قائد المسلمين في معركة اليرموك

قائد معركة اليرموك

تعتبر معركة اليرموك من أهم المعارك التي ساهمت في انتشار الإسلام واتساع الدولة الإسلامية، فقد كانت تلك المعركة من أهم معارك المسلمين ضد الروم، وكانت المقدمة للقضاء على تواجدهم في ، وقاد هذه المعركة القائد والصحابي الجليل .

نسبه وإسلامه

هو خالد بن الوليد المخزومي القرشي، ولد سنة 30 قبل ؛ وتوفي سنة 21 بعدها، ولد بمكة وعاش بها حتى إسلامه، وهو من قادة الجيوش الإسلامية الذين عرفوا بالقوة والدهاء، وقد أسلم خالد بن الوليد سنة 8 هـ، وكان قبلها من ألد أعداء الإسلام، وواجه المسلمون في معركتي أحد ومؤته، كما كان من المعارضين لصلح الحديبية، وفي سنة 7 هـ أرسل الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ إلى الوليد بن الوليد ليخبره برغبته بإسلام خالد بن الوليد، فما كان من الوليد إلا دعوة خالد للدخول في الإسلام، الأمر الذي استقبله خالد بتفكير دون رفض، وقرر الرحيل إلى المدينة لإعلان إسلامه، وطلب من عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية مرافقته، إلا أنهم رفضوا طلبه، وخرج معه عثمان بن طلحة العبدري، وأثناء رحلتهم للمدينة صادفوا عمرو بن العاص متوجهاً إليها، فدخلوا معاً المدينة في شهر صفر من سنة 8 هـ؛ وأعلنوا إسلامهم، فكانوا من أفضل قادة الجيوش الإسلامية.

مواقفه

عُرف خالد بن الوليد بشجاعته وجرأته في المواجهات الحربية قبل دخوله الإسلام، فكان له الكثير من المواقف التي انتصر فيها على المسلمين، وكانت أول مشاركاته في ، فكان خالد بن الوليد من أهم أسباب هزيمة المسلمين في تلك الغزوة، حيث كان بن الوليد قائداً لميمنة جيش القرشيين، وهو من فطن لخطأ رماة جيش المسلمين وصاحب فكرة الانقضاض عليهم، كما شارك أيضاً في غزوة الخندق، وكانت مهمة تأمين الجيش على عاتقه، وكان يقوم بكافة أدواره بكل حنكة وذكاء.

قد يهمك هذا المقال:   عجائب الدنيا السبع سور الصين العظيم

ولما دخل ابن الوليد الإسلام سنة 8 هـ كان مدداً للمسلمين، فاستعان به الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ في حروبه ضد الغساسنة من السنة الأولى لإسلامه، فخرج بن الوليد في جيش المسلمين المتجه لقتال الغساسنة، وتلاقت الجيوش في مؤته؛ وكانت معركة ضارية، فكان جيش المسلمون يتألف من 3 آلاف مقاتل، بينما انضم الروم إلى الغساسنة وبلغ عدد جيشهم 200 ألف مقاتل، وعندما بدأت المعركة استشهد قائد المسلمين وخلفه أخر فقتل؛ وثالث فقتل، واختار المسلمون بعدها خالد بن الوليد لقيادة الجيش، والذي رأى أن انسحاب الجيش أفضل الحلول، وبفضل خطته المحكمة تمكن من الحفاظ على بقية الجنود والانسحاب دون أن يلاحقه أحد.

ومنذ تلك المعركة وقد أصبح خالد بن الوليد من أهم قادة جيوش المسلمين، فقد لقبه الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ بسيف الله المسلول، للقوة التي يملكها والذكاء الذي تميز به، وقد أصبح خالد بن الوليد قائداً أساسياً للجيوش التي خرجت للفتح طوال عهد الخليفة وحتى بدايات عهد الخليفة عمر بن الخطاب _ رضي الله عنهما _.

بداية الفتوحات الإسلامية

كانت الغزوات والمعارك في عهد محمد – صلى الله عليه وسلم- وسيلة للدفاع عن الإسلام وبلاد المسلمين من الهجمات، أو خروج حملات لحماية الحدود، ولكن بعد وفاة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ انتهج خلفاءه سياسة مختلفة، فكان أبو بكر الصديق _ رضي الله عنه _ أول من فكر في خروج المسلمين والبدء في الدعوة للإسلام خارج حدود شبه الجزيرة العربية، ولكن أبو بكر الصديق واجه مشكلات كبيرة في بداية خلافته؛ مثل محاربة المرتدين ومدعي النبوة، ولكنه ما إن فرغ من القضاء على مشكلاته حتى توجه لفتوحات الشام والعراق.

معركة اليرموك

بعد القضاء على المرتدين كان المثنى بن حارثة الشيباني بالقرب من العراق فأشار على أبو بكر بالتقدم نحو العراق للتتبع فلول المرتدين، فأذن له أبو بكر بغزو جنوب العراق، وقد تمكن المثني من السيطرة على معظم الأراضي الواقعة بجنوب العراق دون مواجهة مقاومة قوية، مما شجع أبو بكر على المضي قدماً في فتح العراق، فقرر إمداد جيوش المثنى بجيوش أخرى للوصول إلى عاصمة الفرس في العراق وهي المدائن، واعتمدت خطته على التقدم بالجيوش من اتجاهات مختلفة، فوجه جيش خالد بن الوليد للتقدم من ناحية الأبلة والتوجه نحو الحيرة، ومن جهة أخرى عياض بن غنم يتقدم من ناحية المصيخ متجهاً نحو الحيرة، ومن يصل منهم أولاً يجتمع الجيشان تحت قيادته.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات عن البحر الاحمر

واستمرت الجيوش الإسلامية في العراق حتى تمكنت من فتح الحيرة، وخاضت الجيوش الكثير من الحروب والمعارك حتى تمكنت من تحقيق ذلك النصر، وكانت من ضمن تلك المعارك معركة دومة الجندل التي كانت فتحاً للمسلمين للدخول إلى بلاد الشام ومواجهة الروم، وبدأت الجيوش الإسلامية في محاربة الروم، إلا أن أولى المواجهات انتهت بهزيمة الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن سعيد، ما دفع أبو بكر لإرسال المدد، فأرسل للشام أربعة جيوش على رأسها أفضل القادة، ولأن جيوش الروم فاقت عدد المسلمين فقد أمدهم أبو بكر بجيش خالد الذي كان ينوي فتح المدائن، إلا أنه توجه إلى الشام لدعم الجيوش.

خالد بن الوليد قائداً لمعركة اليرموك

توجه خالد بن الوليد نحو الشام وأثناء السير بجيشه واجه الروم في معارك عديدة، وقد تمكن من تحقيق انتصارات ساحقة وأكمل طريقه إلى أن علم بتجمع أكبر جيوش الروم في اليرموك، فبلغ عدد الروم 240 ألف مقاتل، ومع مواجهة قوة بهذا العدد قررت جيوش المسلمين في الشام الاتحاد وتكوين جيشاً واحداً لمواجهة الروم، وتولى قيادة الجيش خالد بن الوليد، الذي قسم الجيش إلى فرق وجعل عل كل فرقة أفضل القادة، وبذكاء خالد بن الوليد تمكن من إعداد خطة ساعدته على تفريق جيش الروم وهزيمته، بعدها بدأت تتوالى انتصارات المسلمين ضد الروم في مختلف أقاليم الشام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *