ما هي سدرة المنتهى

ما هي شجرة السدر

شجرة السدر أو شجرة النّبق، وهي شجيرة قصيرة معمّرة تنتمي إلى فصيلة النبقيات تحت رتبة الورديات، موطنها الأصلي جزيرة العرب وبلاد الشام لكنها تنتشر أيضا على طول الشريط الاستوائي، وهي شجرة مزهرة وطيّبة الثمار، ذات أوراق متوسطة بيضاوية الشكل وأزهار صفراء ضئيلة الحجم، ويمتاز جذعها بلحاء رمادي سميك وشديد التصدع وتعرف جذوعها بأنها ملتوية، ثمارها حلوة المذاق غالبا ولونها بني مائل للاحمرار، ورائحتها زكيّة وظلّها وارف ممدود، ولعل ذلك ما جعلها تحظى بشرف أن تكون شجرة في السماوات العليا وينتقيها الله لتكون سدرة المنتهى.

ما هي سدرة المنتهى

هي شجرة عظيمة في السماوات العليا، التقى الرسول صلّى الله عليه وسلم عندها جبريل عليه السلام عندما عرج إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج. ورد ذكر سدرة المنتهى في مرّة واحدة؛ حيث قال الله تعالى: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى).

لماذا سمّيت بسدرة المنتهى

تعدّدت الآثار التي ورد فيها ذكر سدرة المنتهى وجاء تبيان سبب إضافة لفظ المنتهى إلى السدرة في عدة مواضع، حيث قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه: إنّ سدرة المنتهى ينتهي عندها علم الأنبياء عليهم السّلام، ويعجز علمهم عمّا سوى ذلك. وقال قتادة إنّ أرواح المؤمنين تنتهي إليها. وقال عنها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إنّ سدرة المنتهى هي التي ينتهي إليها كلّ من يصعد إليها ويهبط إليها. كما قال كعب الأحبار في شأن سدرة المنتهى إنّ الأنبياء عليهم السّلام والملائكة يقفون عند حدّها ولا يتقدّمون لحدّ أكبر من حدّها. وقال إنّ الشّجرة موجودة على رؤوس حَمَلة العرش وهي التي ينتهي إليها علم الخَلْق وقال الضحّاك إنّ الأعمال تنتهي عند سدرة المنتهى وتُقبض من عندها. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال إنّ مَن كان على سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ينتهي إلى سدرة المنتهى. وجاء عن الرّبيع بن أنس إنّ سدرة المنتهى تنتهي إليها أرواح الشّهداء.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي النوافل

أين تقع سدرة المنتهى

اختلف العلماء حول مكان سدرة المنتهى أهي في السماء السابعة أم في السادسة، لكنّ الراجح أنها تمتد في كليهما حيث أن جذورها وساقها في السماء السادسة بينما تمتدّ فروعها وأغصانها وأوراقها في السماء السابعة وعندها الجنة كما قال الله تعالى في سورة النجم (…عندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى).

ما هو وصف سدرة المنتهى ؟

تختلف سدرة المنتهى عن أشجار السدر التي على أرضنا الدنيا، حيث أن أوراقها ليست صغيرة بيضاوية الشكل إنما هي كآذان الفيلة، وثمارها ليست صغيرة لا تتجاوز السنتيمتر الواحد عند كمال نضجها إنما هي مثل قلال هجر أي بحجم الجرار الكبيرة كما جاء وصفها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال عنها: (ثمّ رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قُلْال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى) ” رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 3887”، وجاء في حديث آخر: (ثمّ انطلق بي جبريلُ حتى نأتيَ سدرةَ المنتهى، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي) ” رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك وابن حزم، الصفحة أو الرقم: 163”، وفي حديث آخر (ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى . وإن ورقها كآذان الفيلة. وإذا ثمرها كالقلال. قال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها)، وقال تعلى: ﴿وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى *عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ أي غشيها من الألوان والمخلوقات المذهلة ما يعجز أن يصفه الإنسان.

النيل والفرات ينبعان من سدرة المنتهى

من أهمّ ما تختص به سدرة المنتهى أنّه ينبع منها أربعة أنهر، نهران باطنيان هما في الجنّة ونهران ظاهران ينبعان من أصل سدرة المنتهى ويصبان في الأرض وهما النيل والفرات. كما ذُكر في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (وَرُفِعَت لي سِدْرَة المُنتَهى فَإذا نَبِقُهَا كَأنه قِلَالُ هَجَرَ وورقُهَا كَأنه آذَان الْفُيُولِ في أَصلها أَربعة أَنهار نهرانِ باطِنَانِ ونهرانِ ظَاهِرانِ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: أَما الباطِنَانِ فَفي الْجنَة وَأَما الظاهرانِ النيلُ والْفُرَات. رواه البخاري- كتاب بدء الخلق- باب ذكر الملائكة- حديث رقم 2968 ( وإنّهما ينبعان من سِدرة المنتهى فيسيران حيث أمر الله -تعالى- ثمّ ينزلان إلى الأرض ويسيران فيها. قال الإمام القرطبيّ رحمه الله: (أُطلق على نهريّ الفرات والنّيل إنّهما من الجنّة تشبيهاً بأنهار الجنّة؛ لعذوبتهما وصفائهما وبركتهما). كما قال الإمام المحدث الألبانيّ رحمه الله: (قد يكون أصل الفرات والنّيل من الجنّة كأصل الإنسان، والقول بذلك يُزيل التناقض بين القول بأنّهما من الجنّة، وبين ما يشاهده الإنسان أنّ نبعهما من الأرض، ولا بدّ للإنسان أن يؤمن بما ورد في الأحاديث النبويّة من أمور الغيب، والتسليم للمُخبِر عنها قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الصحيحة: حديث رقم 112). وقال ابن حجر رحمه الله: (إِن الحديث يدل على أن أَصل سِدرَة المُنتَهَى في الأرض لكونه قال: إن النيل والفرات يخرجان من أصلها، وهما بالمشاهدة يخرجان من الأرض فيلزم منه أَن يكون أصل السدرة في الأرض، وهو مُتَعَقِّب، فإن المراد بكونهما يخرجان من أصلها غير خروجهما بالنبع من الأرض. والحَاصِل أن أصلها في الجَنَّة وهما يخرجان أولًا من أصلها ثم يسيران إلى أن يستقرا في الأرض ثم ينبُعان، والله أعلم فتح الباري.

قد يهمك هذا المقال:   دعاء ختم القرآن

المراجع

  1. سنن الترمذي
  2. صحيح النسائي
  3. فتح الباري في شرح صحيح البخاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *