محمية يلوستون

محمية يلوستون Yellowstone National Parkأول متنزه وطني في العالم، محمية طبيعية تضم العديد من الوديان و والسلاسل الجبلية على مساحة 3,468,4 ميل ومجموعة من النادرة، في عام 1995 قرر مجموعة من العلماء إجراء بعض التجارب العلمية على تلك المحمية، وذلك من أجل تغيير شكل الحياة عليها وذلك من خلال إطلاق 14 ذئب داخلها، وقد كانت النتائج مذهلة وتثير الاندهاش حقًا، وفيما يلي سوف نستعرض خطوات تلك التجربة المثيرة للاهتمام.

ما هو شكل الحياة في محمية يلوستون؟

كانت المحمية تمتلك عدد لا بأس به من الغزلان، والتي كانت أعدادها في زيادة مستمرة، إلا أن يلو ستون كانت تفتقر إلى أي نوع من أنواع النباتات إلا من بعض الحشائش القليلة والتي كانت الغزلان تتغذى عليها، أما عن بقية الحيوانات فقد كانت المحمية شبه خالية لا تسكنها الحيوانات أو الطيور، و قد صرح علماء الطبيعة أن الغزلان وراء هذا التدهور الشديد في حياة المحمية، ولكن فشلت جميع المجهودات في السيطرة عليهم أو تغيير الوضع.

السلاسل الغذائية و تأثيرها على السلوك النباتي والحيواني

تعد السلسلة الغذائية أحد الاكتشافات المذهلة لعلماء الطبيعة في القرن العشرين، ولكن ما هي السلسلة الغذائية؟ وما هي أهميتها بالنسبة للنمو؟ عرف علماء الطبيعة السلسلة الغذائية بأنها عملية بيئية يعتمد فيها كل حيوان في غذائه، حسب ترتيبه في هذه السلسة على الحيوان الذي يليه حيث تبدأ عند أعلى الكائنات في السلسلة وتنحدر حتى أقل الكائنات، وقد اكتشف الباحثون أن الذئاب غابت عن هذه المحمية منذ سبعون عام، ويعد هذا هو السبب الرئيسي في اختلال هذه السلسلة الغذائية للحيوانات داخل المحمية فقرروا إجراء تجربة حية للتغيير من شكل الحياة داخل تلك المحمية.

قد يهمك هذا المقال:   جون ناش العبقري المجنون

14 ذئب داخل محمية يلو ستون

قام بإجراء تجربة مثيرة عن طريق 14 ذئب يتم إطلاق سراحهم داخل المحمية مع مراقبة و متابعة عن كسب لكافة التطورات في النظام البيئي والحيواني داخلها، وقد أثارت دهشتهم سرعة التغيير بالفعل ففي بادئ الأمر وجدت وليمة عظيمة من الغزلان فاستطاعت أن تستقر بالمكان و قد نتج عن ذلك أن الغزلان صارت حذرة تمامًا و تتجنب الأماكن التي تتواجد فيها الذئاب حتى لا تظل فريسة سهلة لمطارداتهم، و نتج عنه أيضًا نمو سريع للنباتات والحشائش والأشجار في تلك الأماكن وقد كانت هذه أو نتائج التجربة التي حصل عليها العلماء وهو التغير في الحياة النباتية داخل المحمية لكنها لم تكن أكثرهم دهشة.
كسى الغطاء النباتي المحمية من جميع الاتجاهات مما ساعد على زيادة أعداد الحيوانات داخل المحمية كعامل جذب هام لتوفر الغذاء، فقد لفت انتباه الدببة نمو أشجار التوت وبدأت الطيور تسكن الأشجار من جديد، وسكنتها القنادس أيضًا التي قامت على بناء السدود داخل الأنهار في المحمية مما ساعد على استقطاب البط والبرمائيات وكلاب الماء إلى النهر، كذلك زادت أعداد الفئران داخل الغابة مما جذب انتباه والنسور المحلقة في الجو.
بدأت الحياة تدب في جميع أنحاء المحمية وصارت تسكنها مجموعة متنوعة من الحيوانات التي وجدت ضالتها في توفر الغذاء بشكل كبير فيها وهو ما جعل العلماء يشعرون بنجاح التجربة إلا أن المفاجأة التي أثارت دهشة الجميع كانت في انتظارهم .

سلوك جديد و مثير للحياة في محمية يلو ستون

ما حدث بحق داخل تلك المحمية أطلق عليه ما يشبه المعجزة فقد ساهمت الذئاب في تغيير مجرى الأنهار داخل الغابة وذلك كنتيجة لتغيير السلوك النباتي والحيواني بها، فقد نمت الأشجار بشكل كثيف على ضفاف الأنهار مما ساعد على تضييق مجرى النهر كما ساهم في تغيير انحرافه وتعديل مساره بشكل كبير مما ساهم على زيادة تدفق المياه داخلها نتيجة التزام مسارها و هو ما اعتبره العلماء نتيجة غير متوقعة أشبه بالمعجزة.
تدعونا هذه التجربة المثيرة إلى إدراك حكمة عظيمة من وراء خلق هذا الكون والسؤال الذي طالما كان يلح في عقول أغلبنا وهو ما السبب وراء خلق الله تعالى للحيوانات المفترسة أو للمخلوقات الشريرة على وجه الأرض؟ قال الله تعالى في كتابه الكريم: {كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] والإجابة من أجل تحقيق التوازن البيئي للطبيعة فالخير لولا الشر والفساد لما أصبح خير، وكذلك لولا الذئاب وسلوكها العدائي مع الغزلان لما أصبحت محمية يلو ستون واحة غناء وسط الطبيعة.

قد يهمك هذا المقال:   لعنة الفراعنة حقيقة أم خيال

فيديو تسجيلي لتجربة محمية يلو ستون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *