وإذا أدبرت فعليكم بالفريضة)، أن يتفحّص المؤمن قلبه ليعرف عن تأدية النوافل.
والنوافل هي مقدمة على الفرائض، فمهما حدث فيجب تقديم الفرائض عليها وقد روي عن عليّ رضي الله عنه:(إذا أضرّت النوافل بالفرائض فارفضوها).

ماهي النوافل من الصلوات

هي الصلوات التي تزيد عن الفرائض اليومية، وهي التي تؤدي من دون آذان أو إقامة وهناك نوعان من نوافل الصلاة وهي نوافل بوقت محدد، وهناك من ليس لها وقت محدد مثل السنن التي تؤدي بعد الصلوات المفروضة مثل السنن الرواتب كركعتين قبل ، وأربع ركعات قبل ، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وأيضاً النوافل من الصلاة مثل ، وصلاة الوتر وصلاة الكسوف ، وصلاة العيدين الفطر والأضحى، وصلاة التراويح، ، أما الصلوات التي ليس لها مواعيد محددة فهي مثل .

قد يهمك هذا المقال:   طرق الصلاة الصحيحة

ماهي النوافل من الصوم

وهي أن يصوم العبد صياماً زائداً على الفرض، أي دون شهر رمضان، فهناك أيام معينة يمكنك صيامها كما جاءت في السنة النبوية وحثّ عليها الشرع، مثل صيام يوم عرفة، صيام يوم عاشوراء، وصيام الأيام العشر من ذي الحجة وصيام الست أيام من شهر شوال، وهناك نافلة الصيام مثل صوم الأيام البيض الثالث والرابع والخامس عشر من كل شهر هجري، أو صيام يومي الإثنين والخميس في كل أسبوع.

ما هي النوافل من الصدقات

وهي متعلقة بقدرة الفرد على مساعدة الآخرين ومن يحتاجون إليه، مثل الصدقات التي تقدّم خارج إطار الزكاة، فقد يتصدّق الفرد بدريهمات من أجل إعانة غيره، وقد قال الله سبحانه وتعالى في الحث للصدقات حتى يلاقي العبد الأجر العظيم من الله : ((مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ))
وقد وضّح النبي ( صلّ الله عليه وسلم) على أهمية الصدقات فقد كان هو القدوة في التصدّق وزّع سيدنا رسول الله شاة كاد أن يوزعها كلها قالت له زوجته: (عن عائشة قالت: ذبحنا شاة فتصدقنا بها فقلت يا رسول اللّه ما بقي منها إلا كتفها قال كلها بقي إلا كتفها)

نوافل أخرى ذات فضل كبير

وهي نوافل متفرقة فالنوافل كما ذكرنا هي العبادات الزائدة على الفرائض فقد ذكرنا النوافل من الصلاة والصيام والصدقات، ونضيف إليها نوافل التي يحبّ الله أن يتقرّب بها عبده كقراءة القرآن الكريم والتسبيح بإنواعه من التهليل والتكبير والحوقلة والتحميد والشكر و الصلاة على النبي وكل أنواع ذكر الله سبحانه وتعالى فقد قال الله تعالى في كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) الأحزاب الآية41 وقد قال النبي (صلّ الله عليه وسلم) في فضل الذكر : (ألا أنبِّئُكُم بخَيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مَليكِكُم وأرفعِها في درَجاتِكُم وخَيرٌ لكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ وخَيرٌ لكُم مِن أن تَلقوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضرِبوا أعناقَكُم. قالوا بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ ذِكرُ اللَّهِ) (حديث صحيح)
وأفضل أنواع الذكر هو قراءة القرآن الكريم، ففيه كل أنواع الذكر وبه فائدة الدارين وقد وُضحت الفرائض والواجبات والمنهيات في القرآن وعلى المؤمن أن يستذكر القرآن بصورة دائمة تقرّباً وتحدّثاً مع الله سبحانه وتعالى.

قد يهمك هذا المقال:   علامات الساعة الصغرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *