معلومات عن الاهرامات

معلومات عن الأهرامات

تعد أعظم وأضخم الأبنية الحجرية على وجه ، فمنذ نشأتها منذ أكثر من 25 قرناً من الزمان وهي باقية تقف متحدية قسوة الطبيعية، ولذلك فقد اختارها المؤرخ اليوناني هيريدوت ضمن قائمة ، وحتى اليوم مازالت الأهرامات ضمن عجائب الدنيا ولكن ليست من قائمة العجائب السبعة، وإنما أخذت مركزاً شرفياً ضمن عجائب الدنيا.

وتعود أول تجربة لبناء الأهرامات إلى عهد الملك زوسر من ملوك الأسرة الثالثة، فبنى الهرم المدرج القائم في منطقة سقارة حتى اليوم، وكانت فكرة الهرم تنم عن تطور الهندسة المعمارية، وكان مقدمة الوصول لبناء أكبر صرح في التاريخ، وقد أعقب هرم سقارة بناء هرمين آخرين، ولكن لم تفلح التجربة ولم تلقى نجاح هرم سقارة، وما زالت بقايا الهرمين موجودة بمنطقة دهشور في جنوب الجيزة.

تَطَوُر فكرة بناء الأهرامات

تدل الحضارة المصرية القديمة على تطور الفكر وتنامي ذكاء المصريون القدماء بصورة مستمرة، بداية من فكرة اختلاط الحبوب بالماء ونمو النباتات، وفكرة اشتعال النار وتحويلها لمادة لطهي الطعام، فإن ذلك يوضح اختيار المصري القديم لتطوير حياته، وسعيه نحو التقدم، ويظهر ذلك بصورة جلية في بناء الأهرامات، فهي تطور لفكرة الدفن من ناحية وتطور لفكرة صعود الروح من ناحية أخرى، وكانت أماكن الدفن قديماً عبارة عن حفرة تحت الأرض، ثم تطورت لوضع أحجار فوق الحفرة، ثم وضع مصطبة فوقها، ثم أكثر من مصطبة، إلى أن بنى الملك زوسر هرمه المدرج الشهير، وعقب ذلك بنيت بقيةالأهرامات.

الهدف من بناء الأهرامات

يعتقد البعض أن بناء الأهرامات كان لغرض دفن الملوك فقط، وأن بناء مثل هذا الصرح الضخم للدفن إنما هو من باب رفاهية الملوك، ولكن ليس ذلك فقط، فهناك نصوص دينية قديمة تناولت فكرة بناء الأهرامات، حيث أوضحت أن الهدف من بناء الأهرامات بهذا الشكل هو نابع من فكرة التماثل مع نشأة الكون، فاعتقد المصريون القدماء أن هذه وسيلة لصعود لروح للسماء، ولذلك فإن شكل المثلث موجود بكثرة في معظم الآثار القديمة، فهو موجود في تصميم الأهرامات نفسها، وموجد أعلى المسلات، وموجود أيضاً في مقابر جبلية قديمة.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في النمسا

آلية بناء الأهرامات

كانت فكرة رفع أحجار ضخمة تحتاج لآلية تنفيذ مناسبة، ولذلك بذل المهندسون جهداً كبيراً في التوصل لآلية تقلل الجهد على العمال، وتنجز العمل بصورة أكثر سرعة، وتوصلوا لآلية تخفف الحمل عن عمال الرفع من جهة، وتنجز إتمام الرفع في أقل وقت ممكن، وذلك بسحب الأحجار على زحافات مصنوعة من النخيل وأسفلها جذوع النخيل تشكل ما يشبه العجلات، ويتم سحبها من النهر الذي يتم من خلاله عملية نقل الأحجار؛ حتى مكان البناء، ومع الارتفاع ببناء الهرم؛ يتم رفع مستوى الرمال، وبعد الانتهاء من البناء يتم إزالة الرمال المحيطة به.
وكان مصدر الأحجار المستخدمة في بناء الأهرامات من أماكن مختلة، فيختلف المكان حسب نوع الأحجار المستخدمة، وكان الاعتماد الأول على الحجارة المحيطة بالصحراء التي بُني فيها الأهرامات، فكانت الأحجار الرئيسية في البناء، بينما كانت الأحجار المغلفة للبناء من الخارج من صحراء طره، أما الحجارة التي بنيت بها الغرف الداخلية بالأهرامات فتم جلبها من محاجر .

هندسة بناء الأهرامات

بلغ إتقان بناء الأهرامات دقة عالية يصعب تحقيقها دون وجود براعة هندسية تصل بالمباني القديمة إلى ذلك المستوى، وتظهر البراعة الهندسية في أبهى صورها في بناء الهرم الأكبر “خوفو”، حيث تنم دقة حسابات قياسات الهرم عن تلك البراعة، وتتمثل تلك الحسابات فيما يلي:

  • معدل الخطأ في بناء القواعد الأربعة للهرم تتمثل في 58 مليمتر فقط من حيث الطول.
  • تم بناء الهرم بقاعدة أفقية مسطحة، وتتوازى جهاتها الأربعة مع الجهات الأصلية الحقيقية، وتم بناء القاعدة النهائية المربعة بمعدل خطأ “12 ثانية قوسية” من الدقائق الأربعة القوسية بالجهات الأربعة.
  • عند الوقوف بمنتصف الهرم وتقسيمه لجهة شمالية وجهة جنوبية سيقسم خط المنتصف دلتا صر إلى جزء جنوبي وجزء شرقي بصورة متساوية.
  • تم بناء الهرم بدقة من ناحية الخط الطولي والقطر العرض، فتشير الاتجاهات الأربعة نحو اتجاهات الحدود القديمة لمصر من النواحي الشرقية والشمالية والجنوبية.
  • زوايا الهرم الأربعة تقترب بصورة كبيرة من تشكيل زاوية قائمة 90 درجة.
  • وفي حسابات هندسية متقدمة، يرى الباحثون أن لقياسات الهرم الأكبر دلالات كونية، فعند الوقوف بمنتصفه فإنه يصبح نموذج مصغر لنصف الكرة الشمالي، فتمثل القاعدة خط الاستواء، ويمثل الرأس القطب الشمالي، ومع حساب المسافة من الأسفل للأعلى يكون حساب محيط الأرض المكتشف قديماً.
قد يهمك هذا المقال:   تاريخ الدولة الفاطمية

تدل أهرامات الثلاثة مجتمعة على ما وصلت له عقول المعماريون من عبقرية، وتظهر تلك البراعة في دقة قياسات بناء الأهرامات، وقد تم تصميم الأهرامات الثلاثة بصورة متشابهة، من حيث أماكن البوابات الرئيسة للأهرامات، والمرات الداخلية، والغرف الملحقة، ولمعابد الجنائزية المجاورة لهم، ويوجد بداخل كل هرم حجرة مخصصة للدفن خاصة بالملك، وبها محتويات مختلفة ما بين أواني ومشغولات ذهبية وغيرها، وترتيب الأهرامات الثلاثة من حيث وقت البناء كالتالي:

  1. هرم خوفو: تم بناء الهرم في عصر الأسرة الرابعة، والتحديد في عصر ثاني ملوكها الملك خوفو، وتم بناء الهرم على مساحة تقدر بحوالي 13 فداناً، وهو أكبر الأهرام الثلاثة بمنطقة الجيزة، فيبلغ ارتفاعه وقت بنائه 149 متر، أما ارتفاعه حالياً فهو 137 متر.
  2. هرم خفرع: تم بناء الهرم في عصر الأسرة الرابعة وفي عصر الملك خفرع، وه الهرم الثاني من حيث الحجم فيبلغ ارتفاعه 143.5 متر،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *