يتسبب شرب الخمر في أضرار متعددة على صحة الإنسان العضوية والنفسية؛ ولذلك حرّم الشرع الخمر وجعله من .
علامات مدمن الخمر
هناك علامات يُتعرَّفُ من خلالها على مدمن الخمر تشمل:
- تناول الخمر ليلًا ونهارًا وتعاطي المشروبات الكحولية المحلية.
- وجود آثار لحروق على الملابس نتيجة التغيب عن الوعي.
- ضعف الذاكرة ووجود مشكلات في العمل والحياة الأسرية.
- نزف دموي وعسر في .
- أن يكون الوجه واليدان في حالة توهج واحمرار، مع ارتعاش اليدين.
- الحرص على التعاطي سرًّا حتى لا يتعرض للمنع.
- والتوتر عند عدم الحصول على الخمر.
تختلف أنواع المواد الكحولية التي يتناولها مدمنو الخمر، ويختلف كذلك تأثيرها الصحي، وطريقة الكشف عنها، والنظام العلاجي المتبع للتخلص من آثارها، ويرجع هذا الاختلاف للعمليات الحيوية التي تحدث لكل نوع، والنواتج الهضمية له وطبيعة الأضرار التي يحدثها.
فالخمور التي يعد الإيثانول المكونَ الرئيسَ فيها تسبب حسب كميتها ثلاث درجات من السُمّية، في المرحلة الطفيفة تظهر على متعاطيها مظاهر النشوة، والابتهاج، وكثرة الحديث، وفي المرحلة المتوسطة يظهر احمرار الوجه، وارتعاش اليدين، ويصبح الكلام غير مفهومٍ، إضافة إلى القيء والغثيان، وعدم المقدرة على التوازن، وتصبح الرؤية مشوشة أو مزدوجة، أما في المرحلة المتقدمة فيضيق بؤبؤ العين بدرجة كبيرة لا تساعد على الرؤية، وقد يصاب الشخص بالإغماء نتيجة ضيق في التنفس، وتحدث التشنجات مرتبطة مع الشخص ودرجة حرارته.
أما النوع الآخر من الكحول وهو الميثانول فعادة ما يُتعرض له عن طريق الخطأ ولا يدخل في صناعة الكحول، ويسبب التعرض له تشوش النظر وازدواجيته، والحساسية ضد الضوء، وضعف حدة البصر بدرجة قد تصل إلى العمى، وقد تحدث الوفاة بسبب الاختناق.
ويعد الإيثايلين جلايكول Ethylene glycol نوعًا ثالثًا من الكحول يستخدم في صناعة الخمور، ويمتص الجسمُ هذا النوع عن طريق الأمعاء، ثم ينتقل إلى الكبد حيث يتحول هناك إلى مادة جلايكولك أسد Glycolic acid والمعروفة بتكوينها لرواسب الكالسيوم Calcium oxalate crystals في الكلى مما يتسبب في إيذاء الكليتين والتأثير في وظيفتهما.
ويتم الكشف عن وجود هذه المادة في الجسم بشكل مباشر، حيث يُقاس مستواه في الدم، وبشكل غير مباشر عن طريق قياس مستوى الكالسيوم في الدم، وإجراء تحليل للبول، وتخطيط ضربات القلب، ويتمثل العلاج في هذه الحالة في إجراء الغسيل الكلوي وإعطاء المتعاطي مادة إيثانول ميثايل بايرازول Ethanol Methyl Pyrazol لتعادل سمية الكحول وتعالجها.
وتختلف الأعراض ودرجات السُمّية التي تنشأ عن هذه المادة بمرور الوقت، فخلال ساعة إلى ساعتين من التعاطي يكون التأثير على الجهاز العصبي المركزي، وتشمل الأعراض الترنح، والتشنجات، والإغماء، أما المرحلة الثانية فتظهر أعراضها بعد مرور اثنتي عشرة ساعة من التعاطي، وتؤثر في القلب والجهاز التنفسي؛ حيث تتورم الرئتان ويصاب القلب بالفشل، وفي المرحلة الثالثة يتدرج الشخص من قلة خروج البول إلى انعدامه؛ مما يسبب الفشل الكلوي، ويقل مستوى الكالسيوم في الجسم بشكل كبير لتجمعه في الكليتين على شكل رواسب.
أضرار الخمر الصحية
لا تظهر الآثار الصحية لشرب الخمر إلا بعد فترة طويلة وهو الأمر الذي يسبب التهاون في تناوله، وتبدأ هذه الآثار بالظهور في الكبد باعتباره أحد أكثر الأعضاء حساسية؛ ولأنه المتعرض الأكبر للكحول التي تنتقل إليه بعد امتصاصها من الأمعاء؛ لذلك تُعدُّ أمراض الكبد الناتجة عن الكحول قسمًا منفصلًا له فحوصاته التشخيصية وطريقته العلاجية، فعادة ما يتم استقلاب الكحول في الكبد بوساطة انزيم alcohol dehydrogenase والذي يحول الكحول إلى ألدهايد، ثم يُحوَّلُ هذا الألدهايد بوساطة إنزيم aldehyde dehydrogenase إلى حمض، وتتسبب هذه الأحماض الناتجة عن الكحول في تغير حاد في الوسط المتعادل PH الذي يوجد فيه جسم الإنسان في الحالة الاعتيادية، والذي تتم فيه مختلف العمليات الحيوية بالجسم؛ مما يتسبب في الكثير من الاضطرابات والمشكلات الصحية.
يرتبط تعاطي الخمر بالإصابة بسرطان القولون وسرطان الثدي، ويسبب أضرارًا بالغة بالكبد تظهر في الإصابة باليرقان والاستسقاء والتليف الكبدي، وعندما يحدث التليف الكبدي فإن استقلاب الجلوكوز سيتأثر بشكل كبير وسيعاني الشخص من هبوط دائم في مستوى السكر بالدم، مع ارتفاع الضغط في الأوعية الدموية بالكبد.
وذلك بالإضافة إلى التهاب البنكرياس الذي تظهر أعراضه على شكل ألم حاد في أعلى البطن يمتد حتى الظهر، وداء سكري ثانوي، وقيء وغثيان، وحدوث تآكل ونزيف في أنسجة البنكرياس.
ويسبب الخمر مرض البري بري والذي يعرّف بأنه مرض ناتج عن نقص فيتامين B1، وتظهر أعراضه بحرارة في القدمين، واحتباس للماء والصوديوم في الجسم، وتوسع في الأوعية الدموية الطرفية، وحدوث فشل قلبي وعائي.
أما مشكلات سوء التغذية الناتجة عن شرب الخمر فتشمل الدوار والتعب، وارتخاء عضلات العين وضعفها، وفقد الذاكرة، والتخريف والهلوسة، واللامبالاة، والترنح، والارتباك، وضعف التركيز، ومرض كورساكوف والذي يرتبط بتلف خلايا الذاكرة في المخ، وهو مرض مرتبط بنقص فيتامين B1.
ويزيد الخمر من مستوى مواد تتنافس مع الـ Uric acid في النواقل نفسها داخل أنابيب الكلى، فتمنع عملية التخلص من الفائض منه عن طريق الكلية؛ فيؤدي ذلك إلى ارتفاعه، والإصابة بمرض القاوت.
وفي الرجال يقلل الخمر من مستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون)، ويزيد من مستويات هرمون الأنوثة (الاستروجين)؛ مما يسبب مشكلات الخصوبة والإنجاب، كما يزيد الخمر من مستوى هرمون الكورتيزون متسببًا في زيادة الوزن غير المتوازنة، وتزول هذه العلامات عند الإقلاع بشكل كامل عن تناول الخمر.
فحوصات الكشف عن الخمر
يتم الكشف عن وجود الخمر عن طريق قياس مستواه في الدم والبول، وقياس مستواه في الهواء الخارج من الشخص المتعاطي، لأنها تظهر بقوة في الرائحة والتنفس. وتستخدم الشرطةُ إنزيم GGT لإثبات حالات القيادة في أثناء التعاطي؛ لأنه يرتبط بتعاطي الكحول بشكل مباشر، كما يستخدم في اختبار تأثيرات الكحول على الكبد لأنه أسرع إنزيمات الكبد ارتفاعًا عند حدوث خلل في الكبد، أما بالنسبة لإنزيمي AST و ALT فإن زيادتهما في حالات أخرى كثيرة تجعل استخدامهما في حالات أمراض الكبد الناتجة عن الكحول محدودًا؛ إلا إذا لوحظت النسبة بينهما، والتي تعد مؤشرًا دقيقًا؛ حيث تزيد نسبة الـ AST إلى ALT لتصل إلى 2 في حالة أمراض الكبد المرتبطة بالكحول.
العلاج الطبي
يشمل التدخل العلاجي الطبي إعطاء الشخص مادة الجلوكوز على شكل محلول وريدي وذلك لعلاج هبوط السكر، والتدفئة لعلاج الانخفاض الحاد في درجة حرارة الجسم، وإعطاء إنزيمات نازعة للهيدروجين dehydrogenase enzymes لكي تثبط عملية هضم الكحول واستقلابها إلى نواتج هضمية سامة، وعلى الجانب الآخر يتم إعطاء فيتامين B6 ليحفز هضم الكحول واستقلابها إلى نواتج هضمية غير سامة يستطيع الجسم إخراجها عن طريق البول، وتعد مادة ميثايل بايرازول Methyl Pyrazol مادة مضادة لسمية الكحول تُعطى للمتعاطي لعلاجه؛ ويُنظَّفُ الجهاز الهضمي عن طريق الغسيل المعدي بمادة بيكربونات الصوديوم، وتُخرجُ المدرراتُ المزيدَ من السموم الموجودة في الجسم عن طريق البول، وتحتاج بعض الحالات إلى إجراء غسيل كلوي بالكامل.