ما هي واجبات الصلاة

بني ديننا الحنيف — على خمسة أركان، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا ، إقام ، إيتاء الزكاة، صوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، واليوم إن شاء الله في هذا المقال، سنتكلم عن الركن الثاني من أركان الإسلام، وهو الصلاة، وسنركز بالتفصيل على واجبات الصلاة، وكذلك نذكر بعض الفوائد التي ذكرها العلماء الفضلاء في شأن الصلاة.

الصلاة في الإسلام

الصلاة عبادة عظيمة وهي عمود الدين، كما روى الترمذي عن معاذ بن جبلٍ، قال: (( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبِرْني بعملٍ يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار، قال: ((لقد سألتَني عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت))، ثم قال: ((ألا أدلُّك على أبواب الخير؛ الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل))، قال: ثم تلا: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) 16 حتى بلغ: ( يَعْمَلُونَ ) 17، ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعَمُوده، وذِروة سنامه؟!))، قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((رأس الأمر: الإسلام، وعَمُوده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد))، الترمذي للألباني حديث 2110.
وتتجلى عظمة هذه العبادة وعلوّ شأنها في مكانتها، والتي تأتي مباشرة بعد عبادة التوحيد، فتوحيد الله جلّ وعلا تليه إقامة الصلاة كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى، قال الله عز وجلّ: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)) 5.
كما تتجلى كذلك عظمتها، كونها العبادة الوحيدة التي فرضت مباشرة على النبي صلى الله عليه وسلم، دون واسطة من الملائكة الكرام، وذلك لما عُرج بنبينا صلى الله عليه وسلم إلى ، روى الشيخان عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ففرض الله على أمتي خمسين صلاةً، قال: فرجعت بذلك حتى أمر بموسى، فقال موسى عليه السلام: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: فرَض عليهم خمسين صلاةً، قال لي موسى عليه السلام: فراجِعْ ربَّك؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعتُ ربي، فوضع شطرها، قال: فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، قال: راجع ربك؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك، قال: فراجعت ربي، فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يُبدَّل القول لديَّ، قال: فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك، فقلت: قد استحييت من ربي)) البخاري حديث ومسلم.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية صلاة الظهر

خطورة ترك الصلاة

يقول الله تعالى:”‘((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا))”‘ 59، وإضاعتها كما ذكر أهل العلم المقصودة في هذه الآية، ليس بتركها بل مجرد تأخيرها عن وقتها، فما بالك بمن تركها بالكلية، فلا شك أن الأمر عظيم عند الله سبحانه، وعن عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن بين الرجل وبين الشِّرك والكفر: )) مسلم حديث 82.

إقام الصلاة

وهو أن يعتقد المسلم أن الله أوجب على العاقل البالغ خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي و والمغرب و و، يؤديها على طهارة أي أو ، وعليه أداءها بأركانها وواجباتها والخشوع فيها، فما هي واجبات الصلاة؟

ما هي واجبات الصلاة

وواجبات وسنن، وتتلخص واجبات الصلاة في ثمانية واجبات نذكرها على وجه التفصيل:

  1. التكبيرات: ما عدا تكبيرة الإحرام، فجميع التكبيرات في الصلاة واجبة، تكبيرة الركوع، السجود والرفع منه.
  2. التسميع: وهو قول “سمع الله لمن حمده”، للإمام والمنفرد.
  3. التحميد: وهو قول “ربنا ولك الحمد” للإمام والمنفرد
  4. تسبيح الركوع: وهو قول “سبحان ربي العظيم”.
  5. تسبيح السجود: وهو قول “سبحان ربي الأعلى”.
  6. الذكر بين السجدتين: وهو قول “رب اغفر لي”.
  7. الجلوس للتشهد الأول.
  8. التشهد الأول: ومن صيغه “التحياتُ لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله”.

حكم صلاة من ترك واجب من واجبات الصلاة

بالنسبة للمنفرد يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله- : “التشهد الأول إذا تعمد المصلي تركه بطلت صلاته في أصح قولي العلماء إذا كان عالمًا بالحكم ذاكرًا، فإن كان جاهلًا فلا شيء عليه، وإن تركه ناسيًا وجب عليه السجود للسهو، فإن تعمد تركه بطلت صلاته، أما إذا نسي وسلم قبل أن يسجد ثم نبه أو ذكر فإنه يجب عليه أن يسجد بعد السلام للسهو ثم يسلم كالحال في سجود السهو الذي محله بعد السلام، فإن لم يفعل فقد اختلف في بطلان الصلاة بذلك، أي بترك سجود السهو بعد السلام، سواء كان محله بعد السلام أو قبله فنسيه فصار بعد السلام.”
أما المأموم فإن نسي واجبا من واجبات الصلاة، كأن ينسى التسبيح في الركوع أو التسبيح في السجود، فإنه يسقط عنه ولا شيء عليه، فالإمام يتحمل عليه سجود السهو والحمد لله.
فلكل ما سبق ولكون الصلاة هي أو ما سيحاسب عليه العبد يوم القيامة كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسَدت فقد خاب وخسِر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك)) صحيح الترمذي، فالواجب على كل مسلم أن يعتني بأمر هذه العبادة العظيمة، وأن يحذر كل الحذر من تضييعها يندم يوم لا ينفع الندم.

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الصوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *