الكاريكاتير.. ذلك الفن الممتع الساخر، الذي يُعبِّر عن القضايا برسوماتٍ صغيرة مضحكة حينًا ومبكية حينًا آخر، لكنَّها تبث رسالةً وتحمل قضية.
ينقسم الكاريكاتير إلى أكثر من قسم، فمنه السياسي و، أما الكاريكاتير السياسي فهو مشعل الثورات والمُعبِّر عنها، ولذلك سنتعرَّف من خلال التقرير على أشهر رسامي الثورات العربية:
أحمد نادي.. رسام الثورة المصرية
من بعد ثورة 25 يناير عام 2010، ذاع صيت الكاريكاتير السياسي للفنان أحمد نادي، إذ تميَّزت ريشته بالجرأة وعنفوان الثورة، فكان يرصد الأحداث ويُعبِّر عنها برسمه الساخر.
بدأت مسيرة أحمد نادي الفنية منذ سنٍّ صغيرة جدًّا؛ ففي الرابعة عشرة من عمره، أرسل نادي أول أعماله إلى مجلةٍ ، ومن بعدها توجَّه إلى الرسم في مجلات الأطفال، فكانت ألوانه تبدع في مجلة علاء الدين، ومجلة سمير، وعالم سمسم، وغيرها.
ويُعدُّ رسام الثورة المصرية من أشهر فناني القصص المصورة في ، وقد حاز الكثير من الجوائز المحلية والدولية، ففي عام 1996 حصل على المركز الثالث في مسابقة “أين نعيش” التي أقامتها منظمة اليونسكو، بالإضافة إلى جائزة أحسن رسام كاريكاتير من مجلةٍ متخصصة في هذا المجال، أما في عام 2004 فقد حصل على لقبٍ شرفي من معرض “مصر في قلبي” التابع لوزارة الثقافة المصرية.
كارلوس لاتوف.. رسام برازيلي للثورات العربية
من أشهر رسامي الكاريكاتير السياسي في الشرق الأوسط، وهو رسام برازيلي من أصلٍ عربي فلسطيني، تميَّزت رسوماته بالجرأة والنقد اللاذع ضد الحكومات والإسرائيلية، فكان يُصوِّرهم في رسومه دائمًا بالنازيين أو الشياطين.
وهذه الجرأة في الرسم شنَّت عليه حربًا من الانتقادات والاتهامات، كان أبرزها معاداته للسامية برسوماته النازية، نظرًا إلى دفاعه عن القضية الفلسطينية والانتفاضة، وتصويره لمُعاناة الفلسطينين في الأرض المحتلة كجماعةٍ مُضطهَدة من قبل إسرائيل.
وجاء ردُّ لاتوف على هذه الاتهامات بقوله: “رسوماتي لا تُركِّز على اليهود أو على اليهودية، ولكنَّ تركيزي على إسرائيل ككيانٍ سياسي، كحكومة، على كون قواتها المسلحة تابعةً للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتُركِّز خصوصًا على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين”.
ومن ضمن القضايا الأخرى التي صورها كارلوس لاتوف، الذي يُطلَق عليه رسام الثورة، الثورة المصرية، والقضية السورية، والكاريكاتير ضد العنصرية، وهجومه وعداوته للعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان.
ناجي العلي.. رمز القضية الفلسطينية
ناجي العلي صانع شخصية “حنظلة”، الطفل الفلسطيني ذي العشر سنوات الذي يُدير ظهره ، ويُعدُّ الآن رمزًا للقضية الفلسطينية. كانت بداية ظهور حنظلة في جريدة السياسة الكويتية عام 1967، ليُصبح بعدها أيقونةً للضعف العربي تجاه القضية الفلسطينية.
وناجي العلى من أشهر رسامي الكاريكاتير، وهو فلسطيني، تميَّزت رسوماته بالوعي تجاه قضية بلده التي يدافع عنها، والريادة في مجال استخدام الفنِّ للتغيير السياسي، فجاء الكاريكاتير ناقدًا لكلِّ من يراه العلي مُقصِّرًا تجاه قضية بلده، فانتقد إسرائيل، وانتقد بعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، والأنظمة العربية، وأيضًا ياسر عرفات نفسه.
ونتيجة لنقده وجرأته اُغتيل بلندن في 22 يوليو عام 1987، ودخل في غيبوبةٍ حتى وفاته المنية في 29 أغسطس من العام نفسه، وكانت أصابع الاتهام موجهة ناحية كل من وجَّه إليهم نقدًا، لا سيما الموساد الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية.
علي فرازات.. ريشة الثورة السورية
رسام عالمي تميَّز باتجاهه ورسوماته المعارضة للنظام السوري القائم، مما يُرجِّح أن له دورًا في إشعال الثورة السورية، وهو مُصنَّف ضمن 100 أفضل رسامٍ على مستوى العالم.
تتميَّز رسومات علي فرازات بالاعتماد على الترميز والتلميح في النقد والمعارضة حتى تتحايل على الأجهزة الرقابية، وقد كان لرسمه الأثر في نفوس الشعب السوري الذين أحسوا أن ذلك الكاريكاتير يُعبِّر عنهم وعن معاناتهم. ومع بداية الثورة السورية كانت ريشة الفنان علي فرازات تحارب قمع السلطة وتبث شكوى الشعب المنتفض.
حصل الرسام الكبير على الكثير من الجوائز على المستويات المحلية والعربية والعالمية، ومنها: الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي عام 1987، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية، وأيضًا جائزة ساخروف لحرية الفكر. وقد أدت تلك الحرية التي أعطاها لرسوماته وكاريكاتيره إلى تعرضه للاعتداء الجسدي عام 2011.