مراحل اكتساب اللغة عند الطفل

مرحلة الأشهر الأربعة الأولى

تتطوّر لغة الطّفل بشكل عام تطوّرًا تدريجيًّا منطقيًّا مع نموّه، ومع ذلك فهناك اختلافات بين في سنٍّ معينة، وهناك العديد من الطّرق المختلفة لوصف التّسلسل التّنمويّ للّغة عند الطّفل. فخلال الشهريّن الأوّليّن من الحياة، تكون أصوات الطّفل عبارة عن تعبيرات رئيسيّة عن عدم الرّاحة، وهي ، إلى جانب الأصوات الثّانويّة، كردّة للأفعال الانعكاسيّة مثل السّعال، والامتصاص، والبلع، والتّجشؤ.

وفي الفترة من شهرين إلى أربعة، يبدأ الطّفل بإنتاج أصوت الرّاحة، وهي عادة تكون على شكل همهمات، وتنهيدات للتّفاعل مع الأمّ أو الأب، وتكون في البداية هذه الأصوات قصيرة، ولكنّها فيما بعد تتطوّر وتصبح طويلة ومفصولة بفواصل صوتيّة صغيرة، ويبدأ صوت الضّحك بالظّهور بعد الشّهر الرّابع.

مرحلة الأشهر 4 – 7

في الفترة من أربعة إلى سبعة أشهر، يشارك فيما يسمّى باللّعب الصّوتيّ، وينتج أصوات كثيرة، وبدرجة مرتفعة. وفي حوالي سن السبعة أشهر، يظهر عند الطّفل ما يسمّى بالهذيان، وذلك عندما يبدأ الرّضيع بصناعة الأصوات بشكل واسع، والتي يتمّ تقطيعها بطريقة إيقاعيّة عن طريق النّطق الشّفويّ إلى متواليات شبيهة بالمقاطع الصّوتيّة، بفتح وإغلاق الفكّيّن، والشّفتين، واللّسان.

وغالباً ما يتم إنتاج متواليات متكرّرة من الأصوات مثل، بابابا، أو ماماما، أو أي أصوات متوالية على نفس هذا النّمط، وتكون التّتابعات ذات الأحرف المتنوّعة نادرة في البداية، وتصبح أكثر شيوعًا لاحقًا. في العادة يتنج الرضيع هذه الأصوات عندما يكون مع شخص يلعب معه، وينتجها أيضًا عندما يكون لوحده.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية التعامل مع الطفل العدواني

مرحلة الأشهر 10- 12

في حوالي العشرة أشهر، يبدأ الأطفال بنطق كلمات واضحة، ولكنّها ليست بوضوح الكلمات المعروفة، وقد تظهر هذه الكلمات للتّعبير عن حالات عاطفيّة، مثل التّعبير عن المتعة، أو عن الغضب. بالنّسبة للجزء الأكبر من الكلمات القابلة للتّميّيز فتكون في سياق محدّد، مثل بطّة، عندما يشاهدها الطّفل على حوض الاستحمام، أو مكنسة، عندما يراها في البيت، أو سيّارة، عندما ينظر من النّافذة على الطّريق.

غالبًا ما يستخدم الأطفال الصّغار كلمات بطرق ضيّقة جدًّا أو واسعة جدًّا، مثل زجاجة التي تستخدم لكل شيء زجاجيّ أو بلاستيكيّ، وقد يستخدمون اسم تيدي لدبٍّ واحد، وتتطوّر الكلمات مع مرور الوقت.

مرحلة السنة الثانية

غالباً ما يكون هناك طفرة في اكتساب المفردات خلال السّنة الثّانية؛ مثلًا يتمّ الحصول على الكلمات في المرحلة المبكّرة بمعدل كلمة إلى ثلاث كلمات في الأسبوع، وقد يرتفع هذا المعدل إلى ثمانية أو عشر كلمات في الأسبوع، بعد أن يكون الطّفل تعلّم أكثر من أربعين كلمة.

مع ذلك، يكتسب بعض الأطفال كلمات أكثر في هذه المرحلة، ويكون اكتساب الكلمات عندهم أكثر ثباتًا، ويكون معدّل اكتساب الكلمات خلال السّنة الثّالثة متسارعًا بشكل ملحوظ، حتّى يصل إلى التّقدير المقبول بمعدّل عشرة كلمات يوميًّا، خلال سنوات الدّراسة الأولى والإعداديّة.

خلال السّنة الثّانية، تبدأ مجموعات الكلمات في الظّهور، أولًا بشكلٍ متقطّع في وقت مبكّر من سنّ الأربعة عشر شهرًا، أمّا في سنّ الثّمانية عشرة شهرًا، يبدأ الأطفال بجمع الكلمات معًا في كثير من الأحيان، وبحلول الخمسة والعشرين شهرًا، يجمع كُلُّ الأطفال تقريبًا بين الكلمات، ولكن حوالي 20% منهم لا يفعلون ذلك.

في سنّ الثّانية تقريبًا، يبدأ الأطفال أولاً في استخدام العناصر النّحويّة، وعادة ما تكون هذه العمليّة تدريجيّة إلى حدٍّ ما، ولكن عندما يبدأ الأطفال بالتّحدّث في جمل طويلة، غالبًا ما يتمّ حذف العناصر النّحويّة من جُملهم، أو يستخدمونها بشكل خاطئ، وتصبح الجمل المتعدّدة أكثر شيوعًا.

قد يهمك هذا المقال:   كيف التعامل مع المراهق

أظهرت العديد من الدّراسات أنّ الأطفال الذين يحذفون العناصر النّحويّة بشكل منتظم من كلامهم، ولكنّهم يتوقّعون سماع هذه العناصر في كلام البالغين، بمعنى أنّ فهمهم للجملة سيعاني من مشاكل إذا كانت العناصر النّحويّة مفقودة أو غائبة من كلام البالغين.

تعلّم لغة ثانية للطفل

اكتساب اللّغة الثّانية في مرحلة الطّفولة

يولد جميع الأطفال على استعداد لتعلّم اللّغة، وفي غضون السّنوات القليلة الأولى من الحياة، يتقن جميع الأطفال النّموذجيّين تقريبًا أساسيّات لغة واحدة. ولكن عندما يتواجد الأطفال في بيئة تتحدّث أكثر من لغة مثلًا في حضانة تتحدّث المعلّمات فيها أكثر من لغة، يمكن للأطفال تطوير اللّغتين معًا، لغتهم الأم، واللّغة الأخرى.

هناك مجموعة كبيرة ومقنعة من الأبحاث تقول إنّ التّعليم عالي الجودة في مرحلة يمكن أن يحسّن الإنجاز التّعليمي للأطفال ذوي الخلفيّات اللّغويّة والثّقافيّة المتنوّعة، وهذا قبل مرحلة رياض الأطفال، مثلًا إذا كانت الأم تتحدّث الإنجليزيّة، والأب يتحدّث العربيّة؛ من شأن هذا أن يساعد الطّفل على تكوين خلفيّة واضحة عن لغة أخرى غير لغته الأمّ، حتّى يتمكّن من الاستجابة إلى اللّغة الثّانية بسهولة ويتكلّمها بطلاقة.

فوائد تعلّم لغة ثانية في مرحلة الطّفولة

تظهر الأبحاث أنّ معظم الأطفال الصّغار قادرون على تعلّم لغتين معًا بنفس الكفاءة، وأن ثنائيّة اللّغة تمنحهم مزايا معرفيّة، وثقافيّة، واقتصاديّة، وتزيد الوعي عندهم، ويكونوا جيّدين في بناء تركيبات لغويّة صحيحة.

يجب تشجيع الأطفال الذين تتاح لهم فرصة التّحدث بلغتين، للمحافظة على كليهما، حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالمزايا التي قد ترافق التّحدّث بأكثر من لغة. برغم ذلك، يجب الحفاظ أكثر على اللّغة الأم، لأنّها أمر أساسيّ ليس فقط للتّنمية الأكاديميّة والإدراكيّة المستقبليّة للطّفل، ولكنّها مهمّة لتأسيس الهويّة الثّقافيّة لدى الطّفل، والحفاظ على روابط عائليّة قويّة مع أقرانه.

قد يهمك هذا المقال:   ما هو علم الاجتماع

كيف يتعلم الأطفال لغة ثانية

إنّ إتقان اللّغة هي عمليّة معقّدة تتطلّب الكثير من السّنوات، كما هو الحال في تعلّم أيّ شيء، ولكنّ الأطفال في ، يمكنهم تعلّم مفردات اللّغة الثّانية من دون بذل جهد يذكر، ومن دون دروس رسميّة ومنظّمة، فقط عن طريق استماعها بشكل موازٍ للغتهم الأم.

يختلف الأطفال في معدّل اكتساب اللّغة في السّنة الأولى والثّانية، وترجع هذه السّرعة إلى عدّة عوامل، منها: عوامل في إدراك الطّفل، والبيئة المحيطة به، واستعداد الطّفل للتّعلّم، واهتمام الأهل بهذا، ووجود الدّافع لدى الطّفل والأهل، وكمّيّة ونوع المدخلات اللّغويّة، وفرصة التّحدّث بلغة ثانية، ومستوى طلاقة الطّفل في التّحدّث.

المراجع

  1. ling.upenn: Stages of language acquisition in children

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *