الأمومة
الأمومة أعظم شعور تحمله الأم تجاه طفلها، وفرحة لا مثيل لها عندما تتعدى عملية الولادة وتلمسها طفلها لأول مرة فرحة تتعدى مرات الألم وانقباضات الرحم وسهر الليالي الطويلة بل وتتعدى التي قد تمر به المرأة الحامل عند تغير شكل جسدها والأرهاق والدوار والقئ وجميع التى تصاحب الأم لمدة تسعة أشهر تقضيها بالصبر لتنال ثمرة صبرها فى نهاية الأمر جنين يشبع عاطفة الأمومة لديها، بعدها تبدأ سلسلة التضحيات التى تقدمها بكل ترحيب فتربى لنا أبناء وثمرة وقوام مجتمع بأكمله فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقى “الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبا طيب الأعــراق”.
لذا لم تنال الأم منزلتها من فراغ فلا يوجد من يتحمل مثلها بصبر كل تلك الآلآم ويفرح ويحب من يسببها لا الأب ولا الأخ ولا الأخت ولا حتى الزوجة، فحب الأم يسمو بمنزلته عن العشق الذي يزول وتبهت شعلته لأقل سبب.
لذا لوجب علينا تقديم يد العون لهذه الأم العظيمة ببعض نصائح تفيدها لتسهيل عملية الولادة وتخفييف ألمها.
عملية الولادة
تبدأ الأم بالاستعداد لاستقبال طفلها بداية من الشهر الثامن فتقوم بشراء ملابس الطفل وتجهيز الأغراض اللازمة لعملية الولادة والاستعداد لعملية الولادة وخروج الجنين من رحمها بداية من الأسبوع الثامن والثلاثين من عمر الجنين حتى نهاية الأسبوع الواحد والأربعين أي آخر ثلاثة أسابيع من الشهر التاسع.
ونقصد بالولادة خروج الطفل من رحم الأم بعد مدة تتراوح ما بين سبعة وتسعة أشهر وهناك نوعين من الولادة وهما الولادة الطبيعية والولادة القيصرية.
الولادة الطبيعية
نقصد بها خروج الطفل من جسد الأم دون أى تدخل جراحى ويتم خروج الطفل عبر المهبل عن طريق سلسلة متصاعدة من انقباضات وتقلصات الرحم والتي تساعد على دفع الجنين بالمشيمة التي تحمله لخارج جسد الأم.
والولادة الطبيعية لها العديد من الأعراض التى تعمل كمنبه للأم الحامل لموعد وصول الجنين وتشمل تلك الأعراض تقلصات الرحم أو ما يُطلق عليها “الطلق الكاذب” ويُسمى بالكاذب لأنه يبدأ قبل موعد الولادة بحوالى أربع أو ثمان أسابيع ويتصاعد وتيرة التقلصات بمرور الوقت حتى تصل لذروتها في الأسبوع الأخير للحمل، عندها يبدأ عنق الرحم بالاتساع ليستوعب نزول الطفل، حينها يتخذ الجنين الوضع المقلوب فتكون رأسه لأسفل فى حين رجله لأعلى لتسهيل عملية نزوله من رحم الأم، وتبدأ عملية الولادة الطبيعية بنزول الإفرازات المختطلة بالدم ثم نزول ماء الجنين وحينها تدخل الأم مرحلة المخاض وتزداد الآلام أسفل الظهر وتتزايد انقباضات الرحم حتى يصل الطفل للحياة، وعادة ما تستغرق عملية الولادة الطبيعية حوالى الساعتين.
الولادة القيصرية
تلتزم تدخل جراحي لخروج الطفل من رحم الأم عبر شق جزء صغير في الجسد فوق الرحم مباشرة وعلى الرغم من أن الولادة الطبيعية قرار فالولادة القيصرية إجبار لبعض الحالات العسيرة وذلك لإنقاذ الأم والطفل وتجنب حدوث مضاعفات سيئة تؤثر على صحة وحياة أي منهما.
وعلى عكس الولادة الطبيعية فالولادة القيصرية لا توجد علامات لازمة لحدوثها فتتم باتفاق بين الطبيب والمرأة الحامل وتحديدهما لموعد الولادة وغالباً ما يكون قبل انتهاء الشهر التاسع من الحمل ولكن يُشترط أن تصوم المرأة لمدة لا تقل عن أثني عشر ساعة قبل موعد الولادة القيصرية وتقوم بإجراء بعض التحاليل اللازمة لتجنب حدوث أي مضاعفات.
أشياء تُسهل عملية الولادة
هناك الكثير من النصائح التي تقدمها لنا الأمهات والجدات اللاتي تعودن عليها لتكون عملية الولادة سهلة وبلا آلام ومن ضمن تلك النصائح من نعتبرها بلا جدوى ولكن حديثاً حين تقدم العلم وتم إجراء العديد من الأبحاث والتجارب اكُتشف أن تلك المعلومات والنصائح الذهبية لجداتنا لم تذهب سُدى بل وأثبتت فاعليتها في تسهيل عملية الولادة ومن ضمن تلك النصائح والأشياء ما سنذكره لكِ.
المشي
من أكثر ما ينصح به الكثيرات هو ممارسة رياضة المشي وصعود الدرج ويجب البدء في المشي في نهاية الشهر التاسع وبالأخص آخر أسبوعين من الحمل وقد أثبت الأبحاث أن كثرة المشي في آخر شهر من الحمل يعمل على تهيئة الجسم لعملية الولادة ويؤدى إلى تنشيط الجنين فيغير وضعه داخل الرحم بحيث تكون رأسه لأسفل جهة عنق الرحم وبذلك يُسهل على الأم عملية الولادة. جدير بالذكر أن المشي يُفيد في حالة الولادة الطبيعية بينما لا يناسب حالة الولادة القيصرية لذا يجب استشارة الطبيب والذي سيُحدد لكِ في بداية الشهر الأخير من الحمل هل ستلدين ولادة طبيعية أم ستحتاجين لتدخل جراحي بولادة قيصرية.
العلاقة الحميمية
هناك مصري يقول “من يُحضر الجن يصرفه” تلك المقولة تنطبق بالكامل في هذه الحالة فكما حصلتي على جنينك بالعلاقة الحميمية فممارسة العلاقة الحميمية بشكل منتظم في الشهر الأخير للحمل خاصة الفصل التاسع يعمل على تسهيل عملية الولادة ورغم الزعم أن تلك خرافات من العهد القديم إلا أن الدراسات أثبتت أن السائل المنوي للرجل يحتوي على هرمون يُسمى البروستاغلاندينات يعمل على اتساع عنق الرحم وتزيد من انقباضات الولادة ولكن يجب الحرص على استشارة الطبيب.
تدليك حلمة الثدي
التدليك المستمر لحلمة الثدي يعمل على تحفيز إفراز هرمون يُسمى هرمون الأوكسيتوسين وهو المسؤول عن حدوث انقباضات الرحم لذا يُنصح بتدليك الحلمتين بلطف الأمر الذي يجهز الثدي لعملية الرضاعة الطبيعية.
الطعام الحار والمشروبات الطبيعية
هناك الكثير من الاعتقادات التي تدل على تأثير البهارات الحارة والكاري حيث تُحفز الأمعاء الداخلية وبالتالي لقربها من الرحم تحفز الرحم بشكل غير مباشر فيزيد من الانقباضات اللازمة لعملية الولادة وكذلك بالنسبة للفواكه وخاصة فاكهة الأناناس التي تحتوي على انزيم يُسمى إنزيم بروميلين والذي له دور كبير في تزايد انقباضات الرحم ومشروب أوراق التوت له نفس التأثير لذا ينصح الأطباء بعدم تناول مشروب التوت قبل مرور 38 أسبوع من عمر الجنين لتجنب خطورة الإجهاض، ولا ننسى أن له تأثير مشابه لتأثير الأناناس والأطعمة الحارة ولكن من الممكن أن يسبب بعض الأعراض الجانبية كالقيء والاسهال لذا يجب الحرص قبل استخدامه ومن الممكن البقاء في الجانب الآمن واستخدام البهارات ومشروب الأعشاب الحارة والتوت.
التمر والرطب
لا يجب علينا اهمال والرطب لفوائده الكثيرة خاصة في مرحلة المخاض والولادة وقد أثبتت الأبحاث أن التمر والرطب غني بالسكريات والفيتامينات والمعادن والبوتاسيوم التي تمنح جسم الأم الطاقة اللازمة للقيام بالمجهود الشاق في عملية الولادة، كما يعمل على تنظيف كلاً من الأمعاء الداخلية والقولون ويقي الأم من مرض الإمساك الذي عادة ما يُصيب الأم بعد عملية الولادة، وينظم أيضاً وتيرة الطلق مما يمنع نزيف الرحم ويزيل التشنج العضلي ويقي من خطورة الضغط المرتفع، ويكفى قول الله تعالى “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا” للتأكد من عظم فائدة الرطب والتمر للمرأة أثناء وبعد عملية الولادة.