متى توفي الرسول

مقدمة

إنتقل الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام 11 هجرية، أي الثامن من يونيو للعام 632 ميلادي، عن عُمر ناهز الثالث والستون عاماً.

قصة وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم

قالت عائشة رضي الله عنها: (لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرَّض في بيتي، فأذنَّ له، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخطُّ رجلاه في الأرض، بين عباس ورجل آخر، قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بن عباس فقال: أتدري من الرجل الآخر؟ قلت: لا، قال: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وفي صبيحة اليوم التي توفي فيها رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، لم يستطع نبي الله أن يصلّي بالصحابة رضي الله عنهم وذلك لمرضه الشديد، حيث مرض بعد أن جاء من وقد تولّى سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه أمر صلاة الجماعة، وقد ذكر أنس القصة كاملة كما جاء في البخاري: (بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفاجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر)
وكانت آخر صلاة جماعة قد شهدها رسول الله صلّ الله عليه وسلم من دون أن يشارك فيها، وبعدها بدأ يحتضر وقد روت السيّدة عائشة رضي الله عنها قصة لحظاته الأخيرة قبل إنتقاله إلى الرفيق الأعلى:
(إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن -ابن أبي بكر- وبيده ، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته). رواه البخاري
فهذه آخر لحظاته في الدنيا وهو يريد الإنتقال إلى الرفيق الأعلى طاهر الفم وهو الطاهر دائماً، فكأنما هو ذاهبٌ إلى الصلاة حيث وهو الصادق القائل (لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواكِ عند كل صلاة) وبعد أنهى تجهيز نفسه لملاقاة ربه بالإنتهاء من السواك رفع إصبعه وشخص بصره ناظراً إلى السقف وتحدّث بخفوت فأصغت إليه السيّدة عائشة رضي الله عنها وكان يقول: (مع الذين أنعمتُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي و ارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى). ثم مالت يده وإنتقل إلى الرفيق الأعلى بعده وودّع الدنيا وهو في حجر السيّدة عائشة رضي الله عنها.

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الذكر بعد الصلاة

الصحابة بعد وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم

  • بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى ، وانشغال علي رضي الله عنه ومن معه من أهل البيت عليه السلام وبني هاشم بتجهيز الجسد الطاهر ، كان مجتمعين في المسجد ، وقد علا صوت عُمر معلنا إنكاره لوفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : ( والله ما مات رسول الله ، وليبعثنه الله ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم).

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عِمران (144).
وسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول: فعرفت أنه قد مات.

  • حينما توفي الرسول صلّ الله عليه وسلم قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( مارأيتُ يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وما رأيتُ يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلّ الله عليه وسلم).

آخر آية نزلت على رسول الله صلّ الله عليه وسلم

آخر آية نزلت على رسول الله صلّ الله عليه وسلم هي الآية من سورة البقرة:
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *