أسباب تساقط الشعر وعلاجه
يسبب بكثرة الهلع أو على حدٍ سواء؛ فمَن لا يرغب بشعرٍ صحيٍ وقويٍ وجميل! وتختلف مقاييس التساقط من شخص لآخر، فقد تسقط بعض الشعيرات من رأس شخصٍ فيخاف ويحزن ويبدأ بالبحث عن علاج، وهذا ناتجٌ عن جهلٍ بدورة حياة شعرة الرأس، ومواقيت تجدد الشعر خلال العام. لذا يشرح هذا المقال كل ما يود المرء معرفته عن أسباب تساقط الشعر وعلاج التساقط، ومتى يبدأ الإنسان بالقلق حقًا.
دورة حياة شعرة الرأس
تنشأ الشعرة من بصيلة الشعر الموجودة أسفل جلد الرأس، وتتكون من الكيراتين. والبصيلة متصلة بأعصابٍ وأوعيةٍ دموية تنقل لها الغذاء، تعمل البصيلة على إنماء شعرة بمعدل 1 سم كل شهر، وبعد بضعة شهور تتوقف الشعرة عن نموها وتبقى على هذه الحال فترة أخرى. تَضمر الشعرة وتتقصف ثم تموت وتسقط بشكل طبيعي، لتعود البصيلة مرة أخرى في إنماء شعرة جديدة. ولأن رأس الإنسان يحتوي على آلاف بصيلات الشعر، تعمل تلك البصيلات في مواقيت مختلفة، وتموت 100 شعرة يوميًا بشكل طبيعي ليتجدد غيرُها، تُعرف بعض شهور السنة بأنها الفترة التي يسقط فيها الشعر أكثر من تساقطه في بقية الشهور، وهي شهور الصيف وخاصة شهر آب (أغسطس).
أسباب تساقط الشعر
تختلف أسباب تساقط الشعر بين النساء والرجال، فلدى أغلب الرجال عوامل وراثية تحفّز تساقط الشعر، بينما تمثّل العوامل الوراثية نسبة صغيرة من أسباب تساقط الشعر عند النساء، ولديهن أسباب أخرى منها أسبابٌ مَرَضية ومنها العادات السيئة وعدم الاعتناء الكافي بالشعر، ومنها الظروف الطبيعية المؤقتة التي تمر بها المرأة مثل الحمل والطمث الشهري والتغيرات الهرمونية. في النقاط التالية استعراضٌ لأهم أسباب تساقط الشعر التي من الممكن منعها أو معالجتها.
خلل الغدة الدرقية
تُفرز العديد من الهرمونات المهمة جدًا في عمل الجسم والأيض، فإذا حدث أي خلل بها سواءً بزيادة أو بنقص الهرمونات يحدث تساقطٌ كبير ومفاجئ للشعر.
الكولسترول وضغط الدم
يضخ القلب الدماء والمواد المغذيّة التي يحملها إلى بصيلات الشعر. عندما يصاب القلب بأي مرضٍ مثل زيادة نسبة الكولسترول وتصلب الشرايين أو سيحدث خلل في نمو الشعر بالتأكيد ويؤدي إلى سقوطه.
سقوط الشعر عند النساء
ثمة أسباب عديدة تسبّب تساقط الشعر عند النساء، مثل: التغيرات الهرمونية أثناء الطمث الشهري، وفي أثناء فترات الحمل والولادة والرضاعة، حيث تفقد الأم جزءاً كبيراً من عناصر جسمها المغذية في وقتٍ قصير. يتساقط الشعر عادةً عند النساء اللاتي تعانين من تكيس المبايض أو أي أمراض بالرحم عمومًا؛ كما توجد آثار جانبية لبعض أدوية منع الحمل متعلّقة بسقوط الشعر أو ضعفه عند النساء اللاتي يستهلكن هذه الأدوية بشكل كبير.
الحالة النفسية
تعتبر الحالات النفسية السيئة قد يمر بها الإنسان من أشهر أسباب تساقط الشعر بغزارة وبشكل مفاجئ، مثل الأزمات النفسية أو فقدان شخص عزيز، أو المرور بموقف ضغطٍ نفسيٍ عالٍ كأزمات العمل أو المنزل، ولهذا السبب تعاني بعض الفتيات من تساقط الشعر قبل زفافهن بسبب الضغط النفسي.
ضعف مناعة الجسم والأنيميا
مناعة الجسم الضعيفة بسبب الأمراض أو سوء التغذية ونقص الحديد في الدم تؤدي إلى تساقط الشعر بغزارة.
نظام غذائي سيئ
يعتمد الشعر على المواد المغذية التي ينقلها له الدم، فمهما حاول الإنسان توفير كريمات خارجية وعلاجات مختلفة فإنها لن تفيد مثلما يفيد الطعام السليم والمغذي. لذلك تعاني السيدات الراغبات بإنقاص الوزن بشكلٍ سريع وخاطئ من تساقط الشعر. يضمن النظام الغذائي المثالي الصحةَ والقوةَ للشعر؛ والنظام الغذائي المثالي هو الذي تتوفر فيه المعادن الأساسية بشكلٍ كافٍ كالحديد والزنك، الفيتامينات الكاملة مثل فيتامين “ج” و”ب”. يحصل الإنسان على هذه العناصر من الخضروات، والفاكهة، والأسماك، والمكسرات، وغيرها من الطعام المغذي الكامل في صورة وجبات منفصلة على مدار اليوم وفي مواقيتها الصحيحة.
العادات السيئة عند التعامل مع الشعر
ثمة نوعان من العادات السيئة التي تتعلق بالشعر: النوع الأول هو الإهمال مثل قلة غسل الشعر أو عدم استخدام المنظفات المناسبة، عدم تمشيطه، الاعتياد على استخدام مجفف الشعر الساخن، كثرة صبغ الشعر. أما النوع الثاني فهو الاعتناء المفرِط مثل كثرة غسل الشعر، فلا يتمكن من تكوين زيوت طبيعية في فروة الرأس، أو ربطه بشكل دائم وعدم إتاحة المجال لتنفس فروة الرأس، مع استعمال الكثير من منتجات الشعر الكيميائية معتقدًا أن تلك المنتجات مفيدة للشعر من كثرة الاستعمال.
منشطات الرياضيين
يتعاطى بعض الرياضيين المنشطاتَ الستيرويدية التي تسرّع بناء عضلات الجسم، كرياضيي كمال الأجسام أو رافعي الأثقال؛ تعمل تلك المنشطات على تغيير هرمونات الجسم وبالتالي يؤثر هذا التغيير على الشعر ويسقطه.
زيادة فيتامين أ
عند تناول المكمّلات الغذائية بطريقةٍ خاطئةٍ والحصول على كمية أكبر من الاحتياج الطبيعي أو تناول أدوية حب الشباب التي تحتوي على فيتامين أ كمادةٍ فعّالة رئيسية، فإن نسبة فيتامين أ تزيد في الجسم ما يؤدي إلى تأثيرٍ عكسيٍ على الشعر ويسبب تساقطه.
حالات مرضية خاصة
ثمة حالات مرضية خاصة أغلبها يسببه العامل الوراثي بشكل كبير؛ وأغلب تلك الحالات لا يوجد لها علاج حتى الآن؛ يمكن سؤال طبيب جلدي متخصص ولكن الحلول الدوائية قليلة جدًا، حتى مع تقدم مجالات زرع الشعر الحديثة تظل العلاجات قيد التطور. من هذه الحالات المرضية: عوامل الصلع الوراثية عند الرجال والنساء، ومرض الثعلبة بأنواعه، ومرض سعفة الرأس وهو التهابٌ يصيب فروة الرأس، وأمراض السرطان، والعلاجات الكيميائية، وغيرها من الحالات التي يصعب علاجها.
علاج تساقط الشعر
في النقاط التالية حلولٌ مقترحة لعلاج تساقط الشعر الناتج عن المسبّبات الطبيعية المذكورة أعلاه؛ وقد لا تصلح الحلول مع كل الحالات ولكنها توفر نتائج مرضية لـ 80% من المرضى. تعمل الوصفات التالية فقط مع نظامٍ من العادات الصحية الجيدة والاعتناء المثالي غير المبالغ فيه بالشعر، وتناول طعامٍ متوازن من العناصر الغذائية.
- عصارة البصل: يمكن استخدام عصارة البصل كمغذٍ طبيعيٍ لبصيلات الشعر، حيث يتم تدليك الرأس بالعصارة لمدة عشر دقائق ثم الغسيل بالشامبو، وتُكرر العملية مرتين أو ثلاث أسبوعيًا.
- زيت جوز الهند: يعمل كعامل وقاية من الرطوبة ومشاكل تقصف الشعر، ويمكن استخدامه بتدليك فروة الرأس مرتين أسبوعياً، وستظهر النتائج سريعًا.
- الحناء: من أقدم الوصفات المنزلية الشعبية، وهي في الحقيقة مفيدة جدًا للشعر، ويمكن استخدامها بمفردها أو مع زيت جوز الهند أو الخردل، كما تعطي الشعر لوناً طبيعياً مميزاً.
- بياض البيض وزيت الزيتون: يمكن خلط مقدار من الاثنين وعمل عجينة توزَّع على الشعر لمدة 20 دقيقة، ثم يُغسل الشعر جيدًا.
- الشاي الأخضر: يحتوي على مضادات الأكسدة التي تعمل على تقوية الشعر، ويمكن شرب كوب من الشاي الأخضر يوميًا والاحتفاظ ببقايا الأكياس لوضعها على الشعر في وقتٍ لاحقٍ قبل غسله.
- قشور الفواكه: أشهر الفواكه منفعةً لعلاج تساقط الشعر هي قشور الرمان والفراولة والتوت الأسود؛ يؤدي تناول تلك الفواكه واستخدام عصارتها أو قشورها على الشعر قبل غسيله إلى نتائج مبهرة جدًا.