لطالما تنّوع تعريف لدى المُقبلين على الاختبارات؛ حيث تزداد الرغبة في إيجاد حلّ سحري لتحسين طرق المذاكرة لدى المقبل على اجتياز امتحان ما، وهو ما يتعذّر إيجاده عند اقتراب موعد الامتحان بشكل كبير، مع وجود عدة ممارسات وأفكار مخطئة منتشرة بكثرة في المجتمعات العربية حول المذاكرة. وتتنوع طرق المذاكرة؛ حيث لا توجد طريقة واحدة معترف بها بأنها أفضل طريقة للمذاكرة، وهو ما يُعزى إلى اختلاف طبيعة كل إنسان وقدراته، مع ذلك، فإن هنالك عدة طرق يمكن وصفها بالبسيطة، تختلف عن الطرق السائدة في العديد من . هذه أفضل طرق المذاكرة للباحثين عن تقوية ذاكرتهم وتبني نمط مذاكرة فعّال.
تجربة طرق جديدة للمذاكرة
بالعودة إلى الاختلاف الذي يميّز طرق المذاكرة وفاعليتها من شخص لآخر، تبرز الوسيلة الوحيدة لتعرف الإنسان على طريقة المذاكرة الأنسب بالنسبة له من خلال التجربة؛ حيث سيكون عليه تجربة طرق مذاكرة مختلفة وملاحظة الفرق من حيث استجابته لإحدى الطرق المتمثلة في المذاكرة من خلال اختبار التلميذ أو الطالب لنفسه؛ إذ يعمل في البداية على مذاكرة صفحة تضم معلومات معينة حول ما يود مذاكرته، ثم بعد ذلك يختبر نفسه بنفسه فيما ذاكره. وتتيح مثل هذه الاختبارات الشخصية منح شعور مألوف للمقبل على الاختبار؛ حيث يمكن اعتبار مثل هذه الاختبارات اختبارات مصغرة تسبق الاختبار الأساس الذي سيشمل المادة نفسها التي دُرست وأُجري اختبار فيها، الشيء الذي يؤثر إيجابيًّا في بالنظر إلى الضغط والقلق و الذي تتسبب به الاختبارات.
مباعدة عملية المذاكرة
أكبر خطأ يقع فيه التلاميذ والطلاب هو تأجيل المذاكرة للأسبوع الأخير أو حتى الأيام القليلة التي تسبق الامتحانات، وهو ما يؤثر سلبًا في نتائجهم؛ حيث إن تأخير المذاكرة يؤدي إلى تراكم دروس كثيرة يتوجب على التلميذ مذاكرتها في وقت قصير، الشيء الذي يتسبب في ضغط كبير وتأثير سلبي على عملية المذاكرة. وعليه، يعد أفضل حلّ للمذاكرة بنجاعة هو تحويل عملية المذاكرة من عملية يلجأ إليها الطالب قبل فترة معينة، إلى عادة يداوم عليها وتصبح جزءًا من نشاطه اليومي، ففي اليوم 24 ساعة، في حال تنظيم الإنسان لوقته سيستطيع إنجاز العديد من الأشياء المهمة الإيجابية، فساعة واحدة يوميًّا تكفي ليداوم الطالب على المذاكرة، الشيء الذي سيغنيه عن مواجهة الضغط الناتج عن الاختبارات عند اقتراب موعدها.
المذاكرة مع زميل
قد تكون المذاكرة مع زميل أحد أفضل طرق المذاكرة بالنسبة لبعضهم، في حين قد لا يجد آخرون نفعًا كبيرًا في المذاكرة مع شخص آخر، وهو أمر طبيعي يرجع إلى قابلية المذاكرة لدى كل شخص. وتعد المذاكرة مع زميل مفيدة من عدة نواحٍ؛ حيث سيجد كلا الطرفين مصدرَ تشجيع ودافعًا يدفعهم للالتزام بموعد المذاكرة والنمط المحدد، وهو ما لا ينطبق على المذاكرة وحيدًا، فمثلًا، بدلًا من المذاكرة في السرير والتوقف عن المذاكرة بعد 5 أو 10 دقائق من أجل تفقد الهاتف، سيكون على الطالب الخروج من المنزل، والتوجه إلى مكان اللقاء من أجل المذاكرة، والبقاء هناك لحين الانتهاء من المذاكرة؛ حيث إن إنجاز عمل مع شخص آخر يدفع الإنسان إلى تجاوز عدة عقبات نفسية يعاني منها، مثل: التسويف، والكسل، واللامبالاة. من جهة أخرى، تحتاج هذه العملية إلى إيجاد زميل مجتهد يسعى بدوره إلى المذاكرة بجد.
