ما هي سنن الوضوء

للطهارة شأن كبير في ، فدين الإسلام عني كثيرا بالطهارة، سواء كانت طهارة حسية أم طهارة معنوية، ومن مظاهر الطهارة الحسّيّة في الإسلام هو ، والوضوء شرط لصحة عبادة عظيمة وركن من أركان هذا الدين الحنيف، وهي الصلاة فمن دون وضوء لا تصح للمسلم صلاة، فما هو الوضوء؟ وما هي صفته؟ زما هي سنن الوضوء وواجباته؟

ما هو الوضوء

الوضوء كما عرفه أهل العلم والفقه، هو غسل ومسح أعضاء مخصوصة قصد رفع الحدث، والوضوء لغة هو من الوضاءة أي الحسن والنظافة، ونذكر فيما يأتي فضل الوضوء وصفته، ونتعرف على ما هي سنن الوضوء وواجباته.

صفة الوضوء

  1. النية: فالنية شرط لصحة جميع الأعمال، لحديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مرفوعاً: “((إِنَّمَا اَلْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ اِمْرِئٍ مَا نَوَى))” البخاري، ومن دون نية لا يصح الوضوء، والنية محلها القلب.
  2. التسمية: وهي قول “باسم الله”، وهي سنة من سنن الوضوء عند جمهور الفقهاء، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “((لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ))” أبو داود.
  3. غسل الكفين ثلاثا: لحديث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: “((دَعَا بِوَضُوءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ))” البخاري.
  4. المضمضة والاستنشاق: والمضمضة هي تدوير الماء في الفم، والاستنشاق هو جذبه بالنفس والاستنثار وهو دفعه بقوة النفس إلى خارج الأنف، لحديث عثمان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه:”((.. فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ))” البخاري.
  5. غسل الوجه: وهو فرض من فروض الوضوء، قال الله تعالى: “((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ))” وفي حديث عثمان – رضي الله عنه – السابق في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال:”((ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا))” [رواه البخاري.
  6. غسل اليدين إلى المرفقين: هو فرض من فروض الوضوء، قال الله تعالى: “((فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ))” وفي حديث عثمان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم-:”((ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا))” [رواه البخاري.
  7. مسح الرأس: وهو فرض من فروض الوضوء، قال الله تعالى: “((وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ))” ومسح الرأس يكون من مقدمه أي من منبت الشعر الأصلي إلى منتهى الشعر أي إلى القفى، وفي حديث عثمان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم-:”((وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ))” [رواه البخاري.
  8. مسح الأذنين: ومسح الأذنين تابع لمسح الرأس، أي تمسح مع الرأس بماء واحد ولا يأخذ لهما ماء جديدا، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده – رضي الله عنهم – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم-:”((ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّاحَتَيْنِ فِي أُذُنَيْهِ وَمَسَحَ بِإِبْهَامَيْهِ عَلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ))”.
  9. غسل الرجلين: وهو فرض من فروض الوضوء، قال الله تعالى: “((وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ))” المائدة: 6، وفي حديث عثمان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النَّبي -صلى الله عليه وسلم-:”((ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا))” البخاري.
قد يهمك هذا المقال:   ما هي أركان الصلاة

*من سنن الوضوء، السواك قبل بدء الوضوء لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ))” أحمد.

  • التسمية عند الوضوء.
  • التيامن من سنن الوضوء، وهو البدء باليمين قبل الشمال، عن عائشة قالت: “((كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجُّله وطهوره، في شأنه كله))” البخاري ومسلم.
  • غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء ثلاث مرات.
  • المبالغة في الاستنشاق والمضمضة لغير الصائم.
  • تخليل اللحية.
  • تخليل أصابع اليدين والقدمين.
  • الاقتصاد في الماء يعتبر ايضا من سنن الوضوء.
  • دلك الأعضاء.
  • غسل الأعضاء ثلاثا أو اثنتين.
  • من سنن الوضوء الدعاء عند الفراغ من الوضوء، عن عمرَ بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “((ما منكم مِن أحدٍ يتوضأ فيُبلغ أو فيُسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل مِن أيِّها شاء))” مسلم.
  • صلاة ركعتين بعد الفراغ من الوضوء، عن عثمان بن عفان، قال: “((رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وُضوئي هذا، ثم قال: ((مَن توضأ وضوئي هذا ثم يصلي ركعتين لا يُحدِّث نفسه فيهما بشيءٍ، إلا غُفر له ما تقدم مِن ذنبه))” البخاري.

فضل الوضوء في الإسلام

  • روى مسلم في صحيحه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال – صلى الله عليه وسلم -: “((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها، أو موبقها))”.
  • قال عمرو بن عبسة السلمي: “((ما منكم رجل يقرب وضوءه، فيتمضمض، ويستنشق فينتثر إلا خرَّتْ خطايا وجهه وفِيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام، فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجَّده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدتْه أمه، فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، انظر ما تقول، في مقام واحد يُعطى هذا الرجلُ، فقال عمرو: يا أبا أمامة، لقد كبِرتْ سني، ورقَّ عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا مرة أو مرتين أو ثلاثًا – حتى عد سبع مرات – ما حدثت به أبدًا، ولكني سمعته أكثر من ذلك))” مسلم.
  • روى مسلم عن عمر، مرفوعًا، وفيه: “((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء))”.
  • روى الإمام أحمد في مسنده، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه، أنه سمع ثوبان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “((سددوا وقاربوا واعملوا وخيروا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن))”.
قد يهمك هذا المقال:   لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *