من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

الصحابة
يطلَق مصطلح الصحابة ومفرده الصحابي على كلِّ شخصٍ كان قد التقى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدَّقه وآمنَ برسالته وبقيَ على ذلك حتى وافته المنية ولقيَ ربَّه مسلمًا موحدًا، ويشملُ ذلك كلَّ مسلم حتى لو كان أعمى وغير مبصرٍ مثل ابن أم مكتوم -رضي الله عنه-، وأمَّا إذا اجتمع شخص كافر برسول الله ولم يسلم إلا بعد وفاته فإنَّه ليس من الصحابة الكرام، ويعرَف الصحابي بشهادة أحد الصحابة الثقات له أو من خلال روايته عن رسول الله أو بالخبر المتواتر عنه، ويعدُّ أبو بكرٍ الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- أفضل الصحابة على الإطلاق، يليهم بعد ذلك العشرة المبشرين بالجنة، ويليهم رجال بدر ثمَّ رجال أحد، ويأتي بعدهم أصحاب بيعة الرضوان، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه والمرور على نشأته وحياته ووفاته.[١]
من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه
بعد معرفة من هم الصحابة، لا بدَّ من التعرُّف على الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه، فعلى الرغم من أنَّ جميع الصحابة أصحاب فضل كبير إلا أنَّ الله تعالى فضَّل بعضهم على بعض، وخصَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعضَ أصحابه بمزايا دون غيره، فأبو بكرٍ الصديق كان والد زوجته السيدة عائشة وخليفته وخليله وحذيفة بن اليمان كان صاحب سر الرسول وعثمان بن عفان صهره وكان قد تزوج ابنتيه وسمِّي ذي النورين، وقد رويَ أنَّ أحد الصحابة كانت الملائكة تسلم عليه وهو عمران بن حصين -رضي الله عنه-، فقد ورد في الحديث الذي رواه الألباني في السلسلة الضعيفة وقال عنه أنَّه حديثٌ مُنكر عن قتادة: "إنَّ الملائكةَ كانت تصافح عمرانَ بنَ حُصينٍ حتى اكتوى ؛ فتنحَّت"، وروى الحافظ ابن حجر في كتاب الفتح، أنَّ مما ثبتَ أنَّ الصحابي عمران بن حصين كان يسمع حديث الملائكة، كما ذكر المباركفوري في كتاب شرح الترمذي أنَّ عمران بن حصين من علماء الصحابة وقد اعتزل الفتنة وكانت الملائكة تسلم عليه، وبذلك تمَّت الإجابة على سؤال من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه، والله تعالى أعلم.[٢]
ولادة ونشأة عمران بن حصين الخزاعي
ولدَ الصحابي عمران بن حصين في مكة المكرمة وينتمي إلى قبيلة خزاعة المعروفة، فهو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة والمعروف باسم لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر، وكان عمران يكنَّى أبا نجيد، نشأ عمران بن حصين في مكة وأسلم هو ووالده والصحابي أبو هريرة في وقت واحد وذلك في السنة السابعة للهجرة وهو عام خيبر.[٣]
حياة عمران بن حصين الخزاعي
شاركَ عمران بن حصين في العديد من الغزوات مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان من كبار الصحابة وساداتهم، وكان عبد الله بن عامر قد جعله قاضيًا على البصرة ثمَّ طلب أن يُعفى فأعفاه، وعاش حياته في البصرة، ورويَ عن الحسن البصري وعن محمد ابن سيرين أنَّه لم ينزل في البصرة أحد من صحابة رسول الله أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة، وكان منزله في سكة إصطفانوس في البصرة، وعند وقوع الفتنة اعتزلها ولم يقاتل مع علي بن أبي طالب، وكان يعدُّ في ذلك الوقت من فقهاء البصرة، عملَ على نشر العلم وتعليمه للناس، وأكثر ما يدلُّ على ذلك كثرة الذين تتلمذوا وتعلموا على يديه، وقد اشتُهر بفطنته وسرعة بديهته، ومن الأشخاص الذين تعلموا على يديه: بشير بن كعب وبلال بن يحيى وثابت بن أسلم وحبيب بن أبي فضلان وغيرهم، ومن أهم الأقوال التي وردَت عنه: لوددت أنِّي كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف حثيث، افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق وكان يتعاقلون في الجاهلية.[٤]
الأحاديث التي رواها عمران بن حصين
روى عمران بن حصين العديد من الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، منها ما رواها البخاري في صحيحه، ومنها ما ذكرُه غيره من الرواة والمحدِّثين، وفيما يأتي أهم الأحاديث التي رواها عمران بن حصين:
- عن عمران بن حصين أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا أركبُ الأُرجوانَ ولا ألبسُ المُعصْفرَ ولا ألبسُ القميصَ المُكفَّفَ بالحريرِ، قال: وأومأ الحسنُ إلى جيبِ قميصِه، قال: وقال: ألا وطِيبُ الرِّجالِ ريحٌ لا لونَ له، ألا وطِيبُ النِّساءِ لونٌ لا ريحَ له، قال سعيدٌ: أراه قال: إنَّما حملوا قولَه في طِيبِ النِّساءِ على أنَّها إذا أرادت أن تخرُجَ، وأمَّا إذا كانت عند زوجِها فلتتطيَّبْ بما شاءت".[٥]
- من الأحاديث التي رواها أيضًا: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ في القَوْمِ، فَقالَ: يا فُلَانُ ما مَنَعَكَ أنْ تُصَلِّيَ في القَوْمِ؟ فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ولَا مَاءَ، قالَ: عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ فإنَّه يَكْفِيكَ".[٦]
- وفي حديثٍ آخر أنَّ عمران بن حصين كان قد صَلَّى مع عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- بالبَصْرَةِ فَقالَ: "ذَكَّرَنَا هذا الرَّجُلُ صَلَاةً كُنَّا نُصَلِّيهَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرَ أنَّه كانَ يُكَبِّرُ كُلَّما رَفَعَ وكُلَّما وضَعَ".[٧]
وفاة عمران بن حصين الخزاعي
في نهاية مقال حول من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه، لا بدَّ من الإشارة إلى وفاته، فعن حفص بن النضر السلمي وقد كان عمران بن حصين جدُّ أمِّه لأمها، أنَّه قال: حدَّثتني أمِّي عن أمِّها عن عمران بن حصين يوم حضرته المنية وهو والدها، أنَّه فقال عند ذلك: "إذا متُّ فشدوا علي سريري بعمامتي فإذا رجعتم فانحروا وأطعموا"، وتوفي عمران بن حصين في سنة 52 للهجرة ودُفن في البصرة.[٨]
المراجع
- ↑ معرفة الصحابة والتابعين، موقع الألوكة، اطُّلع عليه بتاريخ 30-08-2020.
- ↑ عمران بن حصين، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 03-08-2020.
- ↑ عمران بن حصين، موقع ويكيبيديا، اطُّلع عليه بتاريخ 03-08-2020.
- ↑ عمران بن حصين، موقع قصة الإسلام، اطُّلع عليه بتاريخ 30-08-2020.
- ↑ ابن عبد البر، التمهيد، 161، صحيح.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، 348، صحيح.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، 784، صحيح.
- ↑ عمران بن حصين، موقع قصة الإسلام، اطُّلع عليه بتاريخ 30-08-2020.
-
ثقافة اسلامية