أذكار المساء هي حرز من الشيطان، وأمان للعبد ووقايةٌ له من النار، من قالها في ليلته بقلبه ولسانه ومات دخل الجنة كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سوف نتناول بعض التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المساء وواظب عليها، وعلمها أصحابه، مع ذكر قصة الشيطان وكيف خدع أبا هريرة ثلاث مرات، وما الذكر الذي أخبره به؟
فضل أذكار المساء
عدَّد الفقهاءُ الآثارَ الطيبة التي تعود على المسلم عند ذكر أذكار المساء والتعبد بها، ومنها:
- من قال أذكار المساء فقد أدى شكر ليلته.
- يُوكّل الله بك ملائكة لحراستك وحفظك من شياطين الجن والإنس حتى تصبح.
- توجبُ قراءةُ الأذكار شفاعةَ المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- حرز من الشيطان.
- من صالح الأعمال التي إذا مات فاعلها دخل الجنة.
- يأتي العبد يوم القيامة لا يوجد أفضل منه إلا مَن زاد في تسبيحه وذكره.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات.
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
- من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
- اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
- أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذاب في القبر.
- إذا قرأت: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح، ثلاث مرات، كفتْكَ من كل شيء.
- اللهم ما أمسى بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، من قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته.
قصة عن أذكار المساء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟» قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة، وعيالًا، فرحمته فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله.
فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟» قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالًا، فرحمته فخليت سبيله، قال: «أما إنه قد كذبك، وسيعود» فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} 255 ، حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان، حتى تصبح.
قال أبو هريرة : فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما فعل أسيرك البارحة؟» قلت: يا رسول الله: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: «ما هي؟» قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك: فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب!، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟» قال: لا، قال: «ذاك شيطان» البخاري .