ندرك جيدًا أن لكلِّ دولة أو بلد عاداتٍ وتقاليد تختلف عن عادات البلاد الأخرى، وذلك لطبيعة الثقافة والمنشأ والتربية والتعليم، لكن هناك بعض التقاليد الغريبة التي تخطَّت الإدراك العقلي والمنطق بمراحل، ولا تجد لها أي تفسير منطقي سوى أنها عادة، حتى وإن لم تتفق مع العقل أصلًا.
في هذا المقال، نأخذكم في رحلة شائقة داخل مجموعة من البلاد، نقتنص منها بعض هذه التقاليد العجيبة ونحاول نقلها لكم، فهيا بنا.
توديع الأموات
من المؤكد أنك تعرضت لموقف موت أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو المعارف، ولا شك أن ذلك قد أحزنك كثيرًا وأردت توديعه بالبقاء معه لأطول فترة ممكنة، لكنك بالتأكيد قُمت بإجراءات الدفن العادية، فما هي إلا ساعات وتبدأ الجثة في التحلُّل، وهو ما لا يستطيع الإنسان مشاهدته، فهي عملية مثيرة للحزن والاشمئزاز في آنٍ واحد.
لكن في منطقة توارجا (إحدى القرى في إندونيسيا) يختلف الأمر تمامًا؛ فعند وفاة أحد أفراد أسرتك يمكنك بكلِّ بساطة الاحتفاظ به داخل منزلك في غرفة منفصلة لفترة طويلة قد تصل إلى عدة أشهُر، وذلك لإجراء بعض الطقوس الدينية، بعدها يمكنك القيام بإجراءات الدفن العادية.
عبادات غريبة
تُعرَف اليابان بأنها إحدى الدول متعددة الديانات، إلا أن الشنتوية والبوذية هما أشهر ديانتين هناك، لكن في قبيلة إينو -وهي إحدى القبائل القديمة في الهند- كانوا يعبدون الدب؛ فهم يرون أنه إله يسير بين البشر.
أما عن طقوس هذه العبادة فهي الأغرب حقًّا؛ فهم يقومون على قتل الإله أو الدب وشرب دمه وأكل لحمه، وفي النهاية لا يتركون منه إلا الجمجمة، التي يعلقونها ثم يقدمون إليها القرابين ويتقربون منها بالصلوات.
حساء الموز بطعم الموتى
إذا كنت أحد سكان قبيلة “يانومامو” فسوف ينتهي بك الأمر كوجبة حساءٍ خفيفة مع !
تقع قبيلة يانومامو بإحدى القرى داخل غابات الأمازون في المنطقة بين البرازيل وفنزويلا، وهناك حيث الغابات المطيرة الساحرة، يعتقد أهل القبيلة أن الطريق إلى الجنة يكون عن طريق حساء الموز!!! نعم حساء الموز، في أحد الطقوس الأكثر غرابة حول العالم.
عندما يموت أحد سكان القبيلة، يلفُّه بقية السكان في ورق الشجر ويتركونه لمدة شهر تقريبًا في الغابة حتى يتحلل تمامًا، بعدها تُجمَع عظام المتوفى وتُسحَق تمامًا، ثم تُخلَط مع حساء الموز وتُوزَّع على جميع أفراد القبيلة، وهنا -طبقًا لهذه الطقوس- تكون روح المتوفى قد وصلت إلى الجنة بحسب اعتقادهم.
لحياةٍ سعيدة.. اكسر مرحاضك
فهذه إحدى التقاليد الغريبة التي يشتهر بها الشعب الألماني، وهي تُعدُّ أحد طقوس الزفاف السعيد، فحلم كل شابٍّ هو زوجة جميلة وبيت هادئ ورائع، وذلك من أجل قضاء ليلة زفاف سعيدة مليئة بالمشاعر والحب، لكن في ألمانيا الأمر مختلف؛ ففي ليلة الزفاف يزور أهل العروسين منزل العروس الجديد ويُكسِّرون كل ما يرونه من مرايا وأطباق، حتى المراحيض والبلاط يُكسِّرونه، وذلك حتى يأتي العريس وعروسه لقضاء ليلة زفافهم في تنظيف المنزل، وهو ما يُعبِّر عن تحمُّلهم المسؤولية والتشارك في جميع شؤون الحياة.
إظهار مشاعر الحزن عبر قطع الأصابع
إذا زُرت قبيلة “داني” فلا تتعجب إذا رأيت النساء دون أصابع! فهو أمر عادي هناك؛ إذ تجري قبيلة داني -وهي إحدى القبائل الإندونيسية- طقوسًا غريبة عند الوفاة، وذلك في حال كان المتوفى ذكر.
تحضر الزوجة أو الابنة أو حتى الأخت ويُقطَع إصبعها ومن ثمَّ يُكوى حتى تشعر بالألم نفسه الذي شعر به المتوفى، وهو ما يسبب ألمًا شديدًا للمرأة، فهذه القبائل لا تعترف بالتخدير، وكل ما يسع المرأة فعله هو ربط إصبعها بالخيط لمدة ثلاثين دقيقة حتى تشعر بالخدر فيه، ثم يقطعون إصبعها مباشرة.
بوفيه مفتوح للقرود
تُعدُّ القرود أحد الحيوانات الذكية والمحظوظة جدًّا، وذلك لأنها تتشابه مع البشر في كثير من الصفات، وفي يعظمون شأن القرود ويعدُّونها من أفراد العائلة.
وكتقليدٍ رسمي لمدينة “بوري” في بانكوك، يُعِدُّ سكان المدينة وليمةً ضخمة جدًّا من الفاكهة، يصل وزنها إلى ثلاثة أطنان تقريبًا، ومن ثمَّ يزينونها بالورود ويضعونها بأحد شوارع المدينة الرئيسية حتى يأتي إليها القرود من كل جهة ليستمتعوا بوجبةٍ شهية من الفاكهة، ويُعدُّ ذلك أحد أنواع الاحتفال لديهم.