مكان مناسب للمذاكرة
بالعودة إلى نقطة المذاكرة في السرير، والأثر السلبي الذي تتسبب فيه لدى الكثيرين، معروف أن البيئة المحيطة بالإنسان تلعب دورًا كبيرًا في التأثير في مدى إنتاجيته؛ حيث إن الحضور في مكان تعمّه الفوضى يمنح الإنسان شعورًا بالعجز والكسل، وبوجود مهمة أخرى يحتاج إلى القيام بها قبل أن يباشر المذاكرة أو العمل؛ لذا سيكون على المقبلين على المذاكرة إيجاد مكان مناسب، وعدم اعتبارها عملية بسيطة يمكن القيام بها في أي مكان، صحيح أن ذلك ممكن وسهل من الناحية النّظرية؛ إلا إن أي شخص يبحث عن تحسين عملية المذاكرة والخروج بنتائج إيجابية، سيكون عليه خلق بيئة مناسبة للمذاكرة، والتي نذكر منها عناصر مثل: مكان هادئ، مرتّب، مع الجلوس باعتدال بدلًا من الاستلقاء.
مذاكرة أكثر من مادة
يتجه كثير من الطلاب إلى اعتماد يوم محدد لمادة دراسية معينة، حيث يعزمون على مذاكرة مادة الرياضيات على سبيل المثال يوم الإثنين، فيسخِّرون يوم الاثنين بشكل كامل لمادة الرياضيات فقط، وهي طريقة جيدة في حال سبقت عملية المذاكرة الاختبار مباشرة؛ إلا إن الأمر مختلف عندما يكون موعد الاختبار على بُعد يومين أو أكثر؛ حيث سيكون من الأفضل تخصيص وقت معين لمادة معينة خلال اليوم، أي مذاكرة أكثر من مادة في اليوم بشكل منظّم، ويرجع السبب في ذلك إلى استفادة الطالب من مذاكرة أكثر من مادة خلال اليوم نفسه؛ حيث إن مذاكرة مواد مختلفة يتيح للطالب المرور بأنماط مذاكرة مختلفة، وإن كان يتّبع طريقة المذاكرة نفسها بسبب تنوع المواد؛ الشيء الذي يسمح باستغلال الوقت المتبقي لكل اختبار بشكل أفضل وأكثر فاعلية؛ حيث إن أبرز ميزة لهذه الطريقة هي ملاحظة الجزئيّات التي قد تؤثر في الطالب في مادة معينة، مثل وجود درس معين يتطلب وقتًا وجهدًا أكبر لفهمه، وهو ما يعاني منه العديد من الطلاب في المواد العلمية على وجه الخصوص.
الابتعاد عن الأشخاص المذعورين
توجد شريحة معينة من الطلاب تؤثر بشكل كبير في الطلاب المحيطين بهم؛ حيث يعاني مثل هؤلاء الطلاب من القلق الشديد الذي ينعكس على تصرفاتهم، سواءً مع قرب فترة الاختبارات أو حتى قبل فترة طويلة، وهم أشخاص يفضّل تفاديهم أو على الأقل عدم الاهتمام بما يقولونه، حيث تميل تصرفاتهم إلى السلبيّة التي تغلب على معظم أقوالهم، وفي الوقت الذي قد تبدر مثل هذه التصرفات من بعضهم بشكل طبيعي، هنالك شريحة منهم يتعمّدون التأثير في زملائهم، وهو ما يؤثر فعلًا في شريحة كبيرة من الطلاب؛ لذا يفضل الابتعاد عن مثل هؤلاء، والتحلّي ب مع الحرص على المذاكرة بشكل مبكر وجاد